حرص آلاف المصريين علي الخروج من منازلهم صباحًا متوجهين إلى منطقة الأهرامات وحديقة الحيوان بالجيزة. ارتسمت البهجة علي أوجه الأطفال وذويهم، وزادت ملابس العيد الملونة اليوم إشراقًا وتألقًا، وتوافد المصريون لزيارة أهرامات الجيزة التي تعد أحد أشهر المعالم السياحية، وانتشرت المراجيح والملاهي الشعبية علي طول الطريق المؤدي إلى المنطقة الأثرية، وبينما اجتذبت هذه الألعاب المئات من الأطفال وتوجه آلاف الشباب الزيارة المنطقة الأثرية، التي رفعت درجة الاستعداد القصوي بها، حيث تم تزويد بوابات دخول المنطقة الأثرية بأجهزة لتفتيش الحقائب، وخضع الشباب لتفتيش ذاتي من رجال الشرطة القائمين بتأمين المكان. أكد عادل عبدالمنعم طالب ثانوي مقيم بشبرا أنه يأتي كل عيد إلى الأهرام، ورغم حرارة الجو أصر هو وأصدقاؤه علي القدوم إلى الأهرامات للتأكيد علي أنه مهما كانت التحديات لن يتخلي المصريون عن طقوسهم في الاحتفال بالعيد. حرصت هبة سيد بالصف الثالث الاعدادي علي زيارة الأهرامات لأول مرة في حياتها مؤكدة أنها كانت تحلم بهذه الزيارة، وقالت: وجدت في العيد فرصة للخروج بمفردي مع صديقاتي وقررنا في الصباح زيارة الأهرامات، ردا علي القنبلة التي حاول بها الإرهابيون التأثير علي مظاهر الاحتفال بالعيد في منطقة الأهرامات. كانت قنبلة قد انفجرت بجوار أحد أعمدة الانارة بمنطقة المساحة بالهرم دون خسائر، إلا أن المصريين تحدوا كل هذا، وأصروا علي زيارة منطقة الأهرامات التي استعدت لاستقبال ما يقرب من نصف مليون زائر في اليوم الأول وفقا لتأكيدات المسئولين، ومن المتوقع أن يصل إلى عدد الزوار إلى مليوني مواطن خلال أيام العيد الثلاثة. وكما كان هناك استعداد رسمي وتأمين مكثف للمنطقة الأثرية وما حولها، كان هناك أيضا استعداد شعبي قام به باعة السندوتشات والمثلجات والآيس كريم الذين انتشروا في الشوارع المحيطة بالمنطقة، بينما استعد أصحاب الخيول والجمال و«الكارتة» بتزيين الدواب وغسل العربات وتنظيفها استعدادا ليوم العيد، ورغم ارتفاع ثمن تأجير الدواب لتصل إلي 30 جنيها للحصان و30 للجمل، و50 للكارتة «الحنطور» في الساعة أو الجولة حول المنطقة الأثرية، إلا أنها شهدت إقبالا ملحوظا من الشباب وبعض الأسر التي حرصت علي استقلال «الكارتة»، كما انتشر باعة العاديات رخيصة الثمن بجوار بوابات دخول المنطقة الأثرية لبيع منتجاتهم التذكارية التي تتراوح أسعارها بين جنيهين وخمسة جنيهات. ومن الأهرامات إلي حديقة الحيوان بالجيزة حيث فسحة الأسرة المصرية الرخيصة، توافدت آلاف الأسر من مختلف المحافظات القريبة من القاهرة لزيارة حديقة الحيوان منذ الساعات الأولي لصباح يوم العيد للاستمتاع بالخضرة، والحيوانات التي يعشقها الصغار والكبار، وكانت الحديقة قد أعلنت حالة الطوارئ لاستقبال الزوار في العيد، حيث تم إلغاء الاجازات لجميع الأطباء والعاملين في الحديقة، وتم عرض الولدات الصغيرة لحيوانات الإبل الأوروبي، أبوعن، وفقس الطاووس، الأمازون، والذرة الخضراء والهندية والببغاء الرمادي حتي يستمتع الأطفال برؤية الحيوانات الصغيرة، كما تم عمل عرض تدريبي لسباع البحر. من ناحية أخري، تمت زيادة منافذ دخول الحديقة، لتصل إلي 18 منفذاً لمنع تكدس المواطنين أمامها، ومع ذلك شهدت أبواب الحديقة زحاماً شديداً منذ الصباح، واستمتع زوار الحديقة بمشاهدة الحيوانات في أقفاصها والمساحات الخضراء التي زاد الاهتمام بها في الفترة الأخيرة، وكذلك بمشاهدة النافورات التي تم تجديدها وإنشاء 3 نافورات جديدة بمناطق باب الإدارة، سبع البحر وفرس النهر. جدير بالذكر أنه تم تكثيف التواجد الأمني داخل الحديقة بالتعاون مع مديرية أمن الجيزة لمواجهة المشكلات، ومنع التحرش بالفتيات من رواد الحديقة، كما تم تزويدها بسيارتي مطافئ لمواجهة أي كوارث قد تحدث، وتدريب العاملين علي خطة الطوارئ وإخلاء الحديقة.