لا أعرف سراً بين ربط ارتفاع أسعار السجائر، بالسلع الأخري؟! وقد يرد قائل وهل هناك ارتفاع في الأسعار الأخري، بعد ارتفاع أسعار السجائر؟!.. نعم لقد فوجئ المصريون بعد الإعلان عن ارتفاع أسعار السجائر، بزيادات في عدد من السلع جهاراً نهاراً دون حسيب أو رقيب. التجار سواء للجملة أو التجزئة، فور علمهم برفع سلعة ما، يقومون علي الفور بزيادة أسعار باقي السلع، وعلي الرافضين ضرب رؤوسهم في الأسفلت أو أقرب حائط لهم. عندما صدر القرار الجمهوري بزيادة أسعار السجائر، لم تستعد وزارة التموين المنوط بها حماية المستهلك، وضبط السوق وحماية الناس من جشع التجار، لم تتخذ الآليات المنظمة، لضمان زيادة السلعة بقيمتها المحددة، وقام علي الفور التجار بزيادة الأسعار كل حسب شطارته وإقناعه للمستهلك، فمثلا علبة السجائر التي كان ثمنها اثني عشر جنيها، زادت إلي ثمانية عشر جنيها، وآخرون قللوا في السعر قليلا وهكذا تراوحت الأسعار وتفاوتت من محل إلي الآخر، حسب هوي كل بائع. كنا نتوقع أن تقوم وزارة التموين بدورها، في سرعة ترجمة القرار الجمهوري بالزيادة، وتسليم التجار قيمة الزيادة، والعمل بالسعر الجديد بعد صدور القرار الجمهوري، لكن ما يحدث الآن من فوضي، يتسبب في أزمات بين البائعين والتجار، فلا يوجد كشك أو محل يبيع السجائر دون أن تري أمامه خناقة وأحياناً تشابكاً بالأيدي، بسبب البيع العشوائي دون تسعيرة محددة للسجائر الأجنبي أو المحلي، في ظل عدم وصول الأسعار الجديدة. كل بائع يتصرف حسب هواه ووزارة التموين لا تقوم بالدور المنوط بها، وهو ترجمة الزيادات للسجائر علي أرض الواقع. فالعملية عشوائية وكل تاجر وشطارته في الضحك علي المشتري.. وصحيح أن وزارة التموين وخاصة جهاز حماية المستهلك حدد أرقاما للإبلاغ عن التجار الجشعين الذين يستغلون المواطنين، لكن الراغب في شراء علبة لا يقوم بالإبلاغ، فلديه قناعة أن الوقت لن يسعفه في هذا الشأن، ولن يقف أمام البائع حتي تصل إليه الشرطة، وأبسط رد سيتلقاه من صاحب المحل أو البائع «معنديش سجاير».. كان المفروض فور صدور قرار الزيادة، أن تكون وزارة التموين والأجهزة التابعة لها قد أعدت عدتها، حتي لا تسمح بالتجار الجشعين تعطيش السوق، والامتناع عن البيع للجمهور رغم أنهم اشتروا بضاعتهم بالسعر القديم.. المفروض أن تصل الزيادة الجديدة إلي التجار في أسرع وقت، بدلاً من استغلالهم الناس بهذا الجشع الكبير. وحتي كتابة هذه السطور لم تصل الأسعار الجديدة إلي التجار أو البائعين ولا يزال التجار يستغلون البائعين أسوأ استغلال ويبقي السؤال الذي طرحته في البداية لماذا ترتفع أسعار أخري لا علاقة لها بالسجائر من قريب أو بعيد؟!.. والإجابة تعرفها وزارة التموين، بسبب تراخي أجهزتها في ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار والتجار الجشعين.