"المرأة الحديدة "لقب حفرته صلابة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل"، وعقبات كثيرة واجهتها بذكائها الشديد، فقد مثل توليها قيادة الحزب الحاكم فى ألمانيا ثورة داخلية قادتها أول سيدة تترأس حزب رفع شعار "للذكور فقط". تتمتع أنجيلا دوروتيا ميركل، السياسية الألمانية وزعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي "أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا"، بحكنة سياسية جعلتها تتولى رئاسه الحزب المسيحى الديمقراطى على مدار 10سنوات. عملت انجيلا ميركل مستشارة ألمانيا نادلة في حانة، بينما كانت تدرس الفيزياء في المانياالشرقية الشيوعية، ظهرت ميركل فى الساحات السياسية كمتحدثة باسم آخر حكومة في المانياالشرقية في عام 1990لتصعد فجأة الى زعيمة لحزب المحافظ في عام 2000 وصولا الى المستشارية. وتزخر سيرتها الذاتية بالعديد من المنجزات السياسية والاقتصادية، فبعد حصولها على درجة الدكتوراة، وقبل انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أواخر الثمانينيات. اقتحمت ميركل مجال السياسة قبل أشهر قليلة من سقوط حائط برلين، من خلال الحركة الديمقراطية عام1989 ثم عملت بعد ذلك كمتحدثة باسم الحكومة الناتجة عن أول انتخابات ديمقراطية في ألمانيا الموحدة تحت قيادة المستشار الألماني أنذاك هلموت كول، ثم شغلت عدة مناصب وزارية منها وزيرة المرأة والشباب ووزيرة البيئة والأمن النووي. لتصبح بعد ذلك أول سيدة تشغل هذا المنصب الرفيع في2005. وكبداية جديدة أختارها الحزب المسيحي الديمقراطي للقيادة عام 2000 لتصبح بذلك أول سيدة ترأس الحزب الذي اشتهر بكونه للذكور فقط، وقد أعتبر تولى ميركل رئاسه الحزب بمثابه ثورة داخلية لكونها من البروتستانات وتترأس حزب من الكاثوليك . وعلى الرغم انها لم تقتحم عالم السياسة إلا بعد تجاوزها سن ال 36 ،إلا أنها نجحت فى تولى أعلى المناصب سواء داخل الحزب المسيحى الديمقراطى او فى الدولة ،فتقود ميركل منصب مستشارة المانيا منذ تسع سنوات بينما تترأس الحزب المسيحى منذ 14عام . وكان لنشأة ميركل في الشرق الشيوعى تأثيرا كبيرا فى ادهاش العالم كأول امرأة تتحكم في إدارة ألمانيا العظمى، حيث تمكنت من فرض نفسها كزعيمة في الاتحاد الأوروبي أمام بقية رؤساء دول الاتحاد الذين اعترفوا برباطة جأشها وصلابة موقفها ،وتجلت زعامة المستشارة الألمانية فى تكوين تحالفات ناجحة بين أحزاب تتناقض في توجهاتها وتتفق في مصالحها،الأمر الذى أستدعى مقارنتها برئيسة الوزراء البريطانية السابقة "مارغريت ثاتشر". ازمة اليورو ومن أبرز المواقف التى أثبتت تميز المستشارة الالمانية موقفها تجاه أزمة اليورو إضافة إلى موقفها من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ورفضها القاطع لتسليح المعارضة السورية وكذلك رفضها للبرنامج النووي الإيراني. وقد واصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل احتفاظها بلقب " المرأة الأكثر نفوذا في العالم"، في القائمة السنوية التي تصدرها مجلة فوربس الأمريكية، حيث منحت مجلة "فوربس" الاقتصادية الأمريكية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للمرة التاسعة لقب "المرأة الأكثر نفوذا في العالم". وبذلك تحتل ميركل المرتبة الأولى للمرة الخامسة على التوالي في القائمة السنوية للمرأة الأقوى في العالم التي تصدرها مجلة فوربس، وتختار فيها مئة امرأة تتمتع بأكبر نفوذ في العالم. ومن الجوائز التى حصلت عليها ميركل جائزة ليو بيك تقديرا لنشاطاتها الإنسانية، جائزة الناس في أوروبا، وسام "جروس كرويتس"، كارلسبريز أو جائزة شارلمان العالمية لمدينة آخن، ووسام الشمس، والدكتوراة الفخرية لجامعة لايبتسيج. ميركل ومصر ومع تحسن العلاقات الدولية بين مصر ودول أوروبا ، قررت المانيا ان تلحق بالقاطرة الدولية بالاتجاه نحو المصالحة مع مصر ،وجاءت بدايتها عندما أرسلت ميركل وفد البرلمان الالمانى لمصر والتى ترأسها رئيس الكتله المسيحيه بالبرلمان الالمانى وهى الكتله التى تتزعمها المستشارة انجيلا ميركل،حمل الوفد رساله من ميركل الى الرئيس السيسي قبل تولية الرئاسة فحواها عدم معارضة المانيا لترشح السيسي للرئاسه، دعمها لمسار العمليه الانتقاليه فى مصر. وقد ألتقى الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية لأول مرة على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي،والتى أعربت ميركل خلاله تفاؤلها بمستقبل مصر وكذلك إشادتها بالخطاب الذي ألقاه الرئيس السيسي أمام الأزهر الشريف وما تضمنه من إشارة إلى ضرورة تصويب الخطاب الديني وتصحيح الأفطار المغلوطة فى إطار معالجة مشكلة التطرف وترسيخ التعايش السلمى ، بأعتبارها أساس العمل الدولي المشترك في المرحلة المقبلة.