هل الدولة تدعم الفلاح.. أم تحارب الزراعة؟!. سبب السؤال هذه الحرب المستمرة ضد محاصيل بعينها. ومن سنوات بعيدة. فى مقدمتها زراعة الأرز. والقصب. وأخيراً القطن والموز.. هل تفعل ذلك من أجل سواد عيون البرسيم، أى نقتل زراعة ما يأكله الناس، ويلبس منه، من أجل ما يأكله الحيوان..وما يستورده الجشعون من التجار!! أعلم أن الأرز يحتاج كميات كبيرة من المياه.. حتى انه لا ينبت إلا وسط بحيرات من المياه قبل أن ينزعه الفلاح فى شتلات ثم يزرعها فى أرض تحتاج كميات كبيرة من المياه. وقد يقول قائل: إننا على عتبات عصر من الشح المائى بسبب تزايد عدد السكان وثبات حصة مصر من مياه النيل، ولكن ها هى الأزمة تزداد بعد تنفيذ إثيوبيا لسد النهضة.. ولكننى أتذكرهما أننا عندما أقمنا السد العالى، قالوا لنا إن هذا المشروع يسمح بزراعة كميات أكبر من الأرز سنوياً. ولكن الدولة أخذت تفرض غرامات مالية عالية، على كل من يتجاوز المساحة المخصصة لزراعتها بالأرز.. ثم تضطر الدولة الى تجميد تحصيل هذه الغرامات عاماً وراء عام، ثم تعفو عنها فى مواسم الانتخابات!! وإذا كانت الدولة تعانى من ارتفاع ما تستورده من قمح، حتى إننا فزنا بالمركز الأول لمستوردى القمح.. بلا خيبة وتدفع فى استيراد القمح مليارات الدولارات سنوياً.. فلماذا تحارب من يزرع الأرز.. وهو الغذاء الأول لكل سكان شمال مصر.. لماذا تدعم ذلك.. وتحارب هذا.. أقول ذلك والمصرى الذى يعيش فى الدلتا 90٪ من طعامه من هذا الأرز.. ويكاد يكون 100٪ عند سكان شمال الدلتا، وعلى طول ساحلنا الشمالى من بورسعيد شرقاً الى الإسكندرية غرباً، وحتى وسط الدلتا.. هل هو فقط بسبب الحرص على مياه الرى. أم بسبب أرباح استيراد القمح ونقله من موانئ تصديره هناك إِلى موانئ وصوله عندنا. ونقول لمن يحارب زراعة الأرز إننا وصلنا الى حد أننا لم نعد نستطيع زراعة أى محاصيل بستانية من وسط الدلتا إلى أقصى شمالها.. بسبب توغل مياه البحر المالحة تحت هذه الأرض الزراعية حتى قرب مدينة طنطا، بعد أن كانت تقف عند المنصورة.. فإذا زرعنا أشجاراً للفواكه برتقال وحتى جميز فإن جذورها تموت لأنها تصل الى المياه المالحة.. وبالتالى علينا أن نشجع زراعة الأرز هناك..لأنها البديل الأكثر قابلية للزراعة فى كل شمال ووسط الدلتا.. لأنه يتقبل المياه القلوية.. أى ذات الملوحة المعقولة.. بدليل أننا نعيد استخدام مياه الصرف الزراعى.. لرى هذا الأرز. ودليل آخر أن اليابان نجحت أيضاً فى رى أراضى زراعة الأرز بمياه المحيط الهادى الباسيفيكى.. تخيلوا. إذن دعونا نزرع الأرز دون غرامات ليأكل الناس حتى ولو قللنا بذلك أرباح مستوردى القمح!! وحتى لانقول إن وزير الزراعة يكره أكل الأرز وبالتالى يكره من يزرعه!! خصوصاً فى فصل الشتاء..وياله من شتاء بارد.. أيضاً: هل يكره وزير الزراعة أيضاً زراعة القطن.. طيب ان كان يكره القطن أريد أن أعرف ماذا يلبس معالى الوزير من ملابس داخلية الى قمصانه وبيجاماته وشراباته.. أم يا ترى يستورد كل ذلك من الخارج.. أقول ذلك، وأترحم على بانى نهضة مصر محمد على باشا الذى أدخل هذا القطن كمحصول زراعى صناعى الى بلادنا..وبعد أن كنا نستورد ملابسنا أيامها من الخارج.. أصبحت مصر مصدرة للقطن وغزله.. بل ومنسوجاته.. ولكننا الآن فى عصر عدنا فيه الى استيراد معظم ما نلبس ورحم الله صناعة الغزل والنسيج التى «كان» يعمل بها 35٪ من كل عمال مصر.. وهل ذلك أيضاً لمصلحة المستوردين.. وهكذا أصبحنا لا نأكل مما نزرع.. ولا نلبس مما نصنع فماذا نفعل.. وبالمناسبة القطن لا يستهلك كميات كبيرة من المياه مثل الأرز أو القصب أو الموز. ولكنها عقدة أن نكتفى مما ننتج. وإياكم والقول ان القطن لم يعد مريحاً.. فإن كانت أرباحه قليلة.. من ناتج الزراعة.. فإن أرباحه: من المحالج ومعاصر الزيوت ومصانع الغزل والنسيج، وتجارته تغطى انخفاض عائدات زراعته.. ويمكن أن نخصص حصة من أرباح كل هذه المداخل «الصناعية» لدعم الفلاح الذى يزرع هذا القطن. اللهم إلا إذا كان وزير الزراعة المصرى يكره أكل الأرز ولا يحب الملابس القطنية المصرية، ويفضل عليها الملابس المستوردة. هل انت ياوزير الزراعة لا تحب الأرز والقطن؟! طب بتحب إيه!!