اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الجمعة أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأخيرة كرصاصة الوداع التي أطلقتها على حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت الصحيفة أن كلينتون اتهمت إيرانوروسيا باستمرار امداد الأسلحة القاتلة للرئيس السوري بشار الأسد، بل وفي بعض الحالات زيادة الامدادات من تلك الاسلحة.
وذلك في تصريحات أخيرة لها وجهتها إلى طهرانوموسكو قبل أن تترك منصبها كرئيس للدبلوماسية الأمريكية اليوم الجمعة، فيما اعتبرته الصحيفة رصاصة الوداع.
وأوردت الصحيفة أن إيجاد وسيلة لإنهاء عامين من الصراع في سوريا ثبت أنه واحد من أكبر التحديات التي واجهت كلينتون خلال فترة توليها وزارة الخارجية الأمريكية .
وشددت كلينتون في مؤتمر صحفي ختامي لها الليلة الماضية على أنها بذلت كل ما يتيحه لها منصبها لإنهاء الحرب الأهلية السورية، التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن60 ألف سوري، وفقا للأمم المتحدة.
وألقت كلينتون باللوم بشكل مباشر على إيرانوروسيا للاستمرار في تقديم الأموال والأسلحة إلى الأسد، حتى مع ارتفاع أعداد القتلى .
وقالت إن الولاياتالمتحدة قد تلقت معلومات تفيد بأن وحدة النخبة العسكرية الإيرانية، والحرس الثوري الإسلامي، قامت بزيادة أعداد جنودهما ومستشاريهما العسكريين الذين أرسلتهم إلى سوريا في محاولة لدعم قوات الأمن التابعة لبشار الأسد.
وقالت كلينتون "إننا نعلم أن الإيرانيين المتواجدين هناك يدعمون الأسد ، وأعتقد أن أعدادهم قد زادت" في إشارة إلى كميات الأسلحة، والأموال، و العسكريين الذين ترسلهم إيران إلى سوريا.
ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن كلينتون بدت غاضبة خلال وصفها لدعم روسيا المستمر لدمشق، على الرغم من وجود اعترافات متقطعة من قبل المسئولين الروس خلال الأشهر الأخيرة حول العد التنازلي لبقاء نظام الأسد في السلطة.
وقالت: أنه على الرغم من هذا، فإن إدارة أوباما تعتقد أن موسكو تواصل إمداداتها من التمويل والسلاح لقوات الأمن السورية، مضيفة أن "الروس ايجابيون، في دعمهم للأسد".
وتناولت كلينتون دور إيران في دعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، وتوسع البرنامج النووي لطهران،قائلة انه كان من بين أكثر القضايا المهيمنة والمثيرة للحيرة التي واجهتها على مدى السنوات الأربع الماضية في السياسة الخارجية.
وشددت على أنها واصلت دعم إلتزام الرئيس باراك أوباما بإشراك إيران في المحادثات الدبلوماسية التي تهدف إلى الحد من برنامجها النووي، وقالت إن العقوبات الاقتصادية المكثفة التي ساعدت في فرضها على طهران على مدى السنوات الأربع الماضية تتسبب في إرهاق اقتصاد إيران وحكامها بصورة متزايدة.
ومع ذلك، اعترفت كلينتون بأن انه لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران تنخرط بجدية في الجهود الدبلوماسية، حيث تأمل واشنطن في أن تبدأ جولة محادثات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت : يبدو أن الانتخابات الرئاسية - التي من المقرر أن تجرى في إيران في شهر يونيو- تعقد عملية صنع القرار في طهران ، مضيفة "إن لديهم وجهات نظرهم الخاصة حول ما سيوافقون عليه وما سيرفضونه"واستطردت " وعند نقطة ما، يتعين غلق نافذة الحلول الدبلوماسية ".