تمتلك المطربة السورية أصالة نصري قدراً كبيراً من الموهبة جعلها قادرة علي الاحتفاظ بمكان خاص بها علي ساحة الأغنية العربية، حتي أصبحت من أهم الأصوات الموجودة في الوقت الحالي داخل الوطن العربي. أصالة طرحت منذ أشهر قليلة ألبومها الجديد «60 دقيقة حياة»، وحقق الألبوم ردود أفعال قوية من جهورها، التي فضلت أصالة أن تحتفل معه في جميع البلدان العربية، وتعاونت في الألبوم مع فريق عمل منهم «تامر حسين وأحمد شتا، أيمن بهجت قمر ومحمد رحيم ومدين ومحمد شفيق»، وأشارت إلى أن الأسماء الشابة هي النخاع الذي يقوم بتجديد خلايا الغناء. وتري أن الوقت الحالي مناسب لعودة الروح من جديد لسوق الأغنية، حيث قالت «بعدنا عن الغناء خلال السنوات الماضية آلمنا كثيراً»، وأكدت أنه من الضروري أن يعود كل منا لحياته الطبيعية ونترك الحياة السياسية لمتخصصيها... في حوار مع «الوفد» تحدثت أصالة عن ألبومها الجديد «60 دقيقة حياة» وعن رؤيتها لحال الغناء في الوطن العربي، وتجربتها مع برنامج «صولا»: في البداية حدثينا عن رحلة البوم «60 دقيقة حياة»؟ - كل ألبوم أنظر له وكأنه ألبومي الأول الذي أريد أن يكون تعارفاً جيداً بيني وبين الجمهور، خاصة أن عندما يصل المطرب لقاعدة جماهيرية كبيرة تكون المسئولية أصعب، ولذلك أول ما أفعله دائماً هو عقد جلسات عمل مع الشعراء والملحنين والموزعين لتحديد الإطار الذي سنعمل عليه وتحديد الأفكار، حتي يعلم كل منا ما سيفعله، وبعدها حينما تلقيت الأغاني أقرر ما سأدخل الاستديو لتسجيله، فهناك العديد من الأغاني قمت بتأجيلها وحذفها من الألبوم بعد الاستقرار عليها، لأن أهم شىء في الأغنية هو أن تنال إعجاب كل من يسمعها ويكون اللحن والتوزيع لمساعدة الكلمات وإيضاح المعاني، فكل هذا استغرق وقتاً طويلاً للغاية وصل لما يقرب من ثلاث سنوات، ولكن لا أنظر لما استغرقه العمل بقدر النتيجة النهائية، فردود أفعال الجمهور كانت قوية للغاية وهي دافع كبير لي من أجل استمرار العمل وتقديم الأفضل خلال السنوات السابقة، وأوجه الشكر لفريق عملي الذي بذل مجهوداً كبيراً في الألبوم واعتبره الشريك الأساسي لي في النجاح وأري أن الألبوم أصبح حالة خاصة جداً لدي الجمهور. ألا تخشين تكرار التعارف مع أسماء شابة فى ألبومك الجديد؟ - بالعكس تماماً.. التعامل مع الشباب أهم ما يحتاجه أي مطرب خلال الوقت الحالي، لأنهم هم النخاع الذي يساعد علي التجديد دائماً، ومع تطور التكنولوجيا أصبحت الأجيال الجديدة قادرة علي فعل أي شىء، بمعني أنه بالرغم من تعاون الأسماء التي تعاونت معها مع العديد من المطربين علي مستوي الوطن العربي، إلا أنهم يعلمون ما يناسب كل مطرب، بالإضافة إلى أن عامل الاختيار متاح للمطرب في النهاية وهو من يقرر ما سيغنيه، ونجاح ألبومي الجديد خير دليل علي ما أقوله. دائما توجهين اهتمامك للشكل الشرقي من الموسيقي وهذا ما شعرنا به في الألبوم، رغم أن الجميع يهتم بالطابع الغربي.. ما تعليقك؟ - الطابع الشرقي هو هويتنا العربية ولا يمكن الاستغناء عنه، ولكن أيضاً لابد أن يكون الألبوم متنوعاً ومتوازناً في كل شىء، وأرفض تماماً أن أوجه اهتمامي بأكمله لمنهج واحد في العمل حتي لا يشعر جمهوري بالعمل في فلك واحد، خاصة أن هذا لا يضيف للمطرب أي شىء، وفي الحقيقة أفضل دائما الأغاني القوية التي تلفت انتباه الجمهور والذي يكون صوتي مرتاحاً بها، فجمهور الوطن العربي ذواق للغناء بدرجة كبيرة ويقدر المواهب. وما رأيك في ترجمة أغنية «60 دقيقة حياة» للغة التركية بعد يومين فقط من طرحها وغناء أحد المطربين الأتراك لها؟ - بالطبع هذا يشعرني بالفخر كثيراً لأني قدمت عملاً جيداً حاز علي إعجاب كل من سمعه في جميع أنحاء العالم، ويدل أيضاً أن ثقافتنا الغنائية العربية أصبحت محل اهتمام من جميع أنحاء العالم وأصبحت الأغنية العربية تنافسية إلى حد كبير وقادرة علي الوصول للعالمية، فالغرب يهتمون كثيراً بثقافتنا وهذا من أهم أسباب اهتمامي باللون الشرقي للموسيقي. أزمة سوق الغناء وصلت لمرحلة الذروة، ما هو السبيل للقضاء عليها من وجهة نظرك؟ - أعتقد أننا تحدثنا كثيراً فيما يخص أزمة سوق الكاسيت والقرصنة الإلكترونية، ولاشك أن الحل ما زوال بين يدي المسئولين في الدول العربية، فبإمكانهم أن يضعوا قوانين صارمة ويحاسبون كل من يقوم بقرصنة الألبومات مثلما يحدث في جميع دول العالم، ولكن أعتقد أيضاً أن لكل مطرب جمهوره الذي سيحرص علي شراء النسخة الأصلية لأعماله الجديدة، ولذلك يجب أن نناشد الجمهور بضرورة الانحياز للنسخة الاصلية من أجل الحفاظ علي صناعة الأغنية، فنري حالياً مطربين كباراً لهم جماهير عريضة مازالوا متخوفين من طرح أعمالهم، بالإضافة لشركات الإنتاج التي تحولت لجهات توزيع فقط. هل تعتقدين أن الوقت الحالي مناسب لاستقبال الجمهور ألبومات غنائية جديدة؟ - بالفعل الوقت حان لعودة الجميع لحياته الطبيعية، بالإضافة لضرورة عودة الغناء أيضاً، لأنه يرفع من روحنا المعنوية ويساعدنا علي قضاء يومنا بشكل هادئ، فبعدنا عن الغناء خلال السنوات الماضية آلمنا كثيراً. ماذا عن تجربة «صولا»، وهل يستفيد المطرب من تجربته مع البرامج؟ - تجربة جميلة ونجاحها مكنني من الاستمرار بها، بالإضافة إلى أنها ساعدتني علي التواصل أكثر مع جمهوري، فأصبحوا يشاهدونني أكثر، ولكن لا يمكن للمطرب أن يتوقف عن الغناء ويتفرغ للبرامج لأن وقتها سيقال عنه إنه أفلس غنائياً ويحاول تعويض ذلك من خلال ظهوره في البرامج أو عمله بها. وكيف تشاهدين تأثير الاضطرابات السياسية علي الغناء؟ - الغناء تأثر كثيراً من الأحداث السياسية، ولكن حالياً بدأ الهدوء يعود نوعاً ما لعالمنا العربي، وعلينا العمل بقوة للبناء والإنتاج من جديد.