رفض سياسيون ودبلوماسيون دعوة قطر للتوسط في المصالحة بين مصر وجماعة الإخوان الإرهابية، ووصفوا الدعوة ب «المشبوهة»، مؤكدين أن قطر تسعى لإيجاد دور لها في منطقة الشرق الاوسط، وذلك عقب نجاح مصر وبروز دورها الريادي بافتتاح قناة السويس الجديدة التي أبهرت العالم كله، مشددين علي أن هذه الدعوة ستلقى مصير مثيلاتها من الدعوات السابقة من الفشل ولن تتم الاستجابة لها، مشيرين إلى أن التصالح مع الإخوان هو قرار الشعب المصري فقط والذي أدرك حقيقة الجماعة الإرهابية ووجهها الدموي. كانت وزارة الخارجية، قد أصدرت بياناً أمس الأول، أكدت فيه رفض مصر لكافة أشكال التدخل الخارجي في شئونها الداخلية، وقال المتحدث باسم الوزارة «المستشار أحمد أبوزيد» إن تصريحات وزير الخارجية القطري، غير مقبولة وتفتئت علي أحكام القضاء المصري، وقرارات الحكومة المصرية، وإقرار جموع الشعب المصري، بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي، ولذلك ليس هناك مجال للتفاوض أو القبول بوساطة خارجية للحوار معه، يأتي هذا البيان عقب تصريحات نشرتها صحف عربية، لوزير خارجية قطر، بشأن تقييم بلاده، لتنظيم الإخوان، واستعدادها للوساطة بين الحكومة المصرية، وتنظيم الإخوان. أكد السفير محمد منسي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون القنصلية، أن بيان وزارة الخارجية المصرية للرد علي عرض قطر للوساطة بين الحكومة المصرية وجماعة الاخوان، رد مهذب جداً علي عرض غير مهذب. وأضاف: «قطر تعلم تماماً أن القضاء المصري أصدر حكماً نهائياً باعتبار الاخوان جماعة ارهابية، وبالتالي عندما يخرج وزير خارجية قطر خالد العطية ويقول إن بلاده لا تعتبر الاخوان جماعة ارهابية، فهذا معناه تدخل غير مقبول في الشئون المصرية». وواصل السفير محمد منسي هناك 3 أسباب تجعل قطر غير مؤهلة أساساً للقيام بوساطة بين مصر وجماعة الإخوان أولها أن مصر لم تطلب وساطة أحد والسبب الثاني أن الوسيط في أي قضية او خلاف يجب ان يكون محايداً وقطر ليست محايدة فيما يتعلق بجماعة الإخوان والسبب الثالث هو ان الوسيط يجب ان يكون له قيمة دولية حتي يستطيع أن يقوم بالوساطة، وقطر بلا قيمة إقليمية ولا دولية وبالتالي لا تصلح أساساً للوساطة في أي شيء. وواصل مساعد وزير الخارجية الأسبق: قطر الدولة القزم تريد أن تجعل لها دوراً في المنطقة بإطلاق تصريحات عن الوساطة بين مصر وجماعة الإخوان الارهابية ومصر لم تطلب ولن تطلب وساطة مع جماعة ارهابية ازهقت أرواح الابرياء. وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن دعوة وزير الخارجية القطري موجهة أساساً إلي جماعة الاخوان وليس للحكومة المصرية.. وقال «هريدي»: أعتقد أن العطية عندما طرح الوساطة بين مصر والإخوان فإنه يوجه رسالته لجماعة الاخوان وليس للحكومة المصرية، فهو يقول لهم إن بلاده مستعدة للوساطة بين مصر والإخوان، وأضاف «هريدي»: العطية لم يكن يقصد برسالته الحديث مع الحكومة المصرية وانما كان يستهدف جماعة الاخوان. وأكدت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية، أنه لا أحد يملك التدخل في شئون مصر أو فرض أي أوامر عليها، موضحة أن مصر بعد 30 يونيو اصبحت مستقلة