ليبيا – رامي المنشاوي: منذ 12 ساعة 27 دقيقة ينتشر في شوارع ليبيا سواء بمنطقتها الشرقية أو الغربية عملاء لمخابرات دول عديدة تجوب شوارع المدن والأزقة والحواري لعمل استطلاعات الرأي والاستبيانات الخاصة بموقف الشعب الليبي من المجلس الوطني الانتقالي وبحث الخط البياني لمدي قبول الشارع الليبي لمسئولي المجلس الانتقالي. التقت الوفد مصادفة باحدي العملاء والتي تحدثت بلغة عربية فصيحة مع محرر الوفد معتقدة انه احد المواطنين الليبين وكانت الأسئلة مقسمة إلي ثلاثة أقسام يدور القسم الأول حول رأي المواطن في المسئولين بالمجلس الانتقالي ورأي المواطن في طبيعة النظام الذي يحكم ليبيا بعد الثورة ومدي قبول الشارع الليبي للاخوان المسلمين ورأي الليبيين في الحكم الفيدرالي ونظام الولايات التي تتبع النظام اللا مركزي . ويدور القسم الثاني من الاسئلة حول رأي المواطن الليبي في موقف دول بعينها تجاه الثورة الليبية منها «قطر والامارات وتونس ومصر وفرنسا والولاياتالمتحدة» فقط ,اما القسم الثالث فتدور الاسئلة فيه حول قبول الشارع الليبي لبقاء قوات امن دولية بالاراضي الليبية. الوفد حاولت التقاط صورة مع عميلة المخابرات التي لم تحدد جنسيتها وانما اقرت بشكل يعني انها تحفظ جملة ترددها للجميع «أنا مراسلة لصحيفة انجليزية» لكنها رفضت التقاط أي صورة وامتنعت عن الكلام باللغة الانجليزية مكتفية فقط بترديد عبارات بجمل فصيحة ومصطنعة. تتبعت الوفد حركة عميلة المخابرات وتبين انتقالها من المقاهي بالميادين العامة بمدينة البيضاء إلي مقاه داخلية يرتادها البسطاء من اهل المدينة ثم مناطق شديدة العشوائية تلتقي بالأسر من خلال الطرق علي المنازل والتحاور مع قاطني المنازل السكنية. وفي محاولة لادراك طبيعة المهمة الاستخباراتية التي تقوم بها الدول داخل الاراضي الليبية حملت الوفد الملف الاستخباراتي وطرحته أمام كبار المسئولين بالمجلس الانتقالي الذي رفض الاعلان عن اسمه وتحتفظ الوفد به حيث اكد ان المجلس المحلي لديه هذه المعلومات التي تفيد بقيام مخابرات واجهزة استخباراتية علي اعلي مستوي تجوب الشوارع الليبية بحجة انهم مترجمون او مراسلون لوكالات صحفية تقوم بعمل تحقيقات صحفية ,وكشف المصدر عن مفاجأة من العيار الثقيل حيث افاد باشتراك مخابرات لدول افريقية تقوم بالدور نفسه لاستبيان مدي قبول الشارع الليبي للحكومة الانتقالي وبحث الية التعامل الجديد مع ليبيا بعد الثورة وكيفية مد يد التعاون للاستفادة من خيرات الوطن الليبي .كما اوضح المصدر ان الاستخبارات التي تجوب الشوارع الليبية تنتهز فرصة الغياب الامني واختفاء المؤسسات المعنية مما يتيح لهم العمل بشكل فعال وميسر ,وحول دور المركز الاعلامي بالمدن الشرقية نفي المسئول استطاعة المركز الاعلامي التأكد من هوية المراسلين الاجانب الذين يفدون بالمئات يوميا للتسجيل بحجة انهم مراسلون لصحف اجنبية. في السياق ذاته فقد اكد المصدر أن قرار المجلس الانتقالي بمنع الصحفيين من كافة الجنسيات للدخول إلي ساحات المعارك واماكن تمركز الثوار يعود إلي هذه النقطة ,حيث اكتشف الثوار ان اسئلة الصحفيين المتواجدين تبدو غير مألوفة فهي من قبيل انواع الاسلحة المستخدمة والدول التي تقدم مساعدات عسكرية واماكن هجوم وانتشار الثوار. تواجد العديد من الاجهزة الاستخباراتية لدول افريقية واروبية واسيوية يطرح العديد من التساؤلات حول دور الموقف المصري وظهوره علي الساحة ليس طمعا في خيرات الشعب الليبي ولكن حفاظا علي حدود مصر الغربية وتأمينا لأمنها القومي وبعدها الاستراتيجي. استطلاع الرأي الذي تقوم به الاجهزة الاستخباراتية يركز في قسمه الثاني علي طبيعة العلاقة بين مصر وليبيا وموقف مصر من الثورة الليبية وهل يرحب الليبيون بعودة العمالة المصرية وهل يمكن الاستغناء عن العمالة المصرية باخري اسيوية او افريقية ,كلها اسئلة تحمل العديد من الهواجس وتتطلب من جهاز المخابرات المصرية التيقظ ومتابعة ما يحدث وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الليبية. الاستبيانات التي تقوم اجهزة الاستخبارات بتعبئتها مقسمة فئويا إلي نوعين يشمل النوع الأول قطاع النخبة او من لهم علاقة بالعمل العام ويشمل القطاع الثاني العوام من الفئات غير المتعلمة داخل البلاد.