أدانت المؤسسة الدينية الأزهر والافتاء والأوقاف العمل الإرهابى الذى ارتكبته عناصر تنظيم داعش فى ليبيا، مؤكدة أنها «جريمة نكراء، ومرتكبوها استحقوا لعنة الله ومصيرهم جهنم. وأوضحت أن المصريين ومعهم دول العالم قد تلقوا نبأ هذا الفعل الإجرامى الوحشى ببالغ الأسى والاستنكار. قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن الشرع الشريف أكد حرمة الدماء، ورهب ترهيبًا شديدًا من إراقتها، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق قتلاً للناس جميعاً». وأضاف: إن النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» توعد أمثال هؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء فقال: من قتل معاهداً لم ير رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين يوماً، مشددًا على أن هولاء الإرهابيين يثبتون دومًا أن قلوبهم لا تعرف سماحة الإسلام العظيم، وعقولهم لم تفقه معانى القرآن الكريم، فراحت تعيث فى الأرض فسادًا تقتل وتدمر وتحرق لتشويه صورة الإسلام وإخراج الناس من دين الله أفواجًا. وأشار المفتى فى بيان له أمس إلى أن الأمة العربية والإسلامية تتعرض فى هذه الفترة إلى محنة حقيقية فيما يشبه حرب استنزاف شرسة تستهدف تشتيت طاقات الأمة فى اتجاهات عديدة، أهمها الفتنة الطائفية والاحتراب الداخلى بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين؛ مبينًا أن الغرض من مقتل واحد وعشرين مصريًّا بهذه الطريقة البشعة تأجيج نار الفتنة وإشعال الصراعات الطائفية الداخلية. وأشار إلى أن تنظيم منشقى القاعدة يعملون على إدخال مصر فى دوامات من الفوضى والصراع حتى تلحق بغيرها من الدول التى دخلت طور التقسيم. من جانبه أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن هذا العمل البربرى الهمجى لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية، ولا ينمُّ إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث فى الأرض فسادًا تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق. وشدد الطيب، على ضرورة قيام المجتمع الدولى بواجبه فى تعقب قوى الإرهاب، وتقديمهم للعدالة، والقصاص العاجل منهم، داعيًا المصريين جميعًا إلى التيقظ والحذر والوقوف صفًّا واحدًا فى وجه الإرهاب الأسود الذى يعيث فى الأرض فسادًا. وقدَّم شيخ الأزهر، تعازيه ومواساته لقداسة البابا تواضروس الثانى، ولأهالى ضحايا الحادث الإرهابيِّ، والدعاء لهم بالصبر والسلوان. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الدين الإسلامى برىء كل البراءة من أفعال تنظيم «داعش» الإرهابى. وطالب وزير الأوقاف، بالتصدى لعناصر التنظيم بكل السبل، موضحا أن قتل عناصره يعد حلالا شرعًا لأنها جماعة أفسدت فى الأرض وتعمل على تخريب البلاد.. وأكد وزير الأوقاف ضرورة تطهير صفوفنا الداخلية من الخونة والعملاء والمأجورين، ومن يدعمون الارهاب بأفعالهم أو أقوالهم، كاشفا أن الأمر جد خطير، داعيا الى سرعة التحرك لتشكيل قوة ردع عربية مشتركة، مشددا أنه لا يوجد أحد بمنأى عن خطر هذه التنظيمات الإرهابية. جاء ذلك خلال المؤتمر السابع عشر للمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية للاحتفال بمرور 60 عامًا على إنشائه، والذى بدأ أعماله أمس ويستمر 3 أيام.