يجد الإخواني نفسه متورطاً في جريمة ولا يُصبح أمامه سوى بضعة جلسات محاكمة لإنزال العقاب عليه، فيسعى لمحاولة تبرئة نفسه من التهم بكل السبل، وأحد هذه الأساليب هو إثبات أن لحيته التي كان بها مزيفة وليست حقيقية، حيث إن هذه التكنيكات التي يتم اللجوء لها بهدف المراوغة في ساحات المحاكم كثيرة؛ لإثبات البراءة لمن أُسندت اليه اتهامات قد توصله بعضها الى حبل المشنقة و خلال هذا التقرير سنرصد أطرف تلك الطرق وأكثرها إثارةً للدهشة و الإستغراب . النور و الوطني ( تكنيك إنتفاء الإنتماء السياسي ) ولما كان الإتهام بالإنضمام لجماعة أُسست على خلاف القانون هو الإتهام الأساسي في كافة قضايا العنف و الإرهاب التي تشهدها أروقة محاكم الجمهورية برزت الحاجة لإثبات النقيض أي أن يصل لعقيدة المحكمة إستحالة تلك التهمة منطقياً وهنا يجدر الإشارة الى انه غالباً لا ينجح ذلك الأسلوب في إقناع القضاة وهيئات المحاكم . ويمكن الإشارة لهذا الأسلوب في الأمثلة الآتية : - إستعان دفاع المتهمين بإحراق كنيسة كفر حكيم بكرداسة بشاهد نفي قصً روايته للمحكمة بخصوص الواقعة مؤكداً ان احد المتهمين وكان يسبق نطقه لإسمه ذِكر لقب " شيخ " كان يحاول إثناء المعتدين على المبنى عن فعلهم وإفهامهم ان ما يقومون به يُخالف صحيح الدين قبل ان يختتم شهادته لافتاً الى ان المتهم عضواً في " حزب النور " والمعروف بخلافه مع المنتمين لتياره ومنهم الإخوان بعد ثورة الثلاثين من يونيو والجدير بالذكر فإن تلك الشهادة لم تؤثر في قناعات المحكمة وكان المتهم واحداً من أصل 71 قضت لهم المحكمة بالمؤبد في القضية . - في نفس القضية وبجلسة الثامن و العشرين من يونيو الماضي , في جلسة إعادة محاكمة المتهم " طارق ابراهيم " المضبوط بعد الحكم عليه بالمؤبد في حكم أول درجة أطلع دفاعه هيئة المحكمة في مستهل الجلسة على عديد من الصور بعضها له برفقة افراد من القوات المسلحة وبعضها بطلاء جدران الكنيسة محل القضية بعد تشويهها بالعبارات المسيئة الطائفية , فضلاً عن إطلاعها على صورة مأخوذة من صفحة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك " منسوبة لأنصار الإخوان بمنطقة كرداسة وهم يعلنون " شماتتهم " في المتهم بإعتباره أحد مؤيدي "السيسي " بالمنطقة . سمحت المحكمة ل " طارق " بالحديث ليؤكد انه لم يكن منتمياً يوماً ل " الإخوان " وانه كان دوماً مؤيداً لرئيس الجمهورية مما جعل منزله وجدران بيته عرضة للتطاول عبر مسيرات أنصار المعزول التي طالما تمر بجواره . - ليس بعيداً عن كرداسة وفي قضية " إقتحام مركز الشرطة " يوم الثالث من يوليو لعام 2013 بذات القرية في محافظة الجيزة كانت المحكمة قد خصصت جلسة الثاني عشر من مارس الماضي لسماع شهود النفي المُقدمين من قبل الدفاع , تقدم أحدهم مخاطباً هيئة القضاة التي تنظر القضية مشدداً على ان المتهم " نجاح الطاهر " لم يكن منتمياً يوماً ل " الإخوان " وانه كان من ضمن المشاركين في حملة "أحمد شفيق " المرشح الرئاسي لإنتخابات 2012 مضيفاً بأنه كان كذلك مؤيداً لحركة " تمرد " المناهضة لحكم الرئيس المعزول " محمد مرسي " والتي ساهمت في الإطاحة به وكالحالة الأولى لم تُغير تلك الأقوال من رأي المحكمة التي قضت بإعدام " الطاهر " ومعه 21 آخرين لما أٌسند اليهم من إتهامات . - في جلسات قضية محاولة إقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي انتفض احد أعضاء فريق الدفاع عن المتهمين مؤكداً للمحكمة بثقة متناهية أن موكله المتهم الثالث في القضية ويُدعى " محمد حسن " كان عضواً في الحزب الوطني المنحل ولديه ما يُثبت ذلك ليعلق عضواً آخراً بهيئة الدفاع متهكماً على طرح زميله مخاطباً المحكمة " الناس دلوقتي بتدوًر انها تبقى فلول عشان تطلع براءة " ويذكر ان " حسن " كان من ضمن ثلاثة عشر متهماً برأتهم المحكمة بجلسة الخامس من يوليو الماضي مما نُسب اليهم . السكير وتارك الصلاة ( تكنيك إنعدام الإلتزام الديني ) هو أسلوب يتم اللجوء اليه لغرض مقارب للأسلوب السابق وهو محاولة التأكيد للمحكمة بأن المتهم بالإنضمام لحركات إسلامية تستخدم الدين غطاءً لتبرير عنفها تجاه المجتمع والدولة هو من الأساس بعيد كل البعد عن اي إلتزام ديني ولو كان حتى ذلك ظاهرياً وانه لا صلة تجمعه بالدين سوى مجرد عبارة مُدونة بخانة الديانة ببطاقته الشخصية . والأمثلة لهذا الأسلوب عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : - أحدث تلك الحالات كان بجلسة قضية " خلية اللجان النوعية " والموجه لمتهميها تهم إرتكاب عدد من الجرائم الإرهابية بعدد من محافظات الجمهورية , والتي إنعقدت يوم الخامس عشر من يونيو الجاري عندما سمحت للمحكمة للمتهم " محمد أبورواش " بالخروج من القفص للإدلاء بما يود أن يقوله لها , برز في حديث " أبو رواش " تأكيدة للمحكمة بأن لحيته التي تراها ماهي الا "لحية مزيفة " مستخدما التعبير الإنجليزي " fake" موضحاً انه لم يكن منتمياً للإخوان أو أي فصيل سياسي آخر وان عدم دخول ادوات الحلاقة الحادة الى داخل السجن هو ما تسبب في ظهوره بتلك اللحية الطويلة دون تهذيب . - فى الوقت الذى كان يتأهب خلاله المحامى محمد حسين وهبة ، للإنخراط فى دفوعه القانونية لتبرئة موكله " باهر محمد "، أحد المتهمين البارزين بالقضية المعروفة اعلاميًا ب"خلية الماريوت" ، فقد وجه حديثه فى مستهل مرافعته إلى هيئة محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد، نافيًا صلة موكله بجماعة الإخوان المسلمين، نظرًا لكونه ليس حريصًا على أداء فرض الصلاة هكذا قالها بمنتهى الثقة و الثبات, ويجدر الإشارة الى ان ذلك المشهد تكرر بشكل مشابه في جلسات أول درجات المحكمة بهذه القضية عندما ادلى " محمد فاضل فهمي " المتهم الرئيسي في القضية بحديث مشابه للمحكمة برئاسة المستشار " محمد ناجي شحاتة " والذي قضى بمعاقبته بالسجن سبع سنوات لما اسند اليه . - " سكير و عربيد وفاجر فاسق " ..لم تكن تلك الكلمات بصحيفة دعوى سب وقذف ذكرها مُقيم الدعوى لإثبات ما طاله من آذى بل كانت وللمفارقة ضمن ما تضمنته إحدى مرافعات دفاع المتهمين بقضية " خلية مدينة نصر الإرهابية " واصفاً موكله , والتي اضاف خلالها دفاع المتهم الخامس ويٌدعى " إسلام طارق " انه لا يصلي وكان يعمل بمجال السياحة بمدينة " الغردقة " ولديه من الصور الكثير التي إلتقطها مع السائحات في تلك المدينة الساحلية السياحية معقباً بإستنكار كيف لشخص بمثل تلك المواصفات ان ينضم لجماعة لها افكار تفكيرية, لم