أسفر الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مجلة شارلي إيبدو الفرنسية يوم الأربعاء الماضي في باريس عن مقتل 17 شخصا بينهم 12 صحفيا وشرطية فرنسية و4 رهائن كانوا محتجزين بمتجر يهودي وسقوط 20 جريحا. تم قتل مرتكبى الحادث الأخوين سعيد وشريف كواشى, المنتمين لتنظيم القاعدة وأمادي كوليبالى, المنتمي لداعش, بعد إعلان فرع القاعدة باليمن مسئوليته عن الحادث. أيام دامية عانت فيها فرنسا من التطرف الإرهابى, اختتمها رؤساء العالم أمس بما عرف إعلاميا باسم "مسيرة الوحدة" التى حضرها العشرات من رؤساء العالم لتأكيد وحدة فرنسا وللوقوف فى وجه الإرهاب. طرحت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن أهم عوامل فشل الأمن الفرنسي فى الوقاية من الهجمات الإرهابية ووجدت أن تقصير جهات الأمن جاء بسبب عدم كفاية الموارد وتساءلت ما سيكون مصير فرنسا بعد عودة المدنيين الفرنسيين للعمل بعد مسيرة أمس الأحد وكيف سيمكن للأمن ضمان عدم تكرار هجمات إرهابية جديدة. عرضت الصحيفة أهم العوامل التى أسهمت فى وقوع الأحداث الإرهابية فى فرنسا وهي: تخصيص الموارد بدأت الصحيفة تقريرها عن العقبات التى تواجه الأمن الفرنسى, بمسألة تخصيص الموارد الأمنية حيث وجدت أن الأمن الفرنسى كان على علم بوجود الأخوين كواشى داخل الأراضى الفرنسية ولكنه لم يراقبهما بالشكل الكافى العام الماضى. وأضافت الصحيفة أن سفر ما يقرب من 1300 مدنى فرنسى للأراضى السورية للإنضمام للجماعات الإسلامية علاوة على وجود آلاف الجهاديين ذوى الجنسية الفرنسية من المتوقع انضمامهم لسوريا والعراق, يحتم تخصيص الحكومة موارد بشرية لتتبع كل منهم. قراءة خاطئة للتهديد أكدت الصحيفة أن الهجمات على فرنسا الأسبوع الماضى اتضح أنها تهدف "لتهديد اليهود" وذكرت أيضا أنه تم زيادة التأمين على المواقع اليهودية ولكن لم تنجح قوات الأمن فى مواجهة عنصر المفاجأة لمرتكبى الحادث خاصة أنهم كانوا مسلحين. إهمال جيل الجهاديين القدامى أشارت الصحيفة إلى أن الأخوين كواشى ينتمون لتعاليم الجهاديين القدامى مثل "جمال بقال" أحد قادة القاعدة الذى تم الحكم عليه بالسجن ورغم ذلك مازال تأثيره رائجا على المسلمين الشباب من داخل السجن, لذا نصحت الصحيفة بأن تتصدى فرنسا أولا للجهاديين الموجودين داخل السجون. السجون.. مراكز التطرف اعتبرت الصحيفة أن تجمع عدد من الشباب المسلمين داخل السجون حولها إلى مراكز لنشر التطرف وأن فرض الإقامة الجبرية على المتطرفين داخل المنازل لم يمنعهم من الإتصال بأتباعهم فى الخارج. ثغرات التشريع بالرغم من أن القانون الفرنسى يسمح بالقبض على المشتبه بتورطهم فى أعمال إرهابية وإن لم يقوموا بأي منها, فإن أجهزة المخابرات الفرنسية تعلم أنها تفتقر للصلاحيات اللازمة لإستخدام الإتصالات الإليكترونية والإنترنت لهذا الشأن. التنسيق بين الأجهزة الأمنية أثنت الصحيفة على قيام قوات الدرك الفرنسى التابعة للقوات المسلحة بإقتحام مخبأ الأخوين كواشى بعد هروبهما إثر إرتكاب الحادث وفى نفس الوقت كانت قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية تغزو المتجر اليهودى الذى تم السيطرة عليه من قبل أميدى كوليبالى. التنسيق بين الجهاديين أكدت الصحيفة على ضرورة تتبع التنسيق المشترك الذى يتم بين الجهاديين للقيام بالعمليات الإرهابية خاصة بعد معرفة أن كل من الأخوين كواشى وكوليبالى كان على تنسيق بينهما للقيام بالعمليات الإرهابية فى فرنسا فى وقت متلاحق.