انتشال جثة الطفل «عثمان» ضحية «مركب الموت» بالوراق

بعد 16 يومًا من البحث فى النيل

انتشلت قوات الإنقاذ النهرى، مساء أمس الأول، جثة الطفل عثمان أحمد عثمان، أحد ضحايا المركب المنكوب بمنطقة الوراق منذ أسبوعين بالقرب من منطقة القناطر الخيرية، ويواصل فريق الحماية المدنية، برئاسة اللواء مجدى الشلقانى، مدير الحماية المدنية، البحث عن جثة السيدة الحامل «مروة» آخر ضحايا المركب.
وتوجهت أسرة الطفل الضحية الذى لم يتجاوز عمره 8 سنوات إلى مستشفى إمبابة لاستلام جثته، وتبين سوء حالة الجثة نظراً لبقائها فى المياه أكثر من 16 يوماً منذ وقوع الحادث، وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد معاينتها وعرضها على الطب الشرعى.
التقت «الوفد» أحمد محمد عثمان والد الطفل ضحية مركب الوراق بعد العثور على الجثة وقال: منذ غرق مركب الوراق وهو يبحث عن جثة نجله الصغير بعد أن فقد من أسرته عشرة أفراد.
وأضاف: ابنى شوهت جثته بسبب الإهمال فى استخراج جثته، حيث مكثت أكثر من 16 يوما تحت الماء، ويبكى الأب بشدة ويرفض أن يصوره أحد ويضيف فلوس الدنيا مش هتعوضنى عن ابنى الذى كنت أعتبره سندى فى الدنيا بسبب سائق المركب المستهتر وسائق الصندل.
ويصرخ الأب «حسبى الله ونعم الوكيل»، مضيفا «أنا نفسى يحصل للمسئولين زى اللى حصلنا. يمكن لما قلبهم يتحرق على قرايبهم ويفقدوا نص عيلتهم فى لمح البصر يمكن ساعتها يشتغلوا بضمير ومنهم لله».
يصمت والد الضحية برهة من الوقت ويستكمل كلامه قائلا: «فقدت نجلى محمد وعثمان فى تلك المأساة بصحبة جدتهما وخالتهما ونجليها.
ويؤكد عندما تأخرت قوات الإنقاذ من انتشال جثة «عثمان» قمت باستقلال مركب انا وبعض أقاربى بحثا عن جثة نجلى حتى توجهنا إلى منطقة البحيرة لآخر بوابات نهر النيل ولكن دون جدوى حتى ظهرت جثة عثمان أخيرا بعد ان شوهت بسبب وجودها لفترة طويلة تحت الماء.
وطالب الوالد فى نهاية كلامه بمحاسبة المسئولين عن الحادث المأساوى الذى تعيشه أهالى الضحايا، خاصة وأن كل عائلة فقدت من أسرتها 5 أو 6 أفراد على الأقل.
من ناحية أخرى قال مصدر بالحماية المدنية إنه تم انتشال 41 جثة من المركب المنكوب، وإنه لم يتبق سوى جثة «مروة» الضحية الأخيرة 22 سنة، التى كانت حاملاً فى الشهر السادس وقت غرق المركب، مؤكدا أن فريق الإنقاذ النهرى بالجيزة بالتعاون مع الحماية المدنية بمحافظات القاهرة والقليوبية وبنى سويف تشارك فى البحث عن جثتها. وأضاف أنه من المتوقع أن تكون الضحية «مروة» حدث بجثتها قطع أثناء غرق المركب، مؤكداً أنه فى تلك الحالة ستغطس الجثة فى قاع النيل ولن تظهر على سطح المياه إلا بعد فترة بعد انتفاخ باقى أعضاء جسدها.
وقال «الشلقانى» إنه تمت الاستعانة ب12 فريق بحث من قوات الإنقاذ النهرى، بمديريات أمن الجيزة والقاهرة والقليوبية، مؤكدا أنهم يواصلون عملهم منذ غرق المركب دون راحة لانتشال باقى الجثث الغارقة والبحث عن الضحايا، مشددا على أن قوات الإنقاذ لن تتوقف إلا بعد انتشال جثة «مروة».
وفى سياق متصل أكد مصدر أمنى أن الأجهزة الأمنية حددت مكان صاحب المركب المنكوب الذى تمكن من الهروب بعد وقوع الحادث، وقال مصدر أمنى إن «محمد. س»، صاحب المركب، متزوج من 4 سيدات، مشيراً إلى أن فرق البحث جمعت تحريات حول أقارب زوجاته وتوصلت إلى معلومات تفيد بهروبه إلى محافظة الغربية مسقط رأس زوجته الثالثة، ورجح المصدر القبض عليه خلال ساعات.
وأضاف المصدر أن المركب المنكوب مرخص حتى نهاية شهر أغسطس 2015، مؤكداً أن التهمة التى وجهتها النيابة العامة لصاحب المركب هى زيادة عدد الركاب على العدد المقرر له، ما تسبب فى زيادة الكارثة.