بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترامب: جميع دول العالم ترغب في الانضمام إلى مجلس السلام حول غزة    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    أقرب إلى الخلع، وزير الآثار الأسبق يكشف مفاجآت عن وثيقة الجواز والطلاق في عصر الفراعنة    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    قوات الاحتلال تطرد عائلة الشهيد صبارنة من منزلها وتغلقه    وزير الدفاع الروسي: قوات الصواريخ والمدفعية تلعب الدور الحاسم في تدمير العدو    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    إنهاء تعاقد مُعلم في نجع حمادي بتهمة التعدي على تلميذ    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    أحمد موسى: الرئيس دائمًا يؤكد قيمة الوحدة الوطنية.. ودعم البوتاجاز مثال على اهتمام الدولة    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    وزارة الاتصالات تنفذ برامج تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني على مستوى 14 محافظة    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    الفنانون يدعمون تامر حسنى فى أزمته الصحية.. هنا الزاهد ودياب: تقوم بالسلامة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    «مصر العليا للكهرباء»: 4.3 مليار جنيه مشروعات للغير وفائض تشغيل كبير    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر المسيحي الدكتور وسيم السيسي في حوار جديد:
79٪ من جينات المصريين مسلمين ومسيحيين واحدة منذ آلاف السنين
نشر في الأخبار يوم 05 - 08 - 2012

د. وسىم السىسى اثناء حواره مع »الأخبار« في ندوة عامة التقيت به علي غير موعد، ورغم معرفتي به كمفكر ومثقف كبير.. إلا أنني استمعت إليه يحدثنا عن قضية خطيرة ومهمة، وتشغل بالنا جميعا. إلا وهي مشكلة أو قضية الفتنة الطائفية والتي بدأت تطل برأسها من جديد في هذه الايام. قال المفكر الكبير الدكتور وسيم السيسي ردا علي سؤال يتعلق بهذا الموضوع.. ان المصريين وفق أشهر التحاليل الطبية العالمية اتضح أنهم جميعا يحملون دماء واحدة وأنسجة واحدة ولا فرق في ذلك بين المسلم والمسيحي. هذه النتيجة التي أبهرت العالم ومازالت. هذه الكلمات المهمة ظلت عالقة بذهني فترة طويلة حتي التقيت به منذ ساعات لاجراء حوار شامل معه: لاعتباره مفكرا مصريا مسيحيا يتميز بالاستنارة والافق الواسع الذي دفعه دفعا لحب مصر وكل المصريين. وقد احتل هذا الموضوع جانبا كبيرا من مجريات هذا الحوار فتعالوا الي التفاصيل.
الاستاذ الدكتور وسيم السيسي.. في إحدي الندوات التي حضرتها لك أشرت الي ان المسلم والمسيحي في مصر لهما طبيعة وكيان خاص.. وهو كلام علمي بحت نريد المزيد من التفاصيل فماذا تقول؟!
ما أريد أن أقوله هنا أننا شعب واحد.. من الناحية الجغرافية، ونشرب من إناء واحد الا وهو نهر النيل، ومائدة واحدة نتناول منها طعامنا وهي الوادي، ونحن كذلك شعب واحد من الناحية السياسية، ويتجلي ذلك في حكومة لم ينفرط عقدها منذ 6 آلاف سنة، وكذلك نحن شعب واحد من الناحية البيولوجية وأول من أشار الي ذلك هو فلندر اسبتري حين قال أن المشكلة في مصر ليس في غزوها.. وإنما المشكلة هي في الوصول إليها.. لماذا؟! لأنك نادرا ما تجد شعبا متماثلا في شكله الظاهري، بل في طباعه وأخلاقه ومزاياه، مثل الشعب المصري. وقد ظل هذا القول قائما ومشهورا حتي جاءت السيدة مارجريت كندل وهي عالمة جينيات.
ومتي حدث ذلك؟!
هذا البحث استمر 5 سنوات، حيث بدأ من عام 4991 حتي عام 9991. علي فكرة هي دراسة قريبة لانه لم يمر عليها ربما عشر سنوات فقط.
وماذا عن تفاصيل ما قامت به هذا العالمة المتخصصة في الجينات؟!
