بعد معاناة شباب المؤهلات العليا طيلة 18 عامًا في التعليم، يصطدمون بالواقع المصرى حين يفكرون في البحث عن وظيفة تناسبهم، إلا أن الواقع يفرض عليهم العمل في وظائف بعيدة عن تخصصاتهم، فالحاصل على ليسانس الآداب يعمل بائع بأحد المحلات الكبرى لقطع غيار سيارات، والحاصل على ليسانس أصول الدين يعمل بائع دواجن. رصدت "بوابة الوفد" معاناة الشباب مع تحديات سوق العمل، وامتهانهم لحرف ومهن ليس لها علاقة بما قاموا بدراسته وتكبد الأسرة نفقات ما لا تطيق، فقال أحمد فاروق حسين، خريج كلية أصول الدين والدعوة وصاحب محل دواجن، إنه طرق أبواب عدة للبحث عن عمل مناسب فور تخرجى منذ عام 2012 دون جدوى، وفور إعلان وزارة الأوقاف عن حاجتها لعمال، ذهب إلى السجل المدنى وحدّث بياناته وغيّر مهنته من حاصل على بكالوريوس كلية أصول الدين والدعوة إلى "عامل" إلا أنه بلا جدوى. وأضاف أحمد فاروق أن الله رزقه بطفل رضيع ولا يعرف كيف ينفق عليه، متسائلا:" هل ينتظره مستقبل أسوأ مما رأيت؟ وهل أقوم بتعليمه ليلقى نفس مصير أبيه وتصبح المهنة عامل أم أقتصر الطريق وأعلمه حرفة يكتسب منها وتؤمن مستقبل أفضل من التعليم؟". وذكر محمد سالم إبراهيم سالم، حاصل على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية، أنه يعمل بمحل قطع غيار سيارات نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها البلاد الآن، موجها نصيحة لكل الشباب الحاصل على مؤهل عالٍ بعدم انتظار وظيفة من الدولة لأنها لا توفر أى عمل مناسب لطبيعة المؤهل، والبحث عن عمل خارج نطاق الدولة. وأشار أحمد حسن جاد، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، إلى أنه يعمل "ديلفرى" لدى إحدى المطاعم الكبرى بمنطقة الجيزة، قائلا: "هذا هو العمل المتاح حالياً بمصر إلى أن يإذن الله بعمل مناسب فى وقت لاحق". شاهد الفيديو