أعرب العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد من معاملة أمناء الشرطة لهم في الشوارع، وداخل أقسام الشرطة، وفي معظم المصالح الحكومية, مطالبين وزارة الداخلية بسرعة التدخل لحل تلك المشكلة التي باتت تشوه صورة وزارة الدخلية أمام أغلب طوائف الشعب، وجعلتها سداً يحول بين ثقة المواطنين والداخلية. وأكد المواطنون أن معظم أمناء الشرطة يستغلون سلطاتهم ونفوذهم لأغراض ومصالح شخصية؛ تتمثل في طلب الرشاوى وإيذاء بعض المواطنين اعتداءً عليهم بالسب، والضرب في الشوارع. وفي هذا الصدد قال أحمد محمد, موظف بأحد البنوك, إن معاملة أمناء الشرطة مع معظم طوائف الشعب معاملة غير آدمية؛ حيث يروي أنه رأى بأم عينه اليوم أمين شرطة يعلو صوته فوق صوت سائق تاكسي ويقول له بحزم "هات رخصتك، أنا سلطة عليا". وقال حسن خالد عامل بأحد المصانع، إنه لم يحدث صدامات بينه وبين أحد من أمناء الشرطة يوماً، ولكن عندما يذهب لقسم الشرطة لقضاء حاجة معينة يلقى معاملةً من الأمناء عاديةً جداً فهو يعاملهم فقط في أضيق الحدود. وفي نفس السياق قال خالد علي, موظف بكلية الآداب – جامعة القاهرة أنه قديما كانت معاملة أمناء الشرطة سيئة جداً خاصة مع سائقي سيارات الأجرة أو الميكروباصات، أما سائقو الملاكي فيلاقون معاملة أفضل نسبياً، وله مواقف كثيرة معهم يروي بعضها قائلاً "عندما كنت أمتلك سيارة أجرة كانوا يعاملونني معاملة يرثى لها، وفور شرائي سيارة ملاكي لاقيت معاملة أفضل إلى حد إثارتي بالدهشة من أساليبهم الراقية في الكلام وتساءلت في نفسي، هل من المعقول أن يكون أمناء الشرطة سبباً من أسباب وجود الطبقية بين طوائف الشعب المختلفة؟!، لازم أمين الشرطة يراعي ربنا في الناس"، وطالب بضرورة مراقبتهم ومحاسبة المستبدين منهم، واقترح بأن يتم تأهيل خريجي كلية الحقوق ليتعاملوا مع المواطنين بالشوارع بدلاً من أمناء الشرطة الذين قد يتعاظم دورهم كرجال أمن في التعامل مع المجرمين، وتاجري المخدرات، والبلطجية. وأضاف عمار عبدالشافي,عامل بأحد المحلات أن هناك أمناء شرطة يتقون الله ويعاملون المواطنين معاملة آدمية، وهناك آخرون لهم اتجاهات وأهداف محددة؛ كأن يعملون ليتقاضون الرشاوى مقابل الخدمات التي يقدمونها للمواطن والتي من المفترض أنها حقاً له. وأشار إلي أنه يجب علي وزارة الداخلية سرعة التدخل، وحل تلك المشكلة التي تسئ لهم بشكل كبير وتشوه صورة وزارة الدخلية أمام المواطنين. واتفق معه في الرأي سيد خالد, طالب بكلية التجارة في أن أمناء الشرطة ينقسمون إلي صالح وطالح ولكن المعظم منهم يعامل المواطنين معاملة سيئة ويتقاضى منهم الرشاوى, مؤكداً أن أمناء الشرطة دائماً ما يبطشون بسائقي الأجرة والميكروباصات دون وجه حق. في حين قالت إنجي محمد, طالبة جامعية أنها لم تتعامل مباشرةً مع أمناء الشرطة، ولكن حكاوى الناس عنهم جعلتها تستجمع بذهنها أفكاراً مشوهةً عنهم وصلت إلي حد كرهها الشديد لهم. وأكد عادل علي، عامل بإحدي الشركات, أن هناك تحسن ملحوظ في معاملة أمناء الشرطة مع المواطنين بعد ثورة يناير، الأمر الذي ينبئ بتغير حال مصر إلي الأفضل في الفترة القادمة. وأعرب عمرو أشرف, محامي عن استيائه الشديد من معاملة أمناء الشرطة للمواطنين, مشيراً إلى أنهم لا يصلحون للتعامل مع المواطنين بالشوارع، ولكن لابد أن يقتصر وجودهم داخل مراكز الشرطة. وذكر أحد المواقف التي عاصرها معهم، قائلاً أنه كان يحرر أحد المحاضر بأحد أقسام الشرطة، وأن أمين الشرطة لم يستكمل محضره إلا بعد حصوله علي مبلغ مالي منه.