هذه العالمة أجرت دراسة عن ثلاثة شعوب، الألماني باعتبار ان هتلر كان يعلن دائما بأنهم من أنقي الشعوب لأنهم ينتمون الي الجنس الآري، فوجدت ان الجينات مختلفة وأن شعبها مبتاين تماما. ثم البحث الثاني وكان عن اليهود.. وقد فوجئت بأن يهود الاتحاد السوفيتي يحملون نفس فصائل الدم وجينيات شعب الاتحاد السوفيتي. ويهود انجلترا مثل بقية الشعب الانجليزي ويهود أمريكا مثل الامريكان. فاذا مسألة نقاء العرق اليهودي غير صحيحة، وهذا ما كان قد قاله العقاد منذ فترة طويلة، عندما ذكر أن العرق اليهودي النقي الوحيد متمثل في 003 شخص ينتمون الي قبيلة السامرية، وهم من الذين لم يختلطوا بالشعوب الأخري.
وماذا عن مصر والبحث الثالث ونتائجه؟!
لقد أعلنت أن الصدمة التي تلقتها من خلال بحثها الثالث ترتبط بالشعب المصري. إذ أخذت عينات متعددة من أسوان الي الاسكندرية ومن الصحراء الغربية الي الشرقية ومن المدن الكبري والقري والكفور والنجوع حتي عيادات الاطباء ايضا اخذت من المترددين عليها عينات ومن المسلمين ومن المسيحيين. فكانت الصدمة الحضارية أن المسلمين والمسيحيين جيناتهم واحدة في 79٪ من الجينات التي أخذتها.
وماذا يعني ذلك؟!
إنه يؤكد ما ذكره »إستامب« من عشرات السنين حين قال انه بالرغم من الغزوات الكثيرة التي مرت علي مصر عبر العصور، إلا انه كان تغيرا في الحكام ولم يكن تغيرا في جنسية مصر لأن البحر المصري الكبير كان يذيب أية جينات وافدة عليه.. إذن ما ذكره استامب وفلندر اسبتري بالنسبة للشعب المصري ومن دور هذا التأكيد العلمي السابع الاشارةاليه.. وهو أننا شعب واحد وتاريخيا وجغرافيا وسياسيا وبيلوجيا. وهذه هي عظمة مصر وسر قوتها.
هذا التوضيح المهم يجعلنا أسألك.. كم من المصريين الذين يعرفون هذه الحقيقة!!
طبعا لابد لنا وأن نحذف ال06٪ الذين لا يقرأون أو حتي اذا ما كانوا يقرأون فهم ينتمون الي الأمية الوظيفية. بمعني انهم من الذين لا يوظفون معرفتهم بالقراءة والكتابة، وبخلاف ذلك فإنني أعتقد أن 1٪ فقط من المصريين من الذين يعرفون فعلا هذه الحقيقة ويدخل في اطار ذلك النخبة المصرية التي كان من الممكن ان تنشرها علي اتساع من خلال وسائل الاعلام.. ولكن للأسف فإنني أري أن هذه النخبة غير مهتمة بما يهدد هذا الوطن. لأن أخطر ما يهدده هو التفسخ والتمزق الذي يودي الي أن نتحول الي شيع وطوائف. وهذه هي أمينة الصهيونية العالمية وأدواتها الممثلة في أمريكا واسرائيل.. بدليل أنه ومنذ عشر سنوات نجد نجد ان فولبرايت وهو عضو الكونجرس المسيحي، قد أعلن وقال ان اليهود في الولايات المتحدة يسيطرون علي كل ما يسيطر علي العقل والمعدة والغرائز ولم يعد باقيا لدينا الا ان نغير اسم نيويورك الي جويورن. وبناء علي هذه المقولة تم اقالته ربما بعد 3 أو 4 أشهر فقط، لانه قال كلمة حق. وأيضا بالنسبة لاسرائيل.. فمنذ عشرين عاما مضت أعلن أودي فون ترديدا لما كان قد أعلنه من قبل جوريون ان قوة اسرائيل ليست في سلاحها النووي ولا في قنابلها الذرية وانما قوتها تنبع من تفتيت 3 دول حولها هي مصر وسوريا والعراق علي أسس دينية وطائفية.. وأضاف: ان نجاح اسرائيل لتحقيق ذلك لا يتوقف علي ذكائنا بقدر ما يعتمد علي غباء الطرف الآخر. وهو يقصد بذلك نحن.. وأننا نري أنهم قد نجحوا في ذلك بالنسبة للعراق ثم الآن سوريا.. وكذلك محاولاتهم مع مصر. وبالتالي أرجو الا يصل بنا الغباء إلي أن نتفتت ونحقق اغراضهم.
