بنفس الاهتمام والحماس والإغراق فى التفاصيل والرغبة فى أخذك إلى حالة من الإبهار جاء المخرج الإنجليزي بيتر جريناواي إلى برلين بفيلمه الجديد «أيزنشتاين في جوانخواتو» الذي يتناول جانبا من رحلة المخرج السينمائي الروسي الشهير سيرجي أيزنشتاين في المكسيك. ويركز الفيلم على نظرة أيزنشتاين تجاه الجنس والموت أثناء تصويره فيلم «تحيا المكسيك» عام 1931 الذي لم يكمله أبدًا. ولقد أثيرت موجة من الأخبار قبل عرض الفيلم لأن موضوع الفيلم يقترب من مثلية أيزنشتاين الجنسية، الصادمة لا سيما في روسيا، وقام بشخصيته الممثل الفنلندي المتألق في هذا الدور، إيلمر بيك. وكان لافتاً بشدة الأسلوب الإخراجي والتقنيات التي استخدمها جريناواي في العديد من المشاهد، وتقسيمه المتعدد للشاشة، وأيضاً التضفير المونتاجي المتميز للعديد من اللقطات، ويقدم الفيلم كل ما يميز سينما جريناواي، من الأسلوب المسرحي والديكورات الفخمة والملابس والحوارات الساخرة. من المعروف أن روسيا رفضت تقديم دعم مالي للفيلم القادم عن المخرج بعنوان مصافحات أيزنشتاين» The Eisenstein Handshakes، إذا لم يتم استبعاد أي إشارة إلى ميوله الجنسية الشاذة من سيناريو الفيلم الحالى الذى عرض فى برلين وبعض المؤرخين يرون أن أفلام أيزنشتاين تضمنت لقطات تشي بميوله الجنسية الشاذة مثل تركيزه على مناظر البحارة بصدورهم العارية وأجسادهم الممشوقة في فيلم «بوتمكين». وقيل إن منتج فيلم «تحيا المكسيك»، الأمريكي أبتون سنكلير، أوقف تصوير الفيلم بعد أن لاحظ إقامة أيزنشتاين بعض العلاقات العاطفية مع عدد من الشباب المكسيكيين أثناء التصوير. فأرسل ستالين إلى أيزنشتاين يطالبه بالعودة على الفور وإلا اعتبر منشقاً، وعودة أيزنشتاين إلى روسيا دون أن يكون معه نيجاتيف الفيلم.. ولقد اشتهرت أفلام المخرج البريطاني بيتر جرينواي إلى درجة كبيرة خلال الأعوام الماضية حيث تم ترشيح أربعة منها للسعفة الذهبية في «كان».. والغريب أنه يرى أن «السينما قد توفيت». وعندما سئل عن نظرته حول الثورات العربية قال: «أعتقد أن على السياسة أن تكون تطورية ولا ثورية. فإذا نظرنا إلى جميع الثورات نرى أنها فشلت كلها. الثورات كلها تبوء بالفشل. ذلك لأننا كحيوان يتحرك ببطء. فنحن حذرون جداً، نتحرك وفقاً لنمط التطور.