خلال رحلة الحياة اليومية كثيرا منا يعمل دون توقف على مدار العام دون أخذ يوم واحد فقط إجازة، ويعتقد إنه بذلك يقوم بعمله علي أكمل وجه، ولكن قد لا يعلم إنه بحاجة لتفريغ طاقته السلبية، وشحن نفسه من جديد ليستطيع المواصلة والقدرة على الانجاز، إضافة إلى أهمية تجديد علاقاته وانعاش علاقاته الأسرية التي قد تتأثر بشكل سلبي من الانشغال الدائم، وقد تكون فترة إجازة الأعياد فرصة هائلة لمد جسور الود وتوطيد العلاقات الأسرية والانسانية. وتقول زينب المهدي، الاستشاري الأسري وخبيرة التنمية البشرية :"من المؤكد أن فترة الأجازات خصوصاً في الاعياد إذا تم استغلالها بشكل جيد، فهي تعمل على شحن الطاقة الإيجابية بداخلنا، كما أن الاستمتاع بالأجازة حتي ولو يوم واحد فقط يعمل على اكتمال الهالة حول الجسم، أو ما يعرف بالطاقة الإيجابية". واضافت :" كثيرا ما نشعر بالتعب والملل أثناء ساعات العمل ونشعر بالإجهاد البدني، ولكن لم نعرف لماذا نشعر بهذا الشعور علي الرغم من إنه من الممكن أن يكون الشخص في بداية يومه، لكنه لديه شعور بالفتور والخمول وضعف الهمة، وهذه من المؤشرات المهمة لنقص الطاقة الإيجابية". وتابعت :"كما أن قلة ساعات النوم خلال فترة الليل تؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل كبير، إضافة إلى إن هناك العديد من الأشخاص يفكرون أثناء النوم في كيفية انجاز باقي العمل المتبقي، وهنا لا يعد نومًا بشكل طبيعي بل تحول المجهود من مجهود عضلي وبدني في العمل إلي مجهود ذهني يشعر به النائم". وأكدت زينب المهدي الاستشاري الأسري :"الاستمتاع بالإجازة يجنب الإنسان العديد من الأمراض النفسية الناتجة عن الضغوط"، لافتة ولابد من التعامل مع فترة الاجازات بشيء من الجدية والتنظيم بهدف الاستفادة منها بشكل جيد، والحرص على الا تتحول لمجرد ساعات أمام التلفزيون أو النوم فقط، بل يجب اخد الشخص اجازة في الأماكن الطبيعية، حتى يشعر بالتجدد، حيث إن الاماكن الطبيعية تجدد الطاقة". واشارت:" ممارسة بعض الالعاب الترفيهية أو الرياضة اثناء فترة الاجازة تعمل على تجديد النشاط والطاقة لدى الشخص، كما أنه لو احتاج الفرد إلي اللعب فإنها إشارة من العقل أن الجسم بحاجة للتفريغ". واوضحت الاستشاري الأسري :"كثيرا ما نجد الزوجين في حالة انشغال دائم طوال ايام السنة في العمل، وقد يمضى الكثير من الوقت دون أن يجلسوا معاً جلسة يسودها الود لتجديد علاقتهم، وهنا تلعب فترة الاجازة دوراً حيوياً لإنعاش العلاقة بينهما من جديد، وفرصة للم شمل الأسرة مرة أخرى، ومن هنا يتحقق الترابط الأسري مرة أخري للذين يفتقدونه مع الانشغال الدائم طوال العام، نظراً إلى إن كل منهم مشغول بتأديه واجباته". وحذرت:" يجب تجنب المكوث في المنزل طيلة أيام الاجازة، أو التفكير في العمل أثناء فترة الاجازة فهاذين الامرين يجعل الشخص مشغولًا ذهنيا بالعمل وبالتالي لم يستمتع بالأجازة لأن العقل لم يتوقف عن التفكير، كما يجب تجنب الافراط في تناول المزيد من الاطعمة وخصوصاً السكريات والدهون، لانها تتسبب في حدوث حالة من الخمول، ويفقد الشخص الاحساس ببهجة العيد وكل هذا يؤثر بشكل سلبي علي الصحة النفسية للفرد".