وفي هذا السياق يادكتور وسيم اطلب منك ان توجه رسالة الي وزير التربية والتعليم الجديد من أجل النشيء الجديد.. فماذا تقول له فيها؟!
لدي بالفعل رسالة الي الوزير الجديد وأقوله فيها: عليك ان تقرأ ما كتبه فرانسيس بيكون الذي أجاب حين سئل كيف تتقدم أوروبا قال ضرورة ان يتوافر ثلاثة أشياء اولها ان يكون لها تاريخ. وحين أخبروه بأن أوروبا ليس لها تاريخ قال عليكم بالتاريخ اليوناني الروماني المبني علي التاريخ المصري. وأنت تعرف افلاطون تعلم الفلسفة في مصر لمدة 31 عاما وفيتا غورس تعلم الرياضيات في مصر لمدة 22 عاما وسولون تعلم القانون كذلك في مصر واسماه قانون سولون وهكذا إذن عليه الاهتمام بالتاريخ وفي هذا السياق لا يجب ان نزعج أولادنا بالتاريخ.. حيث من المفترض ان نعلمهم الحضارة، علي سبيل المثال عندما أقول له ان ارتفاع الهرم طوله 4.641 متر لا يجب الا اتوقف عند ذلك فقط، بل لابد ان أقول له اذا ما ضربت هذا الارتفاع في مائة مليون فان الناتج هو المسافة بين الارض والشمس. وهناك عدة مؤلفات عن رياضيات الهرم الأكبر.. أن ذلك سوف يولد لدي الطفل حالة من التشويق تدفعه فيما بعد الي المزيد من البحث. كذلك علينا في هذا السياق ان ندرس للتلميذ اكتشافات مصر العظيمة وانجازاتها وعلي سبيل المثال عندما اقوله مصر اكتشفت الأنتي مون لعلاج البلهارسيا والذي اكتشف من 03 سنة ماضية ومصر عرفت علاج الامراض النفسية والصداع النصفي بالصدمات الكهربائية.
وكيف عرفه المصريون القدماء منذ آلاف سنين؟!
لقد عرفه أجدادنا عندما لاحظوا أن سمكة الأيل الكبيرة يمكن ان تقتل عجلا أو رجلا مفتول العضلات. عندئذ استخدموا الصغيرة من الايل من أجل ان تعطي شحنة صغيرة يتم وضعها علي رأس المريض فيساهم ذلك في علاجه. عندئذ عندما أذكر كل هذه الانجازات العلمية فإنني هنا أشوق الطفل.
وهل اختفاء هذا الحظ أو هذه الوسائل المهمة في شأن تعليم الاطفال كان مقصودا من قبل حتي يكره الاطفال التعليم؟!
طبعا.. كل ذلك هو الهدف.. بدليل ان الشاعر الاغريقي سيموينتوس قال جملة من أخطر ما يمكن وذلك عندما هزمت اليونان أسبرطه لقد قال: إننا هزمناهم ولكن ليس حين غزوناهم، بل عندما تمكنا من ان ننسيهم تاريخهم وحضارتهم. وبالتالي فان ما يحدث في التعليم في مصر انما هو مقصودا بالفعل ودعني أقولك ايضا في هذه الايام أن الهزيمة العسكرية لا تعني نهاية الأمم، بل الزهايمر الذي يصيب الشعوب وينسيها تاريخها وحضارتها. لأن التاريخ وفق التعريف الذي نحفظه جميعا هو أن وعاء التجارب الانسانية وتعريف الذكاء وهو الاستفادة من التجارب الماضية.
وماذا تعني بقولك أننا نعيش حالة زهيمر؟!
