انتقلت حمى ثورات الربيع العربي إلى أفريقيا، حيث تعرضت بوروندي لمحاولة الإطاحة بالرئيس الحالي بيير نكورونزيزا، وذلك لمنع ترشحه لولاية ثالثة. ورغم فشل محاولة الانقلاب على الرئيس بيير نكورونزيزا، وسط السخط الشعبي والتوترات السياسية والإثنية مرتفعة الوتيرة ، إلا أن ما حدث دق ناقوس الخطر . ويحفل تاريخ بوروندي بالحوادث الكارثية من إبادة إلى حرب أهلية إلى أزمات نزوح متكررة. وتكاتفت القوتان التى طالما كانتا متنازعتين وهما التوتسي والهوتو، أبرز العرقيات الموجودة في البلاد، من أجل منع الرئيس بيير نكورونزيزا للترشح لولاية ثالثة. واتخذ الخلاف فى بورندى شكلا جديدًا من ذى قبل، وكثيرا ما كانت تشهد توترا إثنيا وعرقيا بين التوتسي والهوتو، لكن التظاهرات والحشد الشعبي فى شوارع بورندى تختلف تماما ، حيث أجمعت قبائل الهوتو والتوتسى على هدف واحد وهو التخلص من الرئيس الحالى. وكان " نكورونزيزا " قد حاول التلاعب ببنود الدستور زاعمًا أن ولايته الأولى لا تحتسب، لأن البرلمان انتخبه في 2005 على غير ما ينص البند 96 من الدستور"، وأن من حقه الترشح لولاية "ثالثة". وصيغة التلاعب بمواد الدستور معروفة بالنسبة لحكام أفريقيا عند انتهاء مدة ولايتهم من أجل استمرارهم فى الحكم أطول فترة ممكنة . وينص دستور بوروندي: إن الرئيس ينتخب لفترة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط . وفى ظل هذه الأحداث التى تشهدها بوروندى انقسم الشعب إلى فريق مؤيد وآخر معارض لترشح الرئيس البوروندى؛ فعلى حين يرى أنصار نكورونزيزا أنه يجوز له الترشح في الانتخابات التي ستجرى في 26يونيو ؛ لأن ولايته الأولى لا ينبغي أن تحتسب، فقد اختير من قبل البرلمان وليس من خلال الانتخابات، فإن المعارضين لترشح "نكورونزيزا" يرون أن البند السابع من الدستور ينص على أن كلمة الفصل تعود إلى الشعب، سواء عبر ممثليه في البرلمان أم بالانتخاب المباشر، ويرون أن توليه الحكم في 2005 هو ولايته الأولى. وفي السياق نفسه يقول ليونيدا هاتونجيمانا، المتحدّث السابق باسم الرئيس البوروندي، بيار نكورونزيزا: إنه قام في مارس الماضي، برفقة عشرات المسؤولين من حزبه السابق، بالتوقيع على عريضة وجهت إلى نكورونزيزا يطالبه فيها بالعدول عن الترشح لولاية ثالثة. وأكد "هاتونجيمانا" أنه "الأمر مؤسف بالنسبة للرئيس؛ لأننا عبر توقيع هذه العريضة، رغِبنا في أن نجنّبه الإهانة أمام الشعب وأمام المجموعة الدولية". وشدّد "هاتونجيمانا" على أنّ "هذه العريضة برهنت اليوم على موضوعيتها لأنّ البورونديين مستعدين للحسم في الأمر بمعونة الجيش الذي أثبت وطنيته على خلاف بعض عناصر الشرطة الذين اتسموا بالعنف ضد المتظاهرين". يذكر أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى حل المشكلة البوروندية، فأرسلت موفديها إلى هذا البلد لتراجع نكورونزيزا عن الترشح ولاية ثالثة وتحذره من المغامرة باندلاع جولة جديدة من الصراع.