شن عدد من خبراء الإعلام هجومًا حادًا على القنوات الداعمة للإخوان، والتي اعتبروها لا تحمل ثقل إعلاميًا، مطالبين بضرورة تغيير خطابهم الإعلامي؛ لمواجهة التحديات التى تفرضها مثل هذه القنوات على الإعلام المصرى. وللوقوف على دور الإعلام المصرى فى مواجهة القنوات الداعمة للإخوان، رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من خبراء الإعلام حول تلك القنوات، والذين أكدوا أن تطبيق الحيادية هى أهم وسيلة لمواجهتهم. فطالب الدكتور يحيى قلاش، عضو نقابة الصحفيين، الإعلام المصري بمواجهة القنوات الداعمة للإخوان، التى بدأت في الظهور بشدة على ساحة الإعلام العربى، بحيث ينفذ الإعلاميون التشريعات التى يترجمها الدستور، والتى تعكس مساحة من الحرية المسؤولة المرتبطة بأخلاقيات المهنة واتباع الحيادية، مشيرا إلى أن الإعلام المصرى بعد الثورة يتحرك بنفس وتيرة عهد مبارك. و حذّر قلاش من سيطرة رجال المال على الإعلام المصرى الذى يجعل منه إعلامًا خاصًا موجهًا لصالح فئة وليس إعلامًا ناطقًا باسم الصالح العام، موضحا أن الاحتكار الإعلامي فكرة خطيرة جدا، لابد أن يتعافى منها الإعلام المصرى لكى يستطع التصدى للحصار الإخوانى على مصر من الداخل والخارج. وأشار عضو نقابة الصحفيين إلى لجوء بعض القنوات الإعلامية إلى تغييب عقول المصريين من خلال جرّهم ناحية "الجن والعفاريت"، فى الوقت الذى تواجه فيه مصر حربا شرسة من أعداء الوطن، مؤكدًا ضرورة تغيير الخطاب الإعلامى ليكون على قدر المواجهة مع الوسائل الإعلامية العدوة. و انتقد قلاش محاولات البعض لتسييس الموقف الشخصى لأحد الإعلاميين والذى وصف فيه ما يجرى بمصر بانقلاب عسكرى، منوهًا أنه سبق وأن قامت إحدى الإعلاميات بتوجيه إهانة للشعب المغربى، ولم تأخذ المغرب موقفا مضادا لمصر تجاه مصر،مشددًا على ضرورة الفصل بين المواقف السياسية للدولة والمواقف التى يقوم بها بعض الأشخاص. فيما قلل الدكتور فاروق أبو زيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، من قيمة هذه القنوات معتبرا أنها بلا ثقل على الساحة الإعلامية العربية خاصة مع الفضاء الواسع وكثرة القنوات به، رافضًا التضخيم الذى تقوم به بعض الوسائل لأهمية مثل هذه القنوات الداعمة للإخوان. و اعتبر أبو زيد أن الجهد الإعلامى لهذه القنوات ضعيف جدا، خاصة لأنها تبث مواد لا قيمة لها، ويظهر بها التحيز الشديد ضد مصر، موضحًا أن ما قامت به من نشر تسريبات لا أساس له من الصحة، الأمر الذي أفقدها مصداقيتها أمام الشعب المصرى، وأن المصريين أصبحوا مقلين فى متابعة برامج التوك شو والبرامج الحوارية والسياسية واتجهوا للبرامج الاجتماعية والترفيهية. و رأى أبو زيد أن ما صدر من أحد الاعلاميين المغاربة باعتبار أن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى وليس ثورة شعبية، يعد رأي برنامج ولا يمثل رأي الإعلام المغربى أجمع. و اتفق معه، الدكتور هشام عطية، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فى أن القنوات الداعمة للإخوان ليس لها مشاهدات عالية، وإنما تزيد مشاهداتها لوقائع محددة يرغب الشعب فى متابعتها كواقعة التسريبات، مرجعًا كثرة المشاهدات لهذه الوقائع إلى سعة انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعى. وطالب عطية الإعلام المصرى بتقديم الحقائق على أرض الواقع، وإشراك المواطن فى الحديث عن الإنجازات والأهداف التى حققتها البلاد، مؤكدًا أن ذلك يعكس صورة يصعب تزييفها خاصة وأن المواطن يظهر فى البرامج ويشارك فى حلول لقضايا وطنه. و فيما يخص تغيير الخطاب الإعلامى المغربى تجاه النظام بمصر، شدد عطية على ضرورة متابعة الإعلام المغربى خلال الفترة القادمة ومراقبة توجهه، مؤكدا أنه من الصعب الحكم على توجه خطاب إعلامى من حادثتين فقط.