من أخطر مظاهر هذا الزهايمر الذي نعيشه الآن أننا لا نعرف أي شيء عن تاريخنا الحقيقي، ودعني أقولك في هذا السياق عما نسمعه الآن من فتح المعابر بين مصر وغزة لعبور الفلسطينيين الي سيناء.. وأنا اعتبر ان كثرة الخطوة سوف تكون حجة اسرائيلية من اجل أن تأتي وتحتل سيناء مرة أخري. وعندما نعود لما سجله حاييم وايزمان رئيس الصهيونية عام 6191في مذكراته قال انه ندم عندما رفض صحراء سيناء كمقر لدولة بني اسرائيل، بعدما وافق علي ان تكون فلسطين هي ذلك المكان. لقد قال بالحرف الواحد: ما أشد ندمي أني تركت سيناء ولكن عزائي أنني سآخذ فلسطين الذي بها البحر الميت الذي سوف يهب لاسرائيل الحياة.. ولما سألوه المزيد قال ان محتويات البحر الميت من البوتاسيوم والمخصبات الزراعية تصدر للعالم كله وتكفي اسرائيل العمر كله. كذلك وقبل ان ننتقل للاجابة علي سؤال جديد اريد أن اضيف الي ما اطلبه من وزير التربية والتعليم الجديد أنني أريد منه أن يتم تدريس كتاب نجيب محفوظ كفاح طيبة لتلاميذ المدارس لاننا عندما ندرس التاريخ بشكل جيد سوف نعلم ان الهكسوس الذين كتب عنهم نجيب محفوظ في هذه الرواية سوف يعودون مرة أخري باستخدام ما أسموه بالغزو السلمي. إذن التاريخ يعيد نفسه لأننا لا نتعلم منه.
وكيف لنا أن نفيق من حالة الزهايمر التي وصفتها منذ لحظات؟!
هناك عدة وسائل.. أهمها بالمعرفة عن طريق وسائل الاعلام، والتي أشار اليها يوسف ادريس حين قال اعطوني الاشراف علي التليفزيون لمدة عامين وسوف يكون هناك شعب جديد. وايضا تشرشل عندما قال: اعطوني جريدة واحد ة ناجحة استطيع ان اصنع من أول صعلوك في الطريق بطلا قوميا. عندئذ اذا كنا نستطيع ان نجعل من الصعاليك ابطالا فمن باب أولي ضرورة ان نسلط علي أبطالنا الحقيقيين الاضواء لكي نجعل منهم قدوة للآخرين وثانيا ضرورة فرض العقلية الجدلية التي اختفت من حياتنا تماما.
وكيف يمكن لنا ان نخلق هذه العقلية الجدلية للانسان في مصر؟!
علينا ان نأخذ تجربة بوش الأب وليس ابنه المجنون، عندما صرخ ان امريكا في خطر، أمريكا التي وضعت علمها فوق القمر اصبحت في خطر.. وماذا عنا نحن؟! وأين مصر يا إخوانا؟!. وعندما سألوه عن السبب أجاب بأننا لا ندرس العلوم التي تخلق العقلية الجدلية بما يكفي. خذ عندك ان أفقر ولاية في أمريكا وهي فلوريدا بها قناتان علميتان.. إذن علينا ان نبادر بتدريس العلوم.
واذا ما تم استضافتك في إحدي البرامج وقلت للمشاهد ما تقوله الآن لنا؟! كيف سيستقبل هذا المشاهد هذه الاراء في تصورك؟!
سوف يتم استقبال هذا الكلام استقبالا رائعا رغم ندرة اللقاءات. صحيح ممكن ان يصاب بدهشة ولكنه في الوقت نفسه سوف يشعر بسعادة وهنا أقولك عندما سألوا الفليسوف الالماني ما هو الجمال: قال انه الصدق، وبالتالي فعندما تتحدث بصدق وتتحدث بشجاعة وبدون خوف سوف يخرج كلامك موزونا ومقبولا وخصوصا اذا ما كنت تتحدث في العلوم حيث لا خلاف فيها. بل دعني أقولك اكثر من ذلك ان كلمة دين هي كلمة مصرية قديمة وهي من مقطعين الاولي دي يعني ضمه والنون هي شعيرة دينية قديمة. ولدي صورة تاريخية مهمة توضح كيف كان اجدادنا يسجدون لله صفوفا صفوفا وأمامهم رجل وهو ما نسميه الآن بالامام كما كانوا يسجدون لله حتي الاذقان، وهم الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم.
