هل نحتاج إلي ثورة جديدة؟! بقلم: وجدي زين الدين منذ 39 دقيقة 2 ثانية نحن الآن في حاجة ماسة وشديدة إلي الاستقرار في البلاد.. فالمشهد العام الذي تشهده مصر خلال هذه الفترة لا ينبئ بأي خير علي الإطلاق.. صحيح أننا في حالة ثورة، لكن يبدو أن النظام القديم لا تزال أفكاره ومنهجه متغلغلاً في العقول - لم يتغير بعد المسئولون، ولم تحركهم بعد المشاعر الثورية التي تحرك أي ثوار.. القائمون علي إدارة شئون البلاد من المسئولين الحكوميين لايزال تفكيرهم وطريقة عملهم لا تختلف كثيرًا عن النظام السابق البائد الذي حول حياة الناس إلي جحيم. لم يتغير شيء في حياة البلد والناس، سوي إدخال رموز النظام السابق إلي السجن ومحاكمتهم أمام المحاكم المختلفة، ولايزال أتباعهم وأذنابهم الذين لم يطلهم القانون يحكمون البلاد في شتي المناحي.. المفروض بسقوط النظام أن تسقط معه كل الأفكار التي كان يحكم بها، لكن هذا مع الأسف الشديد لم يحدث، الأدوات التي كان يحكم بها النظام السابق، مازالت هي نفس الأدوات، والطريقة هي نفس الطريقة، والمسئولون عن القطاعات المختلفة بالدولة هم نفس المسئولين دون تغيير أو تعديل. فما إذن الجديد الذي عاد علي الناس؟!.. لا أكون مبالغًا إذا قلت إن الجديد فقط الذي يمكن أن يشعر به الإنسان منذ ثورة 25 يناير هو الحرية الإعلامية وحرية التظاهر، والفوضي العارمة التي ضربت الشارع المصري.. الثورة المصرية العظيمة التي قام بها أبناء النيل عندما أسقطت نظام الحديد والنار، إنما كانت تعني أن يتغير الحال إلي الأفضل.. أن يشعر المواطن بآدميته، وقدرته علي توفير لقمة العيش إلي أبنائه.. الأحوال التي تحياها البلاد الآن قاسية ومؤلمة، فالمواطنون وصلوا إلي مرحلة القرف العام لزيادة الأسعار في كل شىء، والاعتصامات الفئوية التي تجوب البلاد في عرضها وطولها، هي مظهر من مظاهر القرف الذي أصاب المواطنين الذين يعجزون عن توفير ضروريات الحياة الأساسية مع دخول مادية هزيلية لا تكفي فاتورة تليفون أو كهرباء. متي يشعر الناس أن ما قاموا به من ثورة رائعة شهد لهم بها العالم أجمع، سيحقق حلم حياتهم في معيشة كريمة قائمة علي عدالة اجتماعية؟!.. متي يشعر الناس أن آدميتهم لا تزال موجودة؟!.. متي يشعر الناس وهم يقضون مصالحهم داخل المؤسسات الحكومية أنهم آدميون، وتقضي لهم حاجاتهم دون رشوة أو محسوبية؟!.. ماذا يفعل الناس بعد الثورة حتي تتحقق أحلامهم المشروعة في هذه الحياة الكريمة؟!.. هل نحتاج إلي ثورة أخري جديدة علي هذه الثورة؟!.. لقد اقتربنا من الشهر العاشر علي الثورة ولم يشعر المواطن بتحسن حالته المتردية؟.. ولايزال المواطنون يحيون في الضجر وضيق الحال.. من حق المواطن الذي ضحي بدمائه وروحه فداء للوطن أن يعيش مكرمًا داخل هذه الدولة.. ومن حقه أن تقضي مصالحه ومطالبه بسهولة ويسر.. الحرية الإعلامية وحدها لا تكفي لبناء مصر، وعودة الاستقرار للبلاد، والأهم هو التخلص من أذناب النظام الذين لا يزالون يحكمون بأفكار النظام السابق.