رسالة الفن رسالة سامية في ترسيخ وكتابة تاريخ الشعوب، وكذلك أخذ العبر ، وفي حرب أكتوبر أرسي الفن تاريخ هذه الحقبة التاريخية بكل إنجازاتها وانتصارتها. ودومًا ما كان للسينما المصرية دورًا رائدًا على مر التاريخ في تجسيد الواقع، حيث ارتبطت معظم الأفلام السينمائية القديمة لاسيما في فترة الستينيات، وما تلاها بالحروب التي قام بها الجيش المصري. ومنذ ذلك الحين وأرشيف السينما المصرية ممتلئ بتلك الأفلام، التي مثلت معاناة الجنود وقت الحروب الطاحنة، وحظت حرب 6 أكتوبر المجيد بالاهتمام الجم، والتفت جميع الأضواء والشاشات لتجسيدها. وبالتنقيب في ذلك الأرشيف يظهر لنا أكثر من فيلم عربي يحكي ذكريات حرب أكتوبر، حيث أبدع الفنان محمود ياسين، في تجسيد دور الجندي المصري الشجاع في أفلامه الوطنية مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي"، ثم تلاه فيلم "الوفاء العظيم"، وقام بدور البطولة أيضًا الفنان محمود ياسين، حيث يمزج الفيلم بين الرومانسية والوطنية، ويلعب ياسين وسمير صبري دور الجنود المصريين الذين يتسببون في تحقيق نصر السادس من أكتوبر، وبالفعل كان تصوير الفيلم أثناء الحرب. ولم يختفي الفنان نور الشريف من تلك الأعمال العظيمة، حيث قام ببطولة فيلم "أبناء الصمت" أحد أبرز الأفلام الوطنية التي جسدت حرب أكتوبر، وتدور أحداث الفيلم حول حرب أكتوبر والنكسة. أما فيلم "العمر لحظة" بطولة الفنانة ماجدة، جسد هو الأخر ملحمة فدائية، حيث أدت دورها ببراعة عالية، جسدت فيه دورصحفية بعد النكسة، ثم تنتقل مع مرور الوقت للعمل التطوعي بأحد المستشفيات، وتساند الجنود المصريين سواء من خلال حل مشاكلهم وهمومهم أو علاجهم من الإصابات التي تحدث لهم أثناء الحرب مع تطور الأحداث، وتساعدهم في الأعمال التمويهية ضد العدو. وقدم المخرج شادي عبد السلام فيلمًا تسجيليًا بعنوان "جيوش الشمس"، تناول فيه عدة تفاصيل عن حرب السادس من أكتوبر والعبور، واستمد عنوانه من اسم الجيوش المصرية في سيناء منذ الحضارة الفرعونية. كذلك فيلمي "مهمة في تل أبيب"، و"إعدام ميت" اللذين تناولا حرب أكتوبر وأبرزا قضية التخابر الإسرائيلي في وقت الحرب، وكيف حقق الجنود الشجعان النصر بالسادس من أكتوبر.