ما حدث على الأراضى الفرنسية فى الأيام الأخيرة.. كان أشبه ب «الزلزال» الذى ضرب عاصمة النور.. فاطفأ كل مشاعل الحرية فيها.. مجموعة من شياطين البشر.. ينتسبون ظلما وبهتانا لديننا الحنيف.. دخلوا على مجموعة من الصحفيين.. فى الصحيفة الهزلية «شارلى إبدو» فاعملوا فيهم القتل.. حتى سالت دماؤهم انهارا!! والسؤال المهم هنا هل الضحايا - التى اغتالتهم أيدى الإرهاب - أبرياء؟! - الإجابة.. ليس القتلة المجرمون مجاهدين وأصحاب قضية.. ولا الضحايا أبرياء يستحقون التعاطف.. كلا الطرفين مجرم وآثم.. كلا الطرفين استغلال مناخ حرية التعبير الموجودة فى واحة الحرية فرنسا.. أسوأ استغلال.. نحن لا نبرر القتل والاغتيال تحت أى مسمى.. ولكن نقرأ بعمق.. وننظر بعين أكثر اتساعا، لمجمل الأوضاع التى سبقت الحادث.. بل هى الدافع الاساسى لوقوعه.. فهذه الصحيفة الهزلية- شارلى ابدو - تعدت على كل الخطوط الحمراء.. وسخرت ريشة وأقلام كتابها وفنانيها للسخرية من كافة الأنبياء.. وكان لرسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام النصيب الأكبر من هذه السخرية..وهو استغلال قذر لحرية التعبير.. حتى حولوها لحرية قلة الأدب والتطاول على القدسات.. مما أثار استياء المسلمين فى كل بقاع الأرض.. غيرة على رسولنا الكريم.. بل أثارت غضب كل أصحاب الأديان فى العالم.. لأنهم لم يتركوا دينا دون أن يسخروا منه.. ولم يستثنوا رسولا.. دون أن تطاله سخريتهم.. وكان ذلك أسوأ استغلال لمناخ الحرية الذى يعيشون فيه فى فرنسا.. دون ان يدركوا ان الحرية مسئولية.. وأن أنبياء الله ليسوا مادة للسخرية والاستهزاء.. وهم بهذا السلوك الأرعن منحوا الأخوين كواشي السكينة التى يذبحونهم بها.. بعد إساءتهم لخير الخلق أجمعين.. طبعاً نحن لانبرر القتل تحت أى مسمى.. ولا نمنح القتلة صكوك البراءة!! أما عن الأخوين الإرهابيين كواشى.. وهما المصنفان كأخطر الإرهابيين على قائمة الإرهاب الأمريكية.. ومع ذلك لم يوقفهما أحد فى فرنسا.. أو يقيد حركتهما.. لم لا وهما فى أرض النور.. وواحة الديمقراطية.. فهؤلاء عاشوا وتنعموا فى مناخ الحرية الفرنسية.. فاختلط الأمر عليهم.. ولم يدركوا أن الحرية مسئولية.. ولا تعنى إطلاقا حرية الفوضى والإجرام.. وأن ينصب الانسان من نفسه وصيا على إيمان البشر.. أو كفرهم.. فهناك رب يحاسب.. وفى الأرض قانون يحكم ويمكن اللجوء اليه.. فى نزاع أو خصومة.. إنما ما فعله الأخوان كواشي من إجرام.. لايقل بشاعة عن جريمة الصحيفة الساقطة.. بل ويزيد عنها فى الاساءة لديننا الحنيف.. ولرسولنا الكريم.. والله لو كان رسولنا على قيد الحياة لطبق «الحد» على الأخوين كواشي الإرهابيين.. قبل أن يفكر فى معاقبة من أساء اليه.. بل إننى توقعت من قبل أثناء الإساءة للرسول فى الفيلم الشهير.. أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. لو كان موجودا بيننا الآن.. لأرسل ببرقية شكر لمن أساءوا اليه.. مع بوكيه ورد.. قائلاً لهم شكرا على كرمكم.. وآمل ان يكون عملكم القادم أكثر إنصافا.. هذا هو ما فعله رسولنا الكريم.. مع من اعتاد وضع القاذورات يوميا فى طريقه.. ولما غاب الرجل.. سأل عنه الرسول الكريم.. فعلم انه مريض.. فذهب اليه الرسول الكريم فى بيته للسؤال عنه وهنا نطق الرجل بالشهادة.. بعد أن رأى سماحة الرسول.. ونبل أخلاقه.. هكذا كان يتصرف رسول الله مع من يسئ اليه!! أما رد فعل رسامي الكاريكاتير الفرنسيين.. على الحادث البشع.. فلا يقل رعونة.. وإساءة للأدب عن زملائهم المغدور بهم فى الصحيفة المجرمة شارلى إبدو.. فقد أصدروا بالامس بيانا أعلنوا فيه تضامنهم مع زملائهم القتلى.. تعهدوا فيه برسم صور مسيئة لرسولنا الكريم.. طوال الايام المتبقية من العام الجديد.. وهى رسالة قذرة تحمل عنادا مجنونا.. فليس كل المسلمين.. كالأخوين كواشى الإرهابيين.. حتى نستمر فى الإساءة لرسولهم.. ووصم دينهم بالإرهاب.. وأنا أسألهم هل تستطيعوا السخرية من المحرقة اليهودية.. التى يتهم اليهود النظام النازى بارتكابها.. بالتأكيد لأ.. وألف لأ.. وإلا كان السجن مصيرهم.. وتشريدهم من أعمالهم.. فهل اصبح اسلامنا.. هو «الحيطة الواطية» لهؤلاء الأوباش!! بل إننى أجزم ان هذا الرد الفعل الأحمق.. سيغذى موجة الإرهاب فى بلادهم..وسيوسع من دائرة العنف فى أم الحريات.. وهو ما سيؤدى فى النهاية لاتخاذ إجراءات استثنائية تستهدف الأقلية المسلمة.. وقد تطال كل المقيمين على أرض فرنسا.. يعنى.. الكل خاسر.. فى هذه الحرب القذرة التى أشعلها مجموعة من أسافل البشر.. وأحطهم خلقا!!