معاناة يومية يدفع ثمنها المواطن البسيط من دمه وأعصابه ووقته وفلوسه بعد أن شكل سائقو الميكروباص بالجيزة مافيا عجزت الجهات المسئولة بالمحافظة عن التصدي لها بعد أن فرضوا سطوتهم علي الجميع وحولوا الشوارع والميادين إلي امبراطورية يتحركون فيها بفوضي وبلطجة ويرتكبون آلاف المخالفات يوميا بداية من تقسيم خط السير وزيادة الأجرة وإثارة الفوضي وسد الشوارع وإنشاء مواقف عشوائية في غياب كامل من أجهزة الرقابة علي هذا النوع من المواصلات التي يستخدمها المواطنون في طريقهم الدائم من وإلي العمل لتجنب الزحام الشديد في وسائل النقل العام ويضطرون للخضوع لرعونة السائقين تجنبًا للسباب والألفاظ القبيحة التي يسمعونها في حالة الاعتراض. "روزاليوسف" رصدت هذه الحالة في جميع مناطق الجيزة ووجدت خلال جولتها في تلك المناطق سيارات النصف نقل التي صنعت خصيصًا لنقل البضائع و"البهائم" ولكنها تستخدم لنقل المواطنين بعد تغطية الجزء الخلفي بأقمشة الستائر القديمة في مواقف عند محطات مترو الجيزة وفيصل وجامعة القاهرة سيارات متهالكة أشبه بالهياكل التي تسير بطرق سحرية، تنقل المواطنين إلي المناطق الداخلية والتي لا تصل إليها أتوبيسات النقل العام مثل مناطق أبو قتادة وزنين وصفط اللبن وناهيا من خلال سيارات لا تحمل لوحات أو أبوابًا وزجاجات. استوقفنا أحد الركاب وهو محمد زكي من منطقة صفط اللبن فعبر عن أسفه لركوب هذه الميكروباصات والتي وصفها بأنها غير آدمية ولكنه علل موقفه بأنه لا يجد وسيلة أخري للانتقال بها من محطة مترو جامعة القاهرة إلي منزله بمنطقة صفط اللبن أو العكس وحتي لا يتأخر عن موعد عمله والتقطت عبير عبدالله خيط الحديث فأكدت أن حالة هذه الميكروباصات توضح أن المسئولين يتجاهلون معاناة المواطنين وخاصة أن هذا الموقف علي بعد أمتار قليلة من قسم شرطة بولاق بل ويستخدمه السائقون كمركز قوي لتهديدنا بأنهم علي علاقة قوية ببعض أمناء الشرطة بهذا القسم ويعاملون المواطنين معاملة سيئة ومن يعترض علي شيء يفتح عليه السائق قاموسًا من الشتائم ولا يدخل أحد في مساندة المعترض فيما يقوله لأنهم استسلموا للسلبية في التعامل مع هؤلاء السائقين. وفي شارع فيصل الأكثر شهرة بالاختناق المروري طوال اليوم لا تلتزم الميكروباصات بمحطات ثابتة وتتلوي في الشارع وتقف فجأة في وسط الشارع ويتسابق السائقون علي الركاب وهذا يؤدي إلي تعطيل حركة المرور ووقوع حوادث تصادم بسبب طمع السائقين وسيرهم عكس الاتجاهات والتقاطع مع مسار السيارات وبالتالي يظل اختناق الشوارع الفرعية خاصة أن هذه السيارات اتخذت من بداية هذه الشوارع مواقف خاصة لها بصورة عشوائية رغم وجود ثلاثة أكشاك مرور بجوار هذه المواقف العشوائية في مناطق العشرين والطوابق والمريوطية. وأثناء رحلتنا التقينا ممتاز محمد سلطان أحد سكان منطقة الطوابق بشارع فيصل الذي قال إن سائقي الميكروباص يستغلون الركاب علانية وبالقوة فيفرضون علينا الأجرة التي يقررونها بنظام تقطيع مسافات خط السير المحددة له أجرة ثابتة ويحصلون علي قيمة الأجرة عن كل مسافة يحددونها رغم أن من ينزل من الركاب يركب غيره فأنا أقيم في منطقة الطوابق وأدفع الأجرة ثلاث مرات حتي أصل إلي ميدان الجيزة حتي تصل الأجرة إلي جنيه ونصف وهي أصلاً 50 قرشًا فقط. والمشكلة الأخري في ميكروباصات منطقة الهرم وفيصل هي الأطفال الذين يقودون السيارات حيث إن مالكي السيارات يؤجرون هذه السيارات للأطفال ب100 جنيه في اليوم دون التأكد من أنه حاصل علي رخصة قيادة ويحاول سكان فيصل الهروب من الاختناق المروري باستخدام الطريق الدائري ولكنهم يصطدمون بمشكلة أخري فتحت الطريق الدائري في صفط اللبن وبولاق وفيصل يوجد منبع لتصدير أمراض العمود الفقري يتمثل في سيارات النصف نقل التي تنقل المواطنين من الدائري إلي ناهيا وصفط ومنطقة الطوابق دون أدني وسيلة أمان وتسير بسرعة كبيرة علي الطرق غير الممهدة والمطبات التي تعرض حياة الركاب للخطر. وفي منطقة إمبابة رغم أن الأجرة 50 قرشًا من منطقة المنيرة إلي العزبة فإن من يقوم بالركوب علي باب الميكروباص يدفع 25 قرشًا فقط، ووصف تامر سلامة صاحب محل بالمنيرة السائقين بالاستغلاليين لأنهم كثيرًا ما يفرضون أجرة عالية علي الركاب ولا يناقشهم فيها أحد لأنهم مسجلون خطراً وكثيرًا ما نشاهدهم يتعاطون المخدرات أثناء القيادة. ويعترف سائقو هذه الميكروباصات بأنها غير آدمية ولكنهم أكدوا أنهم يشترونها علي أساس أنها "خردة" من بعض الشركات بأسعار منخفضة حيث إن عمرها الافتراض انتهي ثم يقومون بتشغيلها في العشوائيات والمناطق المحرومة من المواصلات وسيارات الأجرة كما أنه ليس لها ترخيص. يقول السائق محمد محمود إن كل السيارات بدون استثناء علي خط المنيب - العمرانية بدون ترخيص والسائقون لا يحملون رخصة القيادة ولكنهم يعتمدون علي هذا العمل لكسب قوت يومهم فهم لا يعرفون بديلاً عن هذه المهنة. ويؤكد محمد عبدالجبار - سائق علي خط الهرم منذ 15 عامًا أن الركاب لا يعترضون علي هذه الميكروباصات لأنه بالفعل لا توجد بدائل ولا يستطيعون الاستغناء عنها فالمحافظة والمحليات لا تطرحو بدائل حتي يجدوا حلاً للمشكلة ولم يوفروا سيارات بديلة لهؤلاء المواطنين.