وأين دورك في تبليغ هذا كله من خلال وسائل الاعلام ولكل المصريين؟!
عليك ان تقلب سؤالك وتقول وأين وسائل الاعلام مما أقوله. إذن اللوم أساسا لابد ان يوجه الي وسائل الاعلام، لأنني ابدا لا أتاخر عن الحديث في وسائل الاعلام.
وكم من المفكرين المصريين الذين يستطيعون اخراجنا من حالة الزهايمر التي وصفتها من قبل؟!
عدد كبير موجود منهم ولكن للأسف مفككوون ومشردون وليس هناك هدف واحد يجمعهم، اضافة الي ما كان سائدا بخصوص القهر السياسي من ناحية والشق المادي من ناحية أخري. ثم فقدان الأمل في مستقبل أفضل، وما أراه اليوم هو الاهتمام فقط بمسائل سياسية، وبالتالي لم يصبح لدينا وعي بضرورة ان يكون تفكيرنا علمي ودعني احكي لك واقعة في هذا السياق اذ تصادف ان سألني الدكتور محمد عناني استاذ الادب الانجليزي وهل من المعقول ان عدد المتطرفين في كلية الاداب 8٪ والكلام من حوالي عشرة أو خمسة عشر سنة مضت في حين يوجد في كلية الطب لديكم المتطرفون يبلغون 07٪ او 08٪ قلت له: هذا ليس عجيبا ولا استغربه لان لدينا العقلية الاحادية وليس لدينا العقلية الجدلية. بعكس ما هو موجود في كليات الطب في الخارج التي تدرس الي جانب الطب والادب والموسيقي من اجل ان يخلق في الطالب هذه العقلية.. وبالتالي فليس لدينا هذه العقلية ومن ثم اصبح لدينا طلاب احادي التفكير.
وهل غياب هذه العقلية بالفعل تسبب في انتشار التطرف؟!
سوف أعطي مثلا يوضح هذه العلاقة: عندما يأتي احد لطالب الطب ويقول له ان عمر بن الخطاب سأل علي بن ابي طالب عن حد الخمر.. فقال له لا أفتيك فيما لم يفتني فيه الله.. فقال: أفتني، فطلب ان يمهله 3 أيام حتي يجيبه وبعد 3 أيام قال له: م نشرب هذا فقد عقله ومن ثم شتم وحد قذف أو شتم أربعون جلدة. وهنا نجد أن طالب الطب يحفظ هذا القول وهذه الفتوي.. ولكن الطالب الذي يدرس في كلية الاداب سوف يناقش وينتقد، إذن هنا يجد التطرف تربة خصبة خاصة في هذه الاماكن التي يغيب فيها العقل الجدلي وعلينا في هذا السياق ضرورة الاهتمام بالابداع الذي يعني الاستجابة المغايرة للاحداث.
أشتم من كلامك أننا ذاهبون الي طريق مجهول المعالم.. فما صحة هذه الملاحظة؟!
الي حد ما، هذا صحيح، ولكن هناك ما نطلق عليه المخزون الحضاري الموجود في مصر والذي سرعان ما يظهر في وقت الشدائد لقد ظهر هذا المخزون مثلا في عام 3791 حيث كانت مصر كلها علي قلب رجل واحد، وظهر في الثمانية عشرة يوما اثناء ثورة 52 يناير. هذه الثورة التي ابهرت العالم كله.
ألا تتصور ان هذا المخزون الحضاري يمكن ان ينفد؟!
لا.. لا ينفد ابدا، لانها موجودة في جينات المصري.
