بناه الأمير جانم البهلوان، بشارع السروجية، بمنطقة الدرب الأحمر، سنة 883ه (1478م) في أيام السلطان الأشرف قايتباي، وجعله مدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، وبه قبره، وتعلوه قبة مرتفعة. يتكئ على واجهة المسجد، عدد كبير من الباعة الجائلين، يفترشون الأرض، غير مكترثين لقيمة الأثر، أو حتى حرمة المسجد. وقال مواطن يسكن في منزل مقابل للمسجد: "أشاهد أعمال الترميم منذ ولادتي، دون أي جديد، أو ملامح تعبر عن وجود أمل في افتتاح المسجد بعد الانتهاء من ترميمه في القريب العاجل.. وأكد أن المسجد مغلق منذ فترة كبيرة، ويتمركز على بابه عدد من الأشخاص من المفترض أن يكونوا حراسا من قبل وزارة الآثار لعدم تكرار سرقة الآثار الإسلامية، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأشخاص دائمو تدخين السجائر والشيشة. فيما قال الدكتور سعيد حلمي، مدير عام منطقة آثار جنوبالقاهرة، والمسئول عن منطقة الدرب الأحمر، أن المنطقة تعتبر من أهم مناطق الآثار الإسلامية، ولكن حظها السيئ أنها تجاور مناطق صناعية زاحفة أهمها "الأزهر، والغورية". وأوضح أن أعمال الترميم في منطقة الدرب الأحمر، كانت تسير على قدم وساق قبل ثورة 25 يناير، ولكن الأعمال تأثرت بشكل كبير، وتوقفت تمامًا بعد الثورة، مثل العديد من الجهات، خاصة بعد تدهور السياحة، والموارد السياحية. أشار إلى أن بطء عمليات الترميم للآثار، مشيرًا إلى أن هناك أثرا يحتاج إلى تغيير البنية التحتية للشارع بأكمله، كما حدث مع مسجد "جانم البهلوان" وتم تغيير نظام الصرف الصحي بأكمله بشارع السروجية، قائلًا": نحاول التنسيق مع جهات لتقدم منحا لتنفيذ هذه المشاريع وترميم المنطقة بتعليمات من الوزير". فيما أكد محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية السابق، أن منطقة الدرب الأحمر تعتبر من أغنى مناطق الآثار الإسلامية في مصر، والتي ترجع للعصر المملوكي والعثماني. وأوضح فوزي أن ترميم هذه الآثار، يحتاج إلى وقت طويل، وجهد كبير، بسبب حالة الشوارع والمنطقة، وضرورة تنظيف الآثار، وإزالة أكوام القمامة من حولها، قبل البدء في الترميم، مشيرًا إلى أن حالة الآثار بمنطقة الدرب الأحمر تعتبر أقل من جيدة. وأكمل "فوزي" أن المسألة تكمن في عدم وجود أموال كافية للترميم، وأن هناك كثيرا من الاقتراحات والخطط التي يمكن أن تنفذ، وتجعل منطقة الدرب الأحمر على الخريطة السياحية، منها شارع سوق السلاح، وشارع التبانة، وكثير من المساجد الأثرية التي تحمل قيمة أثرية فنية كبيرة، ولكن عدم وجود مصادر تمويل يجعل العمل في هذه المناطق يسير بشكل بطيء.