يعر القاضي " شعبان الشامي " إهتماماً لذلك الدفع وقضى بالسجن المشدد عشرة سنوات للمتهم جزاءً على الإتهامات التي أُسندت اليه . - في الثالث من نوفمبر الماضي كان القاضي " محمد ناجي شحاتة " على موعد مع احدى جلسات تجديد حبس المتهمين بالإنضمام مؤسسة على خلاف القانون سمح القاضي وكعادته بإخراج أحد المتهمين الراغبين في الحديث للمحكمة لسماع ما يود ان يقوله لها , إستهل ذلك المتهم بالإشارة الى انه يعمل " مخرج بقناة التت للرقص الشرقي " الشهيرة وانه لا يصوم أو يصلي في الظروف الطبيعية ولم يكن يوماً مؤيداً للإخوان او نظام حكمهم . علة المرض الجسدي أو العقلي أو النفسي ( تكنيك عدم اللياقة الطبية ) هي طريقة شهيرة جداً يتخذها الدفاع والمتهمون غالباً لإثبات ان الجاني إرتكب جريمته تحت تأثير مرض نفسي أو عقلي املاً في تخفيف العقوبة او لم لا الحصول على البراءة , او قد يستخدمها البعض لإثبات ان ما يعانيه المتهم من مشاكل صحية تجعله عاجزاً عن الإتيان بالأفعال المسنود اليه إرتكابها ويُذكر في هذا الصدد الحالات التالية : - في جلسة الحادي و الثلاثين من مايو الماضي لقضية "إقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي " المنظورة أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار " معتز خفاجي " طالب دفاع المتهم "مصطفى زهير " بإخراج المتهم من القفص لإظهار ما به من " علة حركة " للمحكمة ليعلق الدفاع على ذلك مؤكداً بأن تلك العلة تنفي معقولية إشتراك المتهم في جريمة الإقتحام و الإعتداء على المدينة ويجدر الإشارة هنا الى ان " زهير " كان ضمن 23 متهماً قضت المحكمة بمعاقبتهم بالسجن المشدد عشرة سنوات لما نُسب اليهم من إتهامات . - في إعادة المحاكمة بمذبحة بورسعيد , اكد دفاع المتهم " محمد السيد مصطفى الشهير بمناديلو " انه حالتة البدنية تتنافى مع التصور بخصوص إرتكابه الأفعال المسندة اليه مشيراً الى تركيبه "مسمار " بساقه , وفي هذا السياق طالب دفاع " مناديلو " عرضه على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لبيان حالتة مؤكدين انه غير متزن نفسياً أو عصبياً أوعقلياً مما ينفي مسئوليته الجنائية. ليٌعرض المتهم بالفعل على المستشفى التي شددت في تقريرها أنه لا يوجد لدى المتهم في الوقت الحالي أو وقت الحادث أي إضطراب نفسي أو عصبي، وأشار التقرير إلى قدرة المتهم على معرفة الصواب من الخطأ بالأضافة إلى أنه مسئول عن أفعاله, وعلق دفاع المتهم على التقرير ونتائجه بالتمسك بما ورد فيه من ان المتهم يميل الى " الكذب " الامر الذي يبرر – وفق رؤية الدفاع – تضارب اقواله وإعترافاته على زملاؤه والجدير بالذكر فقد كان " مناديلو " واحداً من أصل 11 قضت المحكمة بإعدامهم جزاءً على ما إقترفوه وفق ما ثبت في يقينها - وليس بعيداً عن ذلك السياق شكك دفاع المتهمي بحرق "النيابة الإدارية " في رواية احد شهود الواقعة مستنداً على إرتدائه لنظارة طبية موضحاً بأن ذلك يجعل من المتعذر فنياً ان يكون قد شاهد الواقعة بالكيفية التي رواها مطالباً بالكشف الطبي عليه لبيان سلامة إبصاره مبرراً طلبه بان الإتهامات الموجهة لموكله قد تؤدي به ل " الأشغال الشاقة " وان طلبته يتصل بمسألة فنية تتعلق بالدعوى .