تميزت مصر عبر حقب تاريخها البعيد.. بوجود علماء فى كافة المجالات.. مما جعل أسماءهم علماً مشهوداً له فى جميع دول العالم.. وقد كان لى حظ دعوة الأستاذ الدكتور العالم «وسيم السيسى» الذى إلى جانب نشاطه وإسهامه الطبى فى مجال تخصصه أستاذ جراحة المسالك البولية.. اهتم بقضايا وطنه.. ولقد جمع د. «السيسى» العلم.. إلا هو علم كان ومازال يشكل صرعة فى العالم كله وهو علم المصريات (Egyptology).. الذى أصبح علماً يدرسه العالم كله.. ونظراً لأهمية الموضوع فكانت دعوة د. السيسى للقاء مع الدارسين فى معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد.. وهم صفوة من شباب هذا الوطن، وفى كلمات صادقة محددة.. بعد تفكير عميق توصل د. السيسى إلى أن مصر لن يعود لها وجهها الحضارى.. وتصبح رائدة من رواد العلوم والفنون إلا بالمعرفة والتمسك بتاريخها القديم الذى يبين أن ما من تجربة من تجارب الحكم إلا سلكتها، وما من نظام اجتماعى أو مذهب سياسى إلا ومارسته وجربته.. وما من عيد فى أى مكان إلا وكانت صاحبة بصمة على بعض طقوسه وتفاصيله.. وعلى أرض مصر نبتت حروف كلمة «الحضارة»!! ومن تفردها استمدت الثقافة وجودها وحيويتها.. ومن شعبها خرجت معجزات حار فى تفسيرها العلم والتاريخ. وحتى نتمسك بتاريخ مصر الحضارى المجيد.. نتذكر مقولة الشاعر اليونانى «سيمونيدس» الذى قال عنا «هزمناهم ليس حين غزوناهم.. بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم!!» ونحن للأسف نسينا تاريخنا وحضارتنا!! فالتاريخ كما يصفه العالم «السيسى» هو وعاء التجارب الإنسانية.. والتاريخ ليس أريكة للاسترخاء على الماضى.. بل منصة إطلاق للمستقبل!! ولتعلم أن الإنسان هو الكائن الحى الوحيد الذى له تاريخ وأن التاريخ يعيد نفسه.. لأننا لا نتعلم منه!! لذا قامت نهضة أوروبا على إحياء التاريخين اليونانى والرومانى.. وهما يقومان على التاريخ المصرى. ولقد قال شامبليون بداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة؟! وعلينا أن نعرف تاريخنا جيداً ونعرف الناس بتاريخ مصر القديمة.. حتى يعرفوا لماذا كانت أول حضارة، وصاحبة أعظم إنجازات عرفها التاريخ فنأخذ منها لحاضرنا ومستقبلنا. وعلى سبيل المثال.. هل راجعنا تاريخنا القديم واستفدنا منه حتى نعلم أن مصر الفرعونية.. اهتمت بالتعليم.. وقالت: العلم هو غاية الإيمان بالله.. والجهل هو غاية الكفر به، وكذلك العالم «وارن داوسن» قال: العلوم جميعاً خاصة الطب فى مصر منذ 50 قرناً من الزمان. والأكثر من ذلك.. كانت تصادر أملاك كل أسرة.. لا تمحو أميتها فى بحر ثلاث سنوات من صدور القانون!! ولقد عرض د. «السيسى» فى كتابه بعنوان «هذه هى مصر» أن مصر الآن تحت الظروف التى تمر بنا.. فى حاجة إلى ما صنعته مصر فى سالف الزمان.. ومنه التعليم الذى يأتى بمفكرين ومبدعين.. وليس ببغاوات عقولها فى أذنها.. وإصلاح جذرى فى الخطاب الدينى وأيضاً مصر تقدمت فى عهد الفراعنة لأنها وضعت المرأة فى مرتبة عالية، ولنتذكر كلمات المفكر فرانسيس بيكون.. الذى أكد أن تقدم أى أمة يعتمد على أن يكون لها تاريخ.. وفصل المؤسسات الدينية عن السياسية.. وثورة صناعية. ونحن فى مصر.. لا ينقصنا إلا ثورة صناعية.. حتى نتقدم ونحقق أهداف الثورتين المجيدتين اللتين قمنا بهما!! الكلمة الأخيرة متى تعود مصر إلينا؟ تساؤل طرحه الدكتور السيسى فى خاتمة كتابه، فمصر لن تعود إلا إذا عرفنا التاريخ على حقيقته.. وعدنا إلى حضارتنا المصرية التى أضاءت العالم كله، ولأنه للأسف مؤخراً.. جاء بعض المحسوبين على الوطن.. وهم أعداء له.. يريدون هدم حضارتنا.. ويسيرون فى أذيال المتآمرين على مصر.. ومن يخططون لهدم حضارتها!! عظيمة يا مصر