الرد على حرية التعبير بحرية التعبير ومقابلة الكلمة مهما كانت سيئة أو فاحشة أو قاسية لا يكون إلا بالكلمة وليس بالرصاص والمولوتوف والقنابل، الحوار بالدم إجرام وهمجية لا يقره أى دين، لا يوجد مبرر لأى إرهاب فى العالم، فشلال الدم الذى يتدفق فى فرنسا هذه الأيام نعيشه كل يوم فى الحرب على الإرهاب التى فرضها علينا إخوان الشياطين، هذا الإجرام الذى نتجرعه يوميًا نرفضه فى كل مكان. أدانت مصر على المستوى الرسمى العمل الإرهابى الجبان الذى استهدف مجلة شارلى ابدو بباريس والذى تسبب فى مقتل 10 صحفيين ورسامى كاريكاتير وإصابة آخرين، كما أدانه الشعب المصرى، وأدانه المثقفون، وتدينه اليوم نقابة الصحفيين المصريين فى وقفة تشارك فيها باقى النقابات والقوى الوطنية تضامنًا مع حرية التعبير، والإعلان عن أن الجريمة التى ارتكبها الإرهابيان الأخوان شريف وسعيد ليست باسم الإسلام ولا المسلمين، وإذا كانت حرية التعبير جزءًا مهمًا فى المجتمعات الديمقراطية، فإننا نعتبر أن ما قامت به مجلة شارلى إبدو من إهانة للرسول الكريم عن طريق رسوم كاريكاتورية قلة أدب منها ومن الواجب على المسلمين الدفاع عن الإسلام وعن الرسول الكريم، ولكن ليس بهذه الطريقة الهمجية والوحشية التى لا يرضى عنها الرسول، الإسلام دين سماحة وعدل ورحمة وليس دين إرهاب، والرسول الكريم ما أرسله الله إلا رحمة للعالمين، وليس لإرهابهم وقتلهم، الذين ارتكبوا جريمة مجلة شارلى إبدو بحجة الدفاع عن الإسلام أساءوا إلى الاسلام، تداعيات هذه الجريمة الوحشية خطيرة على المسلمين الذين يعيشون فى أوروبا سيدفع ثمنها الجاليات العربية والإسلامية، وخطيرة من الناحية السياسية حيث كانت فرنسا فى مقدمة الدول الأوروبية التى صوتت لصالح فلسطين فى مجلس الأمن وتعرضت لانتقادات حادة من اللوبى اليهودى، وهذه العملية الإرهابية تجعلها تعيد حساباتها من جديد فى التعاطف مع القضايا العربية. كل أصحاب الضمير يستنكرون الإرهاب، ويرفضون نسبه إلى الدين الاسلامى، ويعلنون تضامنهم مع الشعب الفرنسى فى مواجهته، الأخوان شريف وسعيد مرتكبا أبشع جريمة فى التاريخ تقع على مؤسسة صحفية مهنتها الرأى والتعبير ولدا فى فرنسا، من أصول جزائرية ويحملان الجنسية الفرنسية، ونفذا جريمتهما بعد قيام المجلة بنشر سلسلة من الرسومات والكاريكاتور التهكمية على عصابة داعش ورئيسها الإرهابى أبوبكر البغدادى الذى يعطى تعليمات بالقتل وقطع الرقاب بالجملة، الشقيقان من تجار النساء والدعارة، ارتكبا الجريمة دفاعًا عن الإرهابى البغدادى، وتذكرا الإساءة التى وجهتها المجلة للرسول منذ 5 سنوات تضامنًا منها مع الصحيفة الدانماركية مجلة شارلى إبد ونهاجم كل الأديان وليس الدين الإسلامى فقط تحت دعوى حرية الرأى أيا كان السبب، لا يوجد مبرر لهذا الإرهاب الفاحش الذى يدل على الوحشية، هذه صورة لا تشرف الإسلام ولا المسلمين، الشقيقان «كواشى» زعما انهما يدافعان عن الإسلام، ولكنهما أساءا إليه،وحولاه من مجنى عليه إلى جان. هذه العصابة الداعشية وضعت عقلها فى قدميها، قتلت أحد أعضائها لأنه يدخن السجائر لأنها حرام وأحلت دماء المسلمين الأبرياء ومثلت بجثثهم وهى فى نظرهم حلال، الاسلام برىء من أفعالهم وأفكارهم، هم صنيعة أجهزة أجنبية، ومجرد أدوات لتنفيذ مخططات صهيونية، الإرهاب لا دين له ولا وطن، اكتوت بناره مصر، وحذرت منه، وطالبت المجتمع الدولى بمواجهته للتخلص من شروره، وهذا الموقف هو الذى جعل الرئيس الفرنسى هولاند يقول نحن فى حرب مع الإرهاب وليس مع الإسلام ليت المتهورين يفهمون.