رجال الشرطة حموا بأرواحهم الشعب المصري في معركته ضد الإرهاب، هي الأقوى في التاريخ حيث إن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كانا جريمة ترتكب وسط العاصمة، تستوجب التعامل الأمني منذ اللحظات الأولى.. وها قد مر عامان كاملان على ذكرى فض اعتصام ميدانى رابعة والنهضة واللذين تواجد فيهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الاخوان فى اعتصام استمر لمدة 48 يوما قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفضهما، فى 14 أغسطس من عام 2013 بتفويض من مجلس الوزراء. شهداء الشرطة خلال فترة فض اعتصامى رابعة والنهضة بين يومى 14 الى 31 أغسطس 2013 بلغت 114 شهيدا بينهم 30 ضابطا و82 مجندا وفرد شرطة وموظف مدنى واحد وخفير واحد. وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام. وارتفاع عدد شهداء الشرطة في فض اعتصام رابعة يؤكد أنها كانت حرباً وأول شهيد كان يطالب المتواجدين من خلال الميكروفون بالخروج الآمن. أول «شهداء» الشرطة «الملازم أول محمد سمير، النقيب شادي مجدي، والملازم أول محمد محمود عبد العزيز، كانوا هم أول ثلاثة شهداء في عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة»، وفقا لما ذكرته مصادر أمنية. النقيب شادي مجدي قال والد النقيب شادي مجدي عبد الجواد: «ابني كان ضابطا بقطاع العمليات الخاصة، قطاع الشهيد كريم وجيه، واستشهد إثر إصابته بطلق ناري في فض اعتصام رابعة العدوية»، بحسب قوله. وأضاف والد النقيب مجدي: «أنا من اختار له عمله في الأمن المركزي، وإدارة العمليات الخاصة، وكان دائما يتمنى أن ينال الشهادة في سبيل عمله». وأشار إلى أن «نجله أصيب 3 مرات سابقة، في جبل الحلال كانت المرة الأولى، والثانية في أحداث بورسعيد، والثالثة في قاعة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدا أنه «لم يتقاعس عن أي مأمورية طوال فترة عمله. وأوضح والده آخر دقائق تحدث فيها مع نجله، قائلا: إنه «جاء إلى منزل الأسرة قبل ليلة فض الاعتصام، وتناول معهم وجبة العشاء، وأخبرهم بعملية الفض». وأضاف: «تابعته هاتفيا منذ بداية فض الاعتصام، وبعدها ب5 دقائق انقطع الاتصال، وقرأت خبرًا عن استشهاده عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر». وذكر والد النقيب، «نجلي لديه طفلة تسمى فريدة وتبلغ من العمر 5 سنوات، وقمت بالتبرع بمبلغ مالي صدقة جارية على روحه لمستشفى سرطان الأطفال 57357، في ذكرى العام الأول له. الملازم محمد عبدالعزيز صباح الأحد 15 سبتمبر، توفى داخل مستشفى بمدينة لندن بالمملكة المتحدة، الملازم أول محمد محمود عبدالعزيز، الضابط بقطاع الأمن المركزي، متأثرا بإصابته بطلقات نارية بالصدر، خلال تعامله في فض اعتصام بميدان النهضة، يوم 14 أغسطس من العام الماضي. وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز: «إن نجلي كان ضابطا بالأمن المركزي بالجيزة قطاع خالد بن الوليد، واستشهد في لندن أثناء علاجه على أثر إصابة في فض اعتصام ميدان النهضة»، وفقا لما ذكره والد الملازم. وأضاف: «لم أندم يوما على التحاقه بقطاع الأمن المركزي أو وزارة الداخلية، ولو عندي 10 أولاد تاني هدخلهم الشرطة»، لافتا إلى أن «نجلي ظل يعالج في لندن لمدة شهر تقريبا، ولكنه فارق الحياة، ونال الشهادة كما تمناها»، بحسب قوله. واستطرد: «ابني لم يتزوج لكن شقته كانت جاهزة، ويوم فض الاعتصام لم يخبرني، بس وهو نازل يركب عربيته نظر نظرة لي خطفتني وكأنه يودعني». وأشار إلى أن «نجله كان في إجازة، لكن وزارة الداخلية طلبته، ولم يتأخر، فقرر قطع إجازته والتوجه للمهمة»، منوها أنه «في بداية الأيام الأولى لإصابة نجلي وفور إفاقته من البنج أول ما سأل عنه هو سلاحه الميري» وقال والد الملازم أول محمد محمود عبد العزيز: «قمت بتقديم صدقة على روحه في ذكراه الأولى لمستشفى سرطان الأطفال. لجنة تقصى الحقائق ومما يلفت النظر هو أن تقرير لجنة تقصى الحقائق أشار الى أن وزارة الداخلية وضعت خطة الفض لاعتصام رابعة تنفيذا لقرار النيابة العامة الصادر فى 31 /7 /2013 وأيضا تنفيذا لقرار مجلس الوزراء الصادر بالإجماع بضرورة تنفيذ قرار النيابة العامة ، وحددت «الداخلية يوم 14 أغسطس 2013 موعدا لتنفيذ قرار النيابة العامة بضبط الجرائم ومرتكبيها فى ميدانى رابعة والنهضة وغيرهما، و سربت وزارة الداخلية الخبر لإعطاء فرصة لمن يرغب فى مغادرة التجمع، والتقى وزير الداخلية مع مجموعة من الإعلاميين والنشطاء من منظمات حقوق الإنسان عشية الفض ودعاهم إلى مصاحبة القوات المخولة بالفض. وأكد التقرير أن تجمع الإخوان بميدان رابعة «ضم عناصر مسلحة بأنواع مختلفة من السلاح النارى و الأبيض و المفرقعات والمواد الكيمياوية وغير ذلك»، مضيفا أنه عندما طوقت قوات الشرطة مكان التجمع فى السادسة صباحا تقريبا ، وأعلنت عن ضرورة الإخلاء و الخروج من الممر الآمن فى طريق النصر باتجاه المنصة و الممرات الفرعية الأخرى، والتأكيد على عدم ملاحقة الخارجين من هذه الممرات ، قابلها المسلحون بالتجمع بإطلاق النار والمولوتوف والحجارة، وذلك فى الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة وأصيب النقيب محمد حمدى بطلق نارى فى ذراعه اليسرى أثناء وجوده فى شارع الطيران ، وكان أول قتيل أيضاً فى الأحداث من قوات الشرطة حيث أصيب الملازم أول محمد جودة بطلق نارى فى الوجه الساعة السابعة وخمس دقائق جراء إطلاق النار عليه من شارعى الطيران وأنور المفتي، ثم توفى فى الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة حسبما أثبتت ذلك الإخطارات الرسمية ومستندات مصلحة الطب الشرعى. وقال التقرير إن المستفاد من أقوال الشهود والتسجيلات أن الشرطة تدرجت فى استخدام القوة بدءاً من الإنذار واستخدام سيارة الطنين و المياه و الغاز، ولم تلجأ إلى استخدام الرصاص الحى إلا بعد وقوع أكثر من قتيل و مصاب بين صفوفها ، فاستدعت المجموعات القتالية فى منتصف النهار للرد على مصادر إطلاق النار عليها ، وجرى تبادل إطلاق النار بين قوات الشرطة و المسلحين الذين اتخذوا من بعض المتجمعين دروعا بشرية، و تنقلوا بينهم فأصابتهم نيران الطرفين « الشرطة والمسلحين»، ووقع منهم عدد من القتلى و الجرحى، وتمكنت القوات من الوصول إلى قلب ميدان رابعة فى حوالى الثالثة عصراً، وأحكمت سيطرتها وأخلت المسجد فى السادسة مساء تقريباً ثم سمحت لبعض المواطنين بنقل الجثامين وانتهت من ذلك فى الثامنة مساء. .