13 يومًا من العذاب والانتظار، ودموع أهالي ضحايا "مركب الموت" بالوراق لم تجف حزنًا على فراق ذويهم الذين راحوا نتيجة الإهمال، فلا تزال أسرتا الطفل عثمان – التي فقدت 7 آخرين، والزوجة الحامل مروة – التي فقدت 9 آخرين، تنتظران خروج جثتيهما من مياه النيل، ورغم تجمهر الأهالي أمام النيل على مدار ال13 يومًا الماضية في موقع الحادث للبحث عن ذويهم، إلا أنهم لم يخرجوا بنتيجة. وتطور الأمر حتى افترش الأهالي الخيام، وأعلنوا الاعتصام لحين انتشال جثث ذويهم، وتحول المكان إلى أشبه بمشرحة زينهم، حيث يشد أهالي الضحايا من أزر بعضهم بحسرة، وأيادٍ تتضرع إلى الله، لعلهم يعثرون على جثتيهما. يروي أحمد محمد، والد الطفل عثمان ذي ال9 سنوات أنه استقل المركب وبعض الأقارب حتى منطقة البحيرة؛ بحثًا عن جثة ابنه، ولم يعثروا عليه، مشيرًا إلى أنه رغم وجود غواصين تابعين للقوات المسلحة لانتشال الجثث، إلا أن جثة عثمان لم تنتشل، ولم تعتبره الدولة من الغارقين، فلم تذكر اسمه في كشوف الناجين أو الغارقين، متابعا: "مجلس الوزراء أكد أنه لم يكن على المركب من الأساس". وأضاف: "منذ وقوع الحادث والمسئولون يؤكدون لنا أنهم سيجدوه، ولكن بعد ذلك تغيرت أقوالهم بأنه لم يكن على المركب"، مؤكدًا أنه كان معه، وشهد أصدقاؤه الذين نجوا بأنه كان في المركب. بينما أعلنت قوات الإنقاذ النهري عن انتشالها لكافة الجثث، أكد اللواء مجدى الشلقانى، مدير إدارة الحماية المدنية بالجيزة، أن رجال الإنقاذ النهرى انتهوا منذ الأول من أغسطس من أعمال البحث عن جثث المفقودين من ضحايا حادث تصادم مركب نيلى مع صندل محمل بالبضائع بمنطقة الوراق، والتى راح ضحيتها ما بين 35 شخص إلى 40 شخصًا كانوا على متن المركب فى نزهة نيلية. أعلنت قوات الحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية البحث عن الجثتين المفقودتين للطفل عثمان ومروة، واللذين يشتبه أن جثتيهما تم جرفهما لمسافة بعيدة، مشيرة إلى أن البحث سيستمر لحين الانتهاء من العثور عليهما وتسليمهما إلى ذويهما. وعلى الرغم من تضارب التصريحات بين قوات الإنقاذ النهري التابعة لوزارة النقل والحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، إلا أن محافظة الجيزة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بدأت أول من أمس، في تسليم تعويضات لأسر ضحايا مركب الوراق، دون أن تدرج في قائمتها اسماءهما، دون وجود مبرر واضح لذلك. وقال كمال الشريف، رئيس قطاع الديوان العام بوزارة التضامن الاجتماعي، إن المساعدات الاستثنائية التي تم صرفها ستكون لأسر ضحايا ومصابي حادث غرق مركب الوراق، الذي أسفر عن مصرع 35 شخصًا وإصابة أربعة آخرين، حيث تم صرف 60 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، وعشرة آلاف جنيه لكل مصاب، مضيفا أن المفقودين لم يتم صرف أي أموال لهم لحين العثور على الجثث، ووقتها سيتم دمجهم مع المتوفين، وستصرف لهم التعويضات المستحقة.