شهد الأسبوع الأول لبدء الدراسة في المدارس والجامعات بالاسكندرية إقبالا كبيرا من الطلبة لرغبتهم في العودة إلي دراستهم وإنهاء العام الدراسي بنجاح بعد توقف دام أكثر من شهرين بسبب الغياب الأمني وخشية الأهالي علي أبنائهم مما عكس ازدحاما شديدا بالشوارع ووجدها سائقو الميكروباصات فرصة لفرض قوانينهم غير المشروعة في البلطجة وترويع المواطنين والسير عكس الاتجاه في الشوارع ذات الاتجاه الواحد مما أثر علي الحركة المرورية في أغلب الشوارع التي تحولت إلي فوضي. أثار حفيظة المواطنين مساندة السائقين بعضهم لبعض في مواجهة انتقادات الطلبة والمواطنين لهم بعد أن أدي تعطيل المرور لتوقف مصالحهم وساعد علي ذلك عدم وجود شرطة مرور تفض تلك المنازعات وإن وجدت لا يتدخل الشرطي حتي لا يتعرض للأذي بعد أن تجاوز السائقون كل الحدود بقيام أغلبهم برفض ركوب أمناء الشرطة معهم في السيارات. بل يقومون أيضا باستفزازهم بالعبارات والألفاظ النابية مما دعا المواطنين الشرفاء ومجموعة من الشباب للتصدي لهم وإنقاذ البعض من بطشهم وتهديدهم. وبسبب الانفلات الأمني الذي مازال يعاني منه الشارع السكندري وظهور بلطجية السائقين كون بعض الشباب من كلية الجامعات مجموعة شعارها "لا للاستغلال" لتوعية المواطنين بحقوقهم وعدم التفريط فيها استمرارا لأهداف الثورة وقرروا التصدي لمحاولة البعض في فرض سطوتهم المشروعة ونظموا أنفسهم لفرق يعاونون الركاب في استقلال سيارات الميكروباص بالأجرة المحددة. رحب المواطنون بمبادرة الشباب خاصة الطالبات اللاتي يخشين التصدي للسائقين ويضطررن للانصياع لأوامرهم ودفع الأجرة التي يحددونها حسب أهوائهم. أكد "يحيي مصطفي" الشهير بفرج بأنه يقيم بغرب الاسكندرية ويعاني الأمرين عند قيامه بالركوب مع السائقين والذي قام برفع الأجرة فجأة إلي النصف فبعد أن كانت جنيها واحدا أصبحت جنيهين ومن لا يعجبه يقوم بطرده من السيارة. أضاف "كمال حسن" تاجر أنه يقيم بمحطة مصر ويضطر للنزول لعمله إلي ميدان الساعة وعند توقف الميكروباص يفاجأ بأن السائق يدعي أن السيارة إلي منطقة العوايد فقط ويحصل الأجرة "جنيه واحد" وبعد سيدي جابر يقوم بتغيير اتجاهه ويحصل الأجرة مرة أخري وبمعدل جنيه آخر مما يشكل عبئا ماديا علي المواطنين. أشار "محمد رمضان" موظف ان السائقين كونوا فيما بينهم تشكيلا عصابيا يساعد كل منهم الاخر في استغلال الركاب ومساندة بعضهم في المشاجرات التي تقع مع المواطنين. أكد رجب عبدالمنعم "نجار" أن بعض السائقين تجاوزوا حدودهم في رفع اللافتات المعدنية من علي السيارات حتي لا يتمكن رجل المرور من تحرير المخالفات ولكن تصدي لأحدهم عندما رفض ركوب أحد أمناء الشرطة معه بالرغم من وجود أماكن شاغرة بالسيارة وأكد أنه يختار زبائنه حسب هواه ولكنه خشي من رفض الركاب لسلوكياته واضطر للموافقة علي ركوب أمين الشرطة وسط اعتراضات الركاب لكن بعد فترة ادعي عطل السيارة وقام بتفريغها من الركاب ورفض رد الأجرة لهم. أضافت "هند جمال" طالبة بكلية التجارة أنها أصبحت وزميلاتها تخشين ركوب الميكروباص ويقمن بانتظار الأتوبيس بالرغم من ازدحامه لأنهن لاحظن أن بعض السائقين يقومون فقط بتحميل الفتيات في السيارة ويرفضوا ركوب الشباب مما دب الخوف في نفوسهن. أكدت "ياسمين محمود" طالبة بكلية الحقوق أنها تساعد زملاءها في مجموعة "لا للاستغلال" عن طريق محاولة استقطاب بعض سائقي الميكروباصات الشرفاء وتوعيتهم بخطورة أفعال زملائهم تحثهم علي الوقوف بجوار المواطنين كي يأخذ كل ذي حق حقه ولا تضيع أهداف ثورتهم هباء في ظل بعض الخارجين عن القانون حيث استجاب إليها بعض السائقين وأكدوا حرصهم علي راحة المواطنين وخاصة الطلبة ومعاملتهم معاملة طيبة. أضافت "دينا محمود" بكلية التمريض أنها فوجئت برفع أجرة الميكروباص منذ اندلاع الثورة وعندما يحاول البعض مناقشة السائق يقوم بركن السيارة في مكان ويصر علي نزولهم منها في تحد سافر للقوانين والأعراف المجتمعية. أجمع شباب اللجان الشعبية علي انهم يبذلون أقصي جهدهم لعودة الشارع السكندري إلي نظامه والتزام الجميع بالتعليمات ويقومون بمساعدة رجال الشرطة ووجهوا نداء للمواطنين بضرورة التمسك بحقوقهم المشروعة ومقاومة الفساد في أية جهة يتعاملون معها حتي تحقق الثورة أهدافها النبيلة.