وهل تتولي ذلك من باب العلم والمجاملة.. أم تثق في ذلك؟
طبعا اثق ثقة كاملة فيما اقوله لك. وهذا المخزون من صفاته الطيبة انه يتجدد ايضا. وبالتالي فإنني لا اخاف علي مصر ابدا. وكل محاولات هؤلاء الاغبياء لن تنفع معنا، وان كانت قد نفعت مثلا في العراق او في سوريا، اما في مصر فالامر مختلف تماما. ذلك لان مصر ستظل قوية وأنا اذكر هنا ما قالته لي د. جروس وكانت قد عزمتنا علي عشاء اثناء ما كنت في امريكا. عندما قالت لي: رغم الامية والفقر في مصر الا أن الحضارة تحت جلود المصريين، فقلت لها ماذا تعنين بكلمة حضارة هذه. قالت: إنها كلمة تعني الادب ورقة التعامل مع الانسان الاخر. وهذه صفات موجودة بالفعل في مصر. ذلك لاننا قد ورثناها من سبعة آلاف سنة مضت. وعايز اقولك ان هذه هي الحضارة المكتوبة، وانما كان هناك سعي حضاري سبق ذلك ربما بخمسة عشرة ألف سنة.
دعنا نقترب من احداث الأمس القريب ونسألك عن التشكيل الوزير الاخير؟!
من أجل ان يكون الرأي هنا رأيا علميا لابد لنا وان نعطي رأيا في شيء معلوم وليس مجهولا. وبالتالي فإننا الي الآن لا نعرف ماذا سيكون عليه اداء الوزراء الجدد ثم ان التوقعات شيء والقائم شيء آخر. يعني في بداية مجيء انور السادات كنا نتعجب، وهذا هو الشيء الغريب ان أتي بما لم نكن نتوقعه، وهذا علي سبيل المثال وبالتالي فانه من المحتمل ايضا ان هذه المجموعة الوزارية ربما تأتي بما لا نتوقعه.
وماذا عن توقعاتك عن اداء هذه الحكومة ليس كمفكر بل كمواطن مصري؟!
إنني وآخرين متخوفون طبعا ولعدة أسباب.. أولها انتخاب برلمان كان اداؤه دون المستوي والناس في التاريخ لم تعد تذكر لهذا البرلمان الا لأحد الاعضاء الذي تقاضي مائة ألف جنيه والذي قام يؤذن وهكذا مع انه كانت هناك قضايا شعبية كبيرة جدا وكذلك الناس متخوفة من الاداء الاخير للرئيس مرسي حيث اصدر عفوا عن اناس من القتلة المتهمين حتي بارتكاب جرائم ضد الرئيس السادات وترك غيرهم من الذين قبض عليهم اثناء ثورة 52 يناير او في مجلس الوزراء ومن حكوموا محاكم عسكرية. خاصة ان هؤلاء هم سجناء . اذن الناس متخوفة من كل ذلك. ولعله يتعلم من النقد، باعتبارها اروع كلمة يمكن ان تكون في قاموس أية لغة. وهذا ما اكده فلوتيرحين قال: اذ طرق الرقي باب امة سأل اولا: هل لديهم نقد.. فاذا ما أجابوه بنعم دخل والتقي برموز هذه الامة واذا ما اجابوه بلا، هرب ولا يدخل هذا المجتمع. ولكن علي شرط ان يكون هذا النقد علميا وايجابيا. وبالتالي فالنقد له 3 أركان هي ذكر الايجابيات ثم السلبيات ثم طرق العلاج.
ما رأيك في الحراك السياسي الذي نعيشه الآن.. وهل سوف يستمر طويلا أم سرعان ما يضيع توهجه؟!
أنا اعتقد ان اكبر توهج سياسي نعيشه عبر الثمانين عاما الماضية، وفي داخل هذا التوهج اقول لك! جماعة الاخوان قد وصلوا الي ما يريدونه ولكنهم نسوا تلك المقولة التي مفادها انه اذا ما اراد الله لقوم عقابهم احقق لهم احلامهم. فما لم تكن سياستهم قائمة علي عدالة اجتماعية ولا تمييز بين فرد وفرد آخر مهما تعددت الاسباب ستكون هذه هي نهايتهم والي الابد.
وما رأيك في الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء؟!
أنا لا أفهم لماذا ينكر انه من الاخوان فرغم انه اذا ما نجح في مهمته فسوف نكون من أسعد الناