قبل العيد.. زحام بناتي على "حمام الملاطيلي" باسنت إبراهيم الأحد , 28 أغسطس 2011 12:04 مع اقتراب العيد يزدحم "حمام الملاطيلي"، أشهر الحمامات الشعبية فى مصر منذ زمن العثمانيين، بالفتيات التى اقتربت أفراحهن، ليغلق باب الحجز بالحمام قبل العيد بأسبوع! ففي شارع أمير الجيوش بحي باب الشعرية، لن تجدي صعوبة في الوصول إلى رقم 40 حيث يقع "حمام الملاطيلي" الذي لا يزال صامداً فى وجه ال Spa والنوادي الصحية الراقية. ع الأصل دور يخصص الحمام في الفترة الصباحية للفتيات والسيدات، هناك ستقابِلك عادة "أم رأفت" المسئولة عن إدارة الحمام النسائي، والذي لا يكاد يخلو من زبائنه من الفتيات من مختلف الطبقات الاجتماعية، الراقية قبل الشعبية، ولكل واحدة منهن أسبابها في زيارة الحمام وتفضيله على المنتجعات الصحية وصالونات التجميل الكبرى، وأهمها الأسعار ونوعية الخدمة الجيدة عملاً بالمثل القائل "ع الأصل دور". نرمين السيد، 24 سنة، خريجة كلية العلوم، والتى جاءت لتحجز دورا في الحمام قبل العيد حيث موعد زفافها، تقول: "كثيرات اقترحوا عليّ المجيء للحمام، ورغم رفضي في البداية إلا أنهن أكدن لي جودة خدماته وأنه أكثر أماناً للبشرة من صالونات التجميل، وبالفعل وجدت هنا استخدام الأدوات التقليدية مثل قطع القماش الخشن والحجر الأحمر التي يتم حك جلد القدمين واليدين بها لتعطي النعومة المطلوبة للجلد، وهو ما يتم استبداله فى الSPA بالكريمات الكيماوية التي ربما تضر البشرة". تجربة رائعة عزة اسماعيل، 22 سنة، خريجة كلية السياحة والفنادق، تقول عن سبب ترددها على الحمام: "اعتدت منذ عامين على المجيء للحمام فى المناسبات، أولاً لأن رسومه لا تتعدى مائة جنيه شاملة كل شيء يخص الفتاة، وثانياً لأن الخدمة فيها جيدة جداً مقارنة بصالونات التجميل التي تأخذ مبالغ طائلة ولا تقدم نفس الخدمات بنفس الكفاءة". أما سهام زين، 25 سنة، والتي حضرت خصيصا من أسوان للذهاب إلى حمام الملاطيلي قبل زفافها فى العيد، فتقول: "الحمام يشتهر بجودة العاملين فيه وكذلك المواد الطبيعية التي تستخدم فى التجميل والتنظيف، وقد جاءت أختي العام الماضي لنفس الغرض وكانت تجربة رائعة". انبهار بالحمام نورهان محمد، 20 سنة، طالبة بكلية الألسن، جاءت مع صديقتها لتجربة الحمام وتقول: "دائماً كان لدى شغف بالمجيء بسبب ما رأيته فى الأفلام السينمائية عن الحمامات الشعبية، لذلك اتفقت مع أصدقائي للمجيء قبل العيد وتجربته خاصة أن كثيرات يشكرن فى الخدمة". أما آية جمال، 22 سنة، خريجة فنون تطبيقية، فتقول: "جئت إلى منطقة باب الشعرية كثيراً أثناء دراستي بالكلية، وكل مرة كنت أتمنى دخول الحمام والتعرف على أصحابه والعاملات بداخله ومعماره، وعندما علمت تاريخه انبهرت أكثر به وقررت خوض التجربة هذا العام خاصة أن زفافي بعد العيد مباشرة". نظافة وخصوصية وتقول مسئولة الحمام "أم رأفت": "تأتي إلينا فتيات من مختلف محافظات مصر وعادة يكون ذلك بسبب سمعة الحمام ورسومه القليلة التي تكون في متناول أيديهن، حيث يتم تجميل الفتاة وعمل ما تحتاجه من زينة ورسم الحناء، وعادة ما تأتي العروس قبل زفافها بيومين لنقم بتجهيزها". تضيف: "النظافة والخصوصية أكثر ما نحرص عليه داخل الحمام، والآن يعمل معى ما يقرب من 16 فتاة، منهن من تتعامل مع المستحميات، ومنهن من تساهم في انتظام العمل بالحمام". وتذكر "أم رأفت" أن "العريس وعروسه كانا في الماضي يأتيان إلى الحمام يوم زفافهم، فكانت العروس تأتي منذ الصباح ليتم إعدادها إعدادا كاملا، ويأتي العريس كذلك للاستحمام والحلاقة، وبعدها تخرج الزفة من أمام باب الحمام وحتى منزل الزوجية وسط دقات الطبول وفرحة الأهل". مبينة أن هذا الحمام يعتبر الوحيد الذى لم يتغير معماره إلى الآن منذ تأسيسه عام 1780م، ولم تصل له خطط الترميم التى طالت شارع المعز والجمالية وغيرها من المناطق الأثرية، ليصبح الملاطيلي آخر حمامات مصر القديمة الذى مازال محتفظا بتقاليده، وأهمها الفصل بين السيدات والرجال ونوعية الأدوات التقليدية المستخدمة.