تحية من قلب كل مصري لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات حاكم الشارقة، والذي يزور مصر حاليًا لافتتاح العديد من المشروعات العلمية والتعليمية تشمل افتتاح دار الكتب والوثائق القومية ومبنى كلية الهندسة بجامعة القاهرة ومشروعات أخرى ساهم في انشائها لخدمة العلم والثقافة المصرية، وسوف تقوم جامعة القاهرة بمنح سموه الدكتوراه الفخرية تقديرًا لجهوده البارزة في دعم العلم والثقافة ليس على المستوى العربي فحسب وإنما على المستوى الدولي أيضًا. مساهمات سمو الشيخ ليست فقط على المستوى العلمي والثقافي وإنما على المستوى الإنساني والاجتماعي، فقد قدم الكثير من المشروعات الخيرية والإنسانية والتي انتشرت في كافة بقاع الأرض. وإذا أردنا الحديث عما قدم سموه لمصر، فلن نستطيع أن نحصي عدد الأعمال الخيرية والإنسانية لكثرتها وانتشارها، فمنذ ثورة 25 يناير 2011 ومساندته لمصر موصولة ومستمرة بغض النظر عن التطور السياسي والأمني الذي شهدته البلاد، فقد ساهم في تشغيل العديد من المصانع المعطلة وتبرع لتطوير ثماني عشرة منطقة عشوائية، وتبرع أيضًا لإعادة بناء وتطوير كلية الهندسة بعد احتراق أحد أدوراها خلال العمليات الإرهابية التي انتشرت في مصر في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتبرع لإعادة بناء المجمع العلمي بعد حرقه على أيدي الإرهاب، كما قام بامداد المجمع بالوثائق والمخطوطات النادرة التي لا تقدر بثمن؛ والتي فقدها المجمع أثناء الحريق؛ وبلغ عدد الوثائق التي منحها للمجمع ما يتجاوز الأربعة آلاف مخطوطة نادرة، كما تبرع ببناء خمسة وعشرين مسجدًا باسم شهداء الجيش الذين قتلوا على أيدى الجماعات الإرهابية في سيناء، وأود أن أذكر موقفاً حدث في هذا الوقت، فقد طلبت والدة أحد الشهداء وهي من الفقراء أن يقوم سمو الشيخ ببناء دار لها بدلاً من المسجد، حيث لا تجد مأوى تعيش فيه، وقتها قرر سموه بناء المسجد وبناء الدار لأم الشهيد ومنحها معاشاً يكفيها بحيث لا تحتاج إلى أحد، لذا تحدثنا عن الرحمة بين البشر فنحن نتحدث عن سمو الشيخ سلطان القاسمي. كما أن قراءة السيرة الذاتية لسموه في كتابه «سرد الذات»، تتيح للقارئ معرفة تاريخ سلطان الثقافة والعلم الذي لا يخلو من ذكر مصر في كل مراحل حياته منذ فترة نشأته وتعلمه في مصر والتي تأثر فيها بأفكار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر التي شكلت الهوية القومية للأمة العربية وشكلت الثقافة والهوية الفكرية لسموه، وحتى بعد توليه حكم إمارة الشارقة التي يحبها ويعشقها ويقطنها الكثير من المصريين المقيمين بالإمارات ظل محبًا لمصر ووفيًا لها، فهو يعشق تاريخها وتراثها، أرضها وشعبها، وهذه الثقافة نقلها ورسخها سموه في أبناء الشارقة على وجه الخصوص وأبناء الإمارات بوجه عام، والتي وضعها وزرعها المغفور له بإذن الله حكيم العرب الشيخ زايد في قلب كل إماراتي، حقيقي مصر تفخر بكم يا أبناء الإمارات، ومصر ملكًا لكم كما هي ملك لنا.