أُسدل الستار "مؤقتاً" على قضيتي التخابر واقتحام السجون المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بعد أحكام الإعدام والمؤبد التي أصدرتها محكمة جنايات القاهرة اليوم الثلاثاء على مرسي ومحمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد سعد الكتاتني وعصام العريان وغيرهم من قيادات الإرهابية. وبعيداً عن حيثيات الحكم الصادر ضد مرسي، فإن وقائع القضية تعود إلى أحداث ثورة 25 يناير التي خرج فيها ملايين المصريين لإسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. الأحداث التي شهدتها الثورة كانت مثار دهشة كثيرين في بداية الثورة، حيث كان هناك اقتحام جماعي ومنظم لعدد كبير من أقسام الشرطة مساء يوم 28 يناير 2011، وهو ما أُطلق عليه "انهيار الشرطة"، وتبعه اقتحام عدد من السجون وعلى رأسها وادي النطرون في الكيلو 90 على طريق القاهرة الأسكندرية الصحراوي والبعيد تماماً عن مسرح أحداث الثورة. التسريبات التي قادها الإخوان والبوق القطري الإخواني قناة الجزيرة كانت تقوم على الإيحاء بأنه تم فتح الأقسام والسجون في مؤامرة "الفراغ الأمني" من جانب الداخلية بقيادة الوزير الأسبق حبيب العادلي، لإحداث حالة من البلبلة في الشارع المصري وإجهاض الثورة. ولكن مع مرور الوقت اتضح أن المؤامرة كانت كبيرة، وأن الهاربين من السجون كانوا بشكل رئيسي من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وعناصر من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وعدد آخر من السجناء المحسوبين على التيار الإسلامي المتشدد. ورغم نفي الإخوان وأنصارهم الثوريين لوجود مؤامرة لاقتحام الأقسام والسجون والتخابر لصالح جهات أجنبية، فإن المعزول مرسي نفسه أكد تلك الاتهامات على نفسه، وذلك بعد أن قرر طواعية الترافع عن نفسه في القضية. ومن أبرز ما جاء على لسان مرسي في الدفاع الذي ورّطه في القضية هو النص التالي للشهادة: دخلنا السجن يوم السبت 29 يناير الساعة 5 مساء، وقابلتنا إدارة السجن ووزعونا في سجن 3، ودخلنا العنبر ونمنا، وصحينا قبل الفجر على دخان القنابل المسيلة للدموع وظللنا حتى صلينا الفجر وبعد ذلك هدأت الدنيا". وأضاف "أنا شخصيًا نمت، والإخوة صحوني وقالوا لي في ناس عمالين يخبطوا على السجن وبيقولوا السجن اتفتح ومفيش غير الإخوان لو فضلتوا هاتموتوا.. وقعدوا 4 ساعات يكسروا في الباب من بره ونحن لا نعرفهم هل هم مساجين أو أهالي وبعد كسر الباب وجدنا أنفسنا بمفردنا بالسجن". وتابع بقوله "الساعة 11 صباحًا، أحد الأشخاص الذين فتحوا لنا الباب أعطاني تليفون صغير نوكيا، وبعد 5 دقائق وجدت التليفون يرن وفوجئت بقناة الجزيرة تتصل، ووجدتها فرصة أن نعرف الأهالي لأن الدنيا هايصة وسردت التفاصيل والأسماء حتى نهدئ أهالنا". وأشار "مرسي" إلى أن الشخص الذي أعطاه الهاتف أخذه منه مرة أخرى عقب انتهاء المكالمة، وقال "كل واحد مننا راح في طريقه لأننا لم نكن معنا بطاقات شخصية ونريد أن نركب أي شيء حتى نخرج من الصحراء". وقبيل الانتهاء من دفاعه المطول الذي استمر على مدار ساعتين قال الرئيس المعزول: القضية فيها إنَّ، رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين قاموا بالتآمر والتخابر مع حركة حماس.. وهذا شرف عظيم. وبتحليل شهادة مرسي، فقد ورّط نفسه وإخوانه في قضية "الهاتف المحمول" الذي منحه إيّاه شخص غريب، ثم اتصلت به قناة الجزيرة بعد 5 دقائق فقط، قبل أن يستعيد هذا الغريب الهاتف مرة أخرى، وهو ما يدلّ على أن هذا السيناريو كان معد سلفاً. كما أن مرسي اعتبر في نهاية دفاعه عن نفسه أن تخابر الإخوان مع حركة المقاومة الإسلامية حماس "شرف كبير"، في اعتراف واضح بالتخطيط الحمساوي الإخواني لاقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير.