"الوساطة القطرية للتصالح مع الإخوان مرفوضة" رد سريع وقوي جاء من الخارجية المصرية تجاه الدولة القطرية، بعدما أطلق وزير خارجية الأخيرة تصريحات مشينة بشأن التصالح، واستعداد دولته للواسطة بين مصر وجماعة الإخوان خلال حواره مع التلفزيون العربي السبت الماضي. الخارجية المصرية أصدرت بيانًا شديد اللهجة صباح أمس الأحد، للرد على تصريحات وزير الخارجية القطري "خالد العطية" والتي أبى فيها أن يصف جماعة الإخوان ب"إرهابية"، وأكد المستشار "أحمد أبو زيد"، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، رفض مصر أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلي كافة. وقال إن هذه التصريحات تفتئت أيضًا لإقرار جموع الشعب المصري بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي، مضيفًا أنه ليس هناك مجال للتفاوض أو القبول بوساطة خارجية للحوار مع الإخوان. واعتبر خبراء في الشأن السياسي والدبلوماسي أن رد الخارجية المصرية كان يحتاج لمزيد من القوة رغم سرعته، إلا أنه افتقد كثيرًا لأسلوب الحزم والردع حتى لا تتكرر مثل تلك التصريحات والتدخلات التي لا طائل منها. السفير "رخا أحمد حسن" مساعد وزير الخارجية الأسبق، أشار إلى أن رد الخارجية المصرية كان قويًا وسريعًا، لكنه لم يخرج بالشكل الذي يوقف قطر عند حدها، ولن يكون سبب في توقف تلك التصريحات. وأشار إلى أن رد الخارجية لم يشمل كل الجوانب، ولكن ركز على تدخل قطر في الشأن المصري؛ لأن الموقف القطري لم يعدد مبرر، لا سيما أن قطر ليست الدولة التي تمثل الوسيط المحايد أو النزيه؛ لأنها منحازة بشدة لجماعة الإخوان الإرهابية. وأوضح أن سرعة الرد والرفض القاطع لذلك التدخل من الجانب المصري؛ جاء بناء على ما وصلت إليه العلاقات القطرية المصرية، وانخفاض مستوى العلاقات إلى حد القائم بالأعمال؛ وبالتالي لم يكن لقطر الحق في طلب الوساطة، وكان حق للدولة المصرية الرفض العنيف. وأشار إلى أن قطر لم تحسب موقفها من الناحية الدبلوماسية بشكل صحيح، ولا توجد لديها نية لتغيير موقفها تجاه مصر أو العدول عن دعم الإخوان، موضحًا أنه كان يجب على قطر عرض وساطتها لتحسين العلاقات مع مصر أو الاستجابة لما قامت به السعودية فيما سبق، ولكنها فضلت مساندة جماعة الإخوان لذلك خرج الرد المصري بتلك القوة. وتابع، أن بيان الخارجية المصرية كان حذر وناضج بشكل دبلوماسي كبير، في الوقت الذي لم تستطع فيه تصريحات "العطية" طرق باب الدبلوماسية حتى من بعيد. وأشاد "سعيد اللاوندي" خبير العلاقات الدولية، ببيان الخارجية المصرية، مؤكدًا أنه وضع النقاط على الحروف في علاقة مصر بقطر، لأنها منذ سقوط المعزول "محمد مرسي" في 30 يونيو ولم تردع قط عن التدخل فيما يخص مصر وما لا يعنيها. وتابع اللاوندي"، أن الرد المصري جاء سريعًا، لأن قطر تستخدم أبواقها الإعلامية ومسؤوليها في التدخل بالشؤون المصرية، مشيرًا إلى أن أي وساطة تتحدث عنها قطر ستظل تُقابل بالرفض، والحث على البعد تمامًا عن الشأن المصري. وأضاف، أن كل المبادرات التي تطلقها قطر مشبوه لأنها تحاول بها إعادة جماعة الإخوان للمشهد السياسي، وليست أول محاولة منها، لافتًا إلى أن الخارجية المصرية بذلك البيان أعلنت موقفًا صريحًا من فكرة المصالحة مع الإخوان، والرد أوضح لقطر حجمها الحقيقي أمام مصر. وأختلف معه "يسري العزباوي" الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حيث رأى أن الرد كان هامًا للغاية ولكنه بالغ جدًا في التهذيب، حتى أصبح رد لا يليق بدولة في حجم مصر ولم يصل إلى مستوى القوة التي تتمتع بها. وأوضح أن الرد كان لا بد أن يكون شديد اللهجة أكثر من ذلك، ويحمل مفرادت أقوى، واتهامات مباشرة لقطر بدعمها للإرهاب والتحريض، وأنها من ترعى جماعة الإخوان وتقدم لهم الدعم المادي والفكري. وأشار إلى أن مصر لازالت تحتفظ بفكرة أنها الدولة الكبرى، وكل الدول العربية أشقائها حتى من يعاديها، ولا بد لها الاستغناء عن تلك الفكرة تمامًا مع الدول التي على شاكلة قطر، وتبدأ في الهجوم المباشر على الدولة القطرية دون الرد برفض التدخل فقط، وتخلي مسئوليتها تمامًا تجاه قطر كدولة عربية.