يرفع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الخامسة والستين، التى تنطلق الخميس وتستمر حتى 15 فبراير القادم، شعار «السينما الجديدة والملهمة»، حيث تتبنى شاشته مجموعة من التيارات السينمائية الجديدة التى يعلن فيها كبار المخرجين وشبابهم عن رؤى وأفكار ربما تعزف على شريط سينمائى خارج المألوف. اختارت إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى فيلم «لا أحد يريد الليل» ليكون فيلم افتتاح دورته ال65، حيث يعرض أكثر من 400 فيلم. 4 أعمال مصرية تشارك فى المهرجان رحلة اكتشاف لشباب السينما العربية والألمانية عبر الإنتاج المشترك.. وجوائز خاصة لأفضل 3 مشروعات بالتوازى مع الدورة ال65 من مهرجان برلين السينمائى، والذى يعد وبرلينال للمواهب، ومنصة التواصل والتفاعل، تبدأ فعاليات النسخة الثالثة من الجائزة السينمائية لمؤسسة روبرت بوش ستيفتونج، والتى تمنحها لأفضل 3 مشروعات أفلام ألمانية عربية مشتركة فى فئات الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك. ويجتمع أعضاء لجنة تحكيم الجائزة اليوم وغدا فى مكتب ممثلى روبرت بوش ببرلين، وسوف يعرض كل فريق فكرة مشروعه على اللجنة خلال 15 دقيقة، حيث إنه قد تم تحضير الفرق المرشحة لهذا العرض بواسطة خبراء ضمن منتدى المرشحين الذى عُقد فى شهر نوفمبر الماضى، ويوم الجمعة 6 فبراير يتم تنظيم حفل يتم من خلاله دعوة مجموعة من أبرز السينمائيين من ألمانيا والعالم العربى، ويقومون بتكوين شبكة من المحادثات أثناء الحفل الذى ينظمه د. إنجريد هام المدير التنفيذى للمؤسسة ومدير المشروع، وبجانب ذلك يتم عرض فيلم سايبة (FREERANGE) لباسم بريش. بينما يتم الإعلان عن جوائز روبرت بوش ستيفتونغ يوم الأحد المقبل، يتسلم صناع مشروعات الأفلام الثلاثة الفائزة جوائزهم، والتى تبلغ 70 ألف يورو فى فئات الأفلام التسجيلية الطويلة، أو الروائية القصيرة وأفلام التحريك، وذلك بعد تقديم ال15 مشروعا المرشحين للجائزة والانطباعات حولها. تستهدف الجائزة فى المقام الأول الإنتاج المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب، ويبدأ الاشتراك فى المسابقة سنويا فى شهر مايو وينتهى فى سبتمبر، ويمكن الاستفادة من قيمة الجائزة فى تمويل الفيلم بالكامل. المشروعات المرشحة للجوائز هى: أولا مشاريع تحريك «نظف غرفة المعيشة فلدينا ضيوف قادمون (ألمانيالبنان) إخراج غسان حلوانى، وتدور أحداثه فى بيروت، وهى مدينة تقع فى دائرة شريرة من التدمير وإعادة البناء وتكافح من أجل دفن ماضيها المظلم، وتطفو على السطح قصص الأشخاص الذين اختفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية لتؤكد حضورهم الدائم، ويكشفها شخص مشرد يقع على آثارهم بالصدفة، والعملية رودلف (ألمانيالبنان) إخراج فادى سريانى وفى قصته تتهم الإدارة الأمريكية سانتا كلوز بإجراء عمليات عسكرية غير مشروعة فى القطب الشمالى، حيث يؤسس معسكرات تدريب ويجهز جيشا. أبونويل؛ كما يطلقون عليه، يتعرض للمطاردة، ويتم العثور عليه، قتيلا وجثته مدفونة فى موقع سرى. وفى المشاريع الوثائقية هناك فيلم آمال (ألمانيا مصر) من إخراج محمد صيام، ويناقش ظاهرة عندما يصبح العنف بمثابة لغة، يصبح الغضب هو قدرها وغايتها. وأحلام مكسورة (ألمانيافلسطين) إخراج محمد حرب. وفيلم فى عمق رمادى (ألمانيا مصر) من إخراج منى لطفى ويحكى قصة المغارة، وهو منجم الفحم الأول والوحيد فى مصرحيث يعكس تاريخ المنجم التغيرات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية خلال