"إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية ومصحف وسيف".. هكذا كانت كلمات المرشد الأول لجماعة الإخوان، الذي يوافق اليوم ذكرى اغتياله السادسة والستين. ولما كان لحسن البنا من دور رئيس في تكوين فكر تطرف جماعة الإخوان، بعد أن أسسها فى عام 1928، رصدت "بوابة الوفد" آراء متخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية، حول هذا الشأن، حيث أكدوا أن البنا زرع العنف بالجماعة. فمن جانبه، قال عباس الطرابيلى، الكاتب والمؤرخ السياسي، إن جماعة الإخوان قامت على العنف منذ بداية تأسيسها على يد حسن البنا، حيث وضعت شعارًا مكونًا من سيفين متقاطعين مكتوب عليهم "اعدوا، الجهاد سبيلنا"، إضافة إلى قسم الأعضاء لمؤسس الجماعة على المصحف والخنجر، ما يعد دليلا على أن العنف أحد وسائلهم لتحقيق الأهداف. وأكد الطرابيلي أن الجماعة الإرهابية لم تكن دعوة مدنية حيث قامت باستخدام القتل وإباحة الدماء فى كل مراحلها فقاموا بكثير من الاغتيالات بداية من أحمد ماهر وفهمي النقراشي والخازندار، منذ الأربعينيات ومواجهة الجماعات الأخرى ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي عُرف ب"حادث المنشية". وأشار الطرابيلى إلى أن الإخوان استولوا على ثورة 25 يناير، بعد نزول شبابهم فى أول الأيام إلى ميدان التحرير بشكل منفرد ثم أخذهم تعليمات من مكتب الإرشاد بالاشتراك فى الثورة بعد تأكدهم من نجاحهم لينسبوها لأنفسهم، مضيفا أن العنف السياسي هو المعتاد منهم إذ حاولوا السيطرة قديمًا على ثورة 23 يوليو. وأضاف الطرابيلي أن البنا كان يقوم بتخزين الأسلحة الخاصة لمواجهة كل من يخرج عليهم وليس لمواجهة اليهود فى فلسطين لكن للاستعداد للعمليات الإرهابية، التى تحدث الآن، مؤكدًا أن الجماعة ازدادت عنفًا لاستعادة السلطة أو لانقلاب على الحكم بعد إخفاقهم فى ثورة 30 يونيو. بينما، قال أحمد بان، باحث فى الشئون الإسلامية، إن البنا هو المؤسس لجماعة الإخوان في مصر ومؤسس الإطار الفكرى لها والمرشد الأول كما كان له نتاج أدبي منها "رسائل الإمام الشهيد حسن البنا"، التي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرُّف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة. وأكد بان أن هدف البنا الحقيقى من تأسيس الجماعة هو الصلاح والعودة للإسلام الصحيح، واتخاذه منهجًا شاملًا للحياة، إذ تقوم أفكاره على التربية والتدرج فى أحداث التغيير، وتكوين مجتمع إسلامى قوى لتكوين الخلافة الإسلامية. وأضاف الباحث بالشئون الإسلامية أن بعد تزايد أعضاء الحركة إلى مليون شخص بدأ البنا فى التدافع السياسي للوصول للحكم والسلطة مستخدمًا العنف واستباحة الدماء، لافتًا إلى أن الجماعة فى هذه الفترة تحاول الدخول فى عنف شامل لإرجاع حكم مصر من جديد بعد أن قام الشعب بسلبه منهم عند معرفتهم حقيقة نواياهم. فيما، قال محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن حسن البنا زرع فى جماعته صفات العنف والقتل، إذ قامت جماعته باغتيالات عديدو ومواجهة كل من يقف فى وجههم محاولين بشتى الطرق الوصول لبغيتهم ويحققوا هدفهم من الوصول لكرسي الحكم وإقامة خلافة إسلامية. ولفت عاشور إلى أن دعواتهم كل يوم تزداد عنفًا، وأن الإسلام بريء من أفعالهم، مؤكدا أن كل الجماعات الإرهابية المنتشرة فى الوطن العربي كالتكفير والهجرة وداعش خرجت من عباءة الإخوان المسلمين.