في ثالث أيام الدراسة استمرت الاختناقات المرورية في شوارع القاهرةوالجيزة وغاب الانضباط في ظل الأعداد القليلة لرجال المرور المتواجدين في الشوارع. فوضي الشارع أصبحت مشهداً يتكرر كل يوم مع بداية العام الدراسي الجديد.. والتكدس المروري عنوانه.. الاختناق والارتباك أهم ملامحه.. تتكرر فيه تجاوزات السائقين في ظل غياب رجال المرور، غاب الانضباط عن الشوارع وسادت الفوضي وعشوائية السير.. سادت حالة من الغضب والاستياء من جانب المواطنين لتعطلهم عن أعمالهم، كما تكدست السيارات أمام المدارس بشكل كبير مما أربك المرور وسبب حالة من الزحام والتوقف، علي الرغم من تحذيرات إدارات المرور من عدم انتظار أولياء الأمور بسياراتهم أمام المدارس انتظاراً لخروج أبنائهم حتي لا يحدث ارتباك وزحام، ولتحقيق السيولة المرورية ولكن »لا حياة لمن تنادي« فالزحام أمام المدارس مشهد يتكرر كل يوم. »الأخبار« قامت بجولة رصدت خلالها أهم ملامح الفوضي التي سادت الشارع المصري مع بداية الدراسة، ورصدت أيضاً قيام بعض السائقين بالوقوف المتكرر في نهر الطريق مستغلين غياب رجال المرور، فالميكروباصات وأتوبيسات النقل الجماعي والتاكسيات تقدم »عروضاً« متنوعة من التجاوزات وخرق للوائح وقوانين المرور، حيث يقف كل سائق كما يشاء وفي المكان الذي يريده دون اعتبار لحركة السير أو احترام لقواعد المرور، ومن الشوارع التي شهدت تكدساً وزحاماً كبيراً في القاهرة شارع صلاح سالم وأمام جامعة عين شمس وكوبري الفنجري وشارع رمسيس حتي العباسية، وغمرة، وفي الجيزة فإن شارعي فيصل والهرم هما الأكثر عذاباً بالنسبة للمواطنين فهما مزدحمان طوال العام ويتضاعف زحامهما في أيام الدراسة، وتقل فيهما وسائل نقل الركاب حيث يلجأ سائقو الميكروباص إلي تقسيم المسافات ومضاعفة الأجرة، كما يوجد شوارع أخري تعتبر من أكثر الشوارع ازدحاماً وهي ميدان الجيزة وميدان لبنان وشارع جامعة الدول العربية والمهندسين وغيرها، وتمثل الشوارع التي تقع بها بعض المدارس رحلة عذاب لسكانها. ويقوم الكثير من السائقين بالوقوف المتكرر في مطالع الكباري ومنازلها لتحميل الركاب وإنزالهم دون مراعاة للسيارات التي خلفهم فتكون النتيجة توقف تام وتكدس للسيارات، كما أن هناك فوضي وعشوائية في السير بالنسبة للسيارات والمشاة، ليصبح السير علي الأقدام بمثابة »الدواء المر« مثله مثل السير بالسيارة. وعن رحلة معاناة المواطنين اليومية مع الزحام المروري، خاصة مع بداية العام الدراسي يقول حسن بسيوني - مهندس - أصبحت رحلة ذهابي للعمل أو العودة منه أشبه بالعذاب، فأنا أقطن في نهاية شارع فيصل المشهور بتكدسه وزحامه في الأوقات العادية، فما بالك أثناء الدراسة.. ويضيف: استغرقت بالأمس أكثر من 4 ساعات في المواصلات مما دفعني لإلغاء بعض الأمور المهمة حتي لا أتعرض لهذه المشقة مرة أخري. ويؤكد صلاح سيد - موظف - نعاني كل عام من الزحام أثناء الدراسة ولكن للأسف كل مرة تزداد الأوضاع سوءاً، فقد انتظرت بالأمس أكثر من ساعة أنا وأبنائي لكي ألحق بأي وسيلة مواصلات ولكن دون جدوي، مما اضطرني لركوب تاكسي حتي يصل أبنائي للمدرسة ولكنه للأسف تحول إلي ما يشبه »الميكروباص« حيث قام بتحميل أكثر من شخص طوال الطريق مستغلاً موقف المواطنين وقام بزيادة الأجرة أيضاً. ويقول فتحي عبدالمجيد - محام - لكي أصل لعملي في الميعاد، قررت النزول من المنزل في الثامنة صباحاً، لأجد نفسي أصل إلي مقر عملي في الدقي في حوالي التاسعة والنصف وكأنها رحلة سفر.. ونفس الوقت تقريباً أو أكثر استغرقته في العودة.. ويقول: لابد من إيجاد حلول لهذه الأزمة خاصة مع تكدس أعداد السيارات بالشوارع واستغلال سائقي الأجرة من ميكروباص وتاكسي لها.