ولن تقبل بمزيد من الاملاءات. ولفتت إلي أن الشعب المصري هو صاحب القرار الوحيد في موضوع المصالحة مع الإخوان، مؤكدة أنه قد انكشف لديه صورة الإخوان الدموية ولن يتصالح معها. وقالت إن دعوة قطر للمصالحة محاولة لعرقلة النجاحات التي تحققها مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي من العمل على وضع مصر بين الدول المتقدمة فضلا عن إقامة المشاريع العملاقة التي أشاد بها العالم. وقال امين اسكندر، المحلل السياسي، إن قطر ليست وحدها التي تتحدث عن مصالحة الإخوان مع مصر، مشيرا إلى أن أمريكا قد نوهت لهذا الموضوع من قبل ولكنه قوبل بالرفض التام من قبل الشعب المصري. ولمنع مثل هذه الدعوات يجب أن يكون هناك مواجهة حقيقية مع جماعة الإخوان بكافة الطرق، لافتا إلي أنها جماعة قد عاثت فسادا وتورطت في قتل العديد من الابرياء لذلك يجب التصدي لها بشكل حاسم. وقال إنه ليس هناك محاولة جدية لمواجهة الإخوان حيث إن الأحزاب المتاسلمة والتي تقوم على أساس ديني مازالت تعمل، وهذه الأحزاب لا تختلف في فكرها والمنهج الذي تنتهجه عن الاخوان. وأكد سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الدولية، أن دعوة قطر ستنضم إلى باقي الدعوات السابقة التي تمت الدعوة اليها للتصالح مع الجماعة ولم يستجب لها، وأشار إلي أن مبادرات قطر ودعواتها مرفوضة لدى الشعب المصري، نظراً لسوء سمعة قطر ودعمها للإخوان معنويا وماديا ولوجستيا بشكل كامل، وهنا يجب التفرقة بين الحكومة القطرية والشعب القطري حيث إن الشعوب لا تكره الخير ولا تسعى لإحداث فتنة ووقيعة بين الشعوب الأخرى، وأكد أن المال الذي تحتمي به قطر لا يصنع التاريخ ولا يجعل لها أي مكانة بين الدول. قالت كريمة الحفناوي، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إن قطر هي أكبر دولة داعمة للارهاب وجماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلي انها جعلت أراضيها مأوى للهاربين من العدالة المصرية والمطلوبين للتحقيق معهم في مصر على ما ارتكبوه في حق الشعب من قتل وتخريب. وأضافت «الحفناوي»، أنه عقب فشل جميع محاولات قطر في ابقاء جماعة الإخوان في السلطة والسيطرة على مصر ومقدراتها، وتفتيتها لأجزاء حاولت أن تتوسط لإجراء مصالحة مع الإخوان، وذلك على الرغم من ثبوت أن جماعة الإخوان إرهابية وتحريضها على قتل ضباط الجيش والشرطة والقضاة في بيان نداء الكنانة، مؤكدة أن المصالحة هي أمر مستحيل لن يقبل به الشعب المصري. ولفتت «الحفناوي» إلي أن كلام قطر عن المصالحة لا يعد تدخلاً في الشأن المصري فقط، بل هو نوع من الاضرار بالأمن القومي لمصر، فالتصالح مع جماعة ارهابية قتلت وسفكت الدماء دون محاسبة هو تفريط كبير وضياع لحقوق كل نقطة دم مصرية سألت بسبب الإرهاب. وأشارت «الحفناوي»، إلي أن قطر تعمل على الأضرار بكافة الدول العربية من خلال استخدامها لأسلحة اعلامية مثل قناة الجزيرة فضلاً عن تمويلها للجماعات المتطرفة، موضحة أن قطر مقامة على أرضها أكبر قاعدة أمريكية ينطلق منها العدوان على بعض الدول، داعية الجامعة العربية إلي أن يكون لها دور كبير في مواجهة ما تقوم به قطر من تدخل سافر في شئون الدول العربية ومنها مصر.