ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين وشرق أوسطيين أن روسياوإيران صعدتا من التنسيق داخل سوريا في الوقت الذي تتحركان فيه لتأمين سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على معقله الساحلي، مما يخلق تعقيدا من جديد لأهداف واشنطن الدبلوماسية. وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني - أنه بحسب المسئولين فإن دبلوماسيين وجنرالات وخبراء استراتيجيين روس وإيرانيين كبار عقدوا سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى في موسكو خلال الأشهر الأخيرة لمناقشة دفاع الأسد والتواجد العسكري الروسي في سوريا. ووفقا لمسئولين عسكريين أمريكيين فإن طائرات المراقبة الروسية بدأت مهمات طيران فوق سوريا بالإضافة إلى أن موسكو أرسلت 24 طائرة أخرى إلى سوريا. وتركز الكثير من النشاط للجانبين في الأشهر الأخيرة على مدينة اللاذقية الساحلية، قاعدة أسرة الأسد والطائفة العلوية التي ينتمي إليها، والتي تعرضت للضغط من جانب قوات المعارضة المسلحة من الشمال مما يهدد بقطع الاتصال بينها وبين دمشق العاصمة. وبحسب المسئولين فإن جهود التنسيق تضمنت زيارة سرية في أواخر شهر يوليو الماضي من جانب قائد فيلق القدسالإيراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي يوجه دعم طهران العسكري والاستخباراتي لنظام الأسد ويعد واحدا من القادة الأكثر نفوذا في الحرس الثوري الإيراني. كما زار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف موسكو أيضا الشهر الماضي لمناقشة سوريا وقضايا أخرى مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. وأشار المسئولون الأمريكيون إلى أن مستشارين عسكريين وجنودا بالحرس الثوري الإيراني يجري نشرهم أيضا في اللاذقية إلى جانب جنود من الحليف السياسي والعسكري الأوثق لطهران ألا وهو حزب الله اللبناني. ونقلت الصحيفة عن لواء الجيش اللبناني المتقاعد إلياس فرحات، قوله إن "أول عملية كبرى ستخبرنا بنواياهما"، في إشارة إلى إيرانوروسيا، وأضاف أن "الأدلة المأخوذة مما يحدث على الأرض تشير إلى أن الروس والإيرانيين وحزب الله ينشئون مركزا مشتركا لقيادة العمليات في اللاذقية بالقرب من المطار". ورأت الصحيفة أن الدعم الإيراني والروسي المنسق للأسد يشكل عائقا أمام الأهداف الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تريد إبعاده من السلطة.