الخمسين عاما الماضية. وعالم عيال (ألمانيالبنان) من إخراج جوانا بنتر، عمى ال«إرهابى» (ألمانيالبنان) من إخراج إلياس مبارك، وسبع عيون (ألمانيالبنانالعراق اخراج) بارين جادو. وفى مشاريع الأفلام الروائية القصيرة يشارك «الحاوى خطف الطبق (ألمانيالبنانالأردن) من تأليف وإخراج راكان ماياسى، ومرة كل أسبوع (ألمانيا مصر) من إخراج علاء مصباح، الذى يناقش قانون رؤية الأبناء بعد الطلاق، وذكرى الوقت الضائع (ألمانيا مصر) من تأليف وإخراج جيلان عوف، والببغاء (ألمانياالأردن) من إخراج أمجد الراشد ودارين سلام، ومربى الحمامة (ألمانياالأردن) من إخراج ديما حمدان، والخدم (ألمانيالبنان) من إخراج مروان خنيسر، والصبى ذو الوشم (ألمانيا المغرب) من إخراج ياسين الإدريسى. المهرجان ينطلق ب«لا أحد يريد الليل» ويعرض 400 فيلم ديتر كوسليك: فيلم الافتتاح سيكون فاتحة شهية لفعاليات المهرجان الثرية بمجموعة من الأفلام والأقسام الخاصة فيلم الافتتاح ينتمى للسينما التاريخية وهو بطولة النجمة الفرنسية جولييت بينوش والممثلة اليابانية رينكو كيكوتشى والأيرلندى جابرييل بايرن، ومن إخراج الإسبانية إيزابيل كوازيت، وتدور أحداثه فى منطقة جرين لاند المتجمدة عام 1908، ويروى قصص نساء شجاعات ورجال طموحين فى مواجهة عواصف من نتاج الحياة. كما ينافس الفيلم على جائزة الدب الزهبى، مع مجموعة أخرى من الأفلام العالمية فى المسابقة الرسمية والتى يبلغ عددها 23 فيلما. وقال ديتر كوسليك، مدير مهرجان برلين السينمائى الدولى، إن دورة هذا العام تشهد منافسة كبيرة بين الأفلام، التى ستكشف عن سينما مغايرة وقوية، وأنا سعيد للغاية بوجود فيلم «لا أحد يريد الليل» ليلة افتتاح دورة 2015 وآمل أن يعجب الجميع بحصوصيته، ويكون بمثابة فاتحة شهية لفعاليات المهرجان الثرية بمجموعة من الافلام والاقسام السينمائية الخاصة. من أفلام المسابقة الرسمية، التى كشفت إدارة المهرجان عنها، وتقدم فى عرضها العالمى الأول «السنوات ال45» من المملكة المتحدة إخراج أندرو هايج، وبطولة شارلوت رامبلينج، توم كورتيناى، وفيلم «كما كنا نحلم» إنتاج ألمانى فرنسى مشترك، إخراج انرياس دريسن وبطولة ميرلين روز، جويل بسمان مارسيل هيوبيرمان. و«سندريلا» من الولاياتالمتحدةالأمريكية إخراج كينيث براناه، وبطولة كيت بلانشيت، ليلى جيمس، ريتشارد مادن، ستلان سكارسجارد، هوليداى جرينجر. بالإضافة إلى فيلم «آيزنشتاين فى جواناخواتو» إنتاج هولندا والمكسيك وبلجيكا وفنلندا وإخراج بيتر جريناواى وبطولة إلمر الخلفى، لويس البرتى، وفيلم «بركان جواتيمالا»، إنتاج فرنسى وإخراج جايرو بوستامانتى وبطولة ماريا مرسيدس، ماريا تيلون، مانويا انطون، مارف كوروى، وفيلم «فارس الكؤوس» إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية وإخراج تيرنس ماليك، وبطولة كريستيان بيل، وكيت بلانشيت، وناتالى بورتمان، وهذا هو الفيلم السابع للمخرج تيرنس ماليك الذى بدأ الاخراج عام 1973 إلا أنه لم يخرج سوى 6 أفلام منذ ذلك الحين وفيلمه الجديد. ويقوم بيل بدور مخرج سينمائى فى هوليوود غير راض عن حياته ويرغب فى تغييرها. ولم تتسرب أنباء كثيرة عن تفاصيل حبكة الفيلم بينما تقوم بلانشيت بدور زوجة البطل. وقد نشرت للمرة الأولى المقدمة الدعائية للفيلم الجديد التى تجرى مشاهده فى ألمانيا. وهناك فيلم «جراب» إنتاج روسى أوكرانى بولندى مشترك وإخراج أليكسى الامانية وبطولة لوى فرانك وميراب نينديز وفيكتوريا كورتوكوفا وانستاسيا ميلنيكوفا. وتقرر أن يعرض الفيلم داخل المسابقة ضمن الأفلام التى تتنافس على جائزة الدب الذهبى. وفى المسابقة نفسها يعرض الفيلم الجديد للمخرج البريطانى الكبير بيتر جريناواى (الغرق بالأرقام، بطن المعمارى، طفل ماكون، كتب بروسبيرو) الذى يحمل عنوان «اينشتاين فى جوانخواتو». ويعرض خارج المسابقة الفيلم الجديد للمخرج البريطانى كنيث برانا «سندريلا» الذى يقوم ببطولته كل من كيت بلانشيت وريتشارد مادن وتسيلان سكارسجارد وهيلينا بونام كاتر. من بريطانيا أيضا يعرض داخل المسابقة فيلم «45 سنة» للمخرج أندرو هاى وهذا هو فيلمه الروائى الطويل الثالث للسينما. كما يعرض بالمسابقة الفيلم الجديد للمخرج الألمانى أندرياس درسن «كما لوكنا نحلم». والشخصية التى سيحتفى بها المهرجان فى دورته المقبلة المخرج الألمانى الكبير فيم فيندرز الذى سيمنح جائزة «الدب الذهبى» الرمزية عن مجمل إنجازه السينمائى. وسيقيم المهرجان احتفالا فى الثانى عشر من فبراير المقبل فى قصر البرليناله لتقديم الجائزة إلى فيندرز، كما سيعرض بعد الاحتفال مباشرة فيلمه «الصديق الأمريكى» من عام 1977، وهو الفيلم البوليسى المقتبس من رواية باتريشيا هايسميث، وتدور أحداثه بين باريس وهامبورج ونيويورك، ويروى قصة الصداقة المميتة بين رجلين مختلفين تمام الاختلاف يقوم بدوريهما برونو جانز ودينس هوبر. وكان هذا الفيلم هو فاتحة عدد من الأفلام التى أخرجها فيندرز خارج ألمانيا ومن أشهرها «باريس تكساس» (1984). ومن المقرر أن يحضر فيندرز عرض أفلامه التى سيحتفى بها المهرجان وتقديمها للجمهور، وتشمل عشرة أفلام تعرض لمسيرته السينمائية منذ فيلمه الأول الذى أخرجه عام 1972. والمهرجان، شأن المهرجانات الكبرى المحترمة فى العالم، لا تكرم سوى شخصية واحدة فقط تمنحها الجائزة الذهبية للمهرجان ولا يشترط أن تكون من الشخصيات المنتمية للبلد المضيف. على جانب آخر، أعلن مهرجان برلين السينمائى الدولى أن المخرج الأمريكى دارين أرونوفسكى سيكون رئيس لجنة التحكيم فى دورة المهرجان الخامسة والستين. وتضم لجنة التحكيم أيضا الممثل الألمانى دانيال بروهيل والممثل الفرنسى أودرى ديوتو وماثيو وينر، كما تضم القائمة المخرج بون جون من جنوب كوريا وكلوديا ليوسا، والمنتج الإيطالى مارثا دو لورينتس. مدير المهرجان ديتر كوسليك قال عن وصف أرونوفسكى، رئيس لجنة التحكيم، إنه «وضع اسمه كواحد من أهم صناع سينما المؤلف فى العالم المعاصر، فأفلامه تمتاز باللغة السينمائية المتميزة والرؤية الإبداعية لهذا فأنا سعيد بأنه سيكون رئيسا للجنة تحكيم برلينالى 2015، معتبرا أن المُخرج الذى رُشح لجائزة الأوسكار عام 2010، سيكون جديرا بالمهمة التى تتشرف به. وأصدر أرنوفسكى بيانا أعرب فيه عن سعادته بتولى هذه المسؤولية، قائلا «فى مهرجان برلين، دائما ما تكون السينما مُثيرة ومذهلة»، وأضاف مُخرج فيلم «نوح»: «أتطلع لمشاهدة أحدث أعمال المخرجين العظماء فى واحدة من أعظم مُدن العالم». يُذكر أن أرنوفسكى قدم فى شهر أبريل من العام الجارى فيلم «نوح» المستوحاة قصته من قصة النبى «نوح»، وقد تعرض الفيلم لانتقادات حادة، إلى جانب الجدل الذى أثاره بسبب اعتراض البعض على تناول المُخرج، كما رفض الأزهر السماح بعرض الفيلم فى السينما المصرية وقتها. دارين أرونوفسكى درس فى جامعة هارفارد، وحصل فيلمه الأول «باى» عام 1998 على جائزة أحسن إخراج من مهرجان صن دانس. ليتبعه بأفلام فائقة النجاح هى «قداس لحلم» مهرجان كان 2000، «النافورة»، مهرجان فينيسيا 2006، و«المصارع» الحاصل على الأسد الذهبى من مهرجان فينيسيا 2008.