استفاقت الإسكندرية لليوم الثاني على التوالي على مشهد غير مألوف لموسم الصيف، حيث علت الرايات الحمراء شواطئ العجمي وغرب المدينة، في إشارة واضحة: "ممنوع النزول إلى البحر نهائيًا"، البحر غاضب، الأمواج هائجة، والرياح لا تهدأ، بينما تتراجع خطوات المصطافين نحو الرمال، متمسكين بالأمل في يوم آمن رغم الشوق للمياه. القرار جاء على خلفية التحذيرات المتكررة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، التي توقعت استمرار النشاط العنيف للرياح بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الساعة، وارتفاع الأمواج على ساحل البحر المتوسط إلى ما بين 3 و4 أمتار، وهي ظروف وصفها خبراء الطقس ب"غير الآمنة تمامًا" للسباحة. وأكدت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية أن القرار لا رجعة فيه على شواطئ القطاع الغربي بالكامل، خاصة أن طبيعة هذه الشواطئ المفتوحة ومساحاتها الواسعة تجعلها أكثر عرضة لخطورة التيارات المائية العنيفة. في المقابل، تشهد شواطئ شرق الإسكندرية حالة أكثر استقرارًا، حيث رُفعت الرايات الصفراء على أغلبها، ما يعني السماح بالنزول إلى البحر مع ضرورة توخي الحذر، بينما رُفعت الرايات الخضراء في عدد محدود من الشواطئ الأكثر هدوءًا. ولضمان سلامة الرواد، أصدرت الإدارة تعليمات واضحة و4 تحذيرات أساسية: لا تتوغل داخل المياه مهما بدا البحر هادئًا، التزم بالبقاء بالقرب من الشاطئ، الأطفال ومن لا يُجيد السباحة يجب أن يرتدوا "لايف جاكت"، يُمنع تمامًا استخدام البدالات والعوامات المطاطية. وأضافت الإدارة في بيانها: "المنقذ موجود علشان يحميك ويحمي أولادك.. استجيب لتعليماته فورًا، وراقب أطفالك حتى لو بيعرفوا يعوموا.. حافظ على نفسك وعلى اللي معاك". وتُعد الرايات التحذيرية وسيلة إنذار فعالة للمصطافين لفهم حالة البحر: الحمراء: ممنوع النزول نهائيًا، الصفراء: البحر متاح مع الحذر، الخضراء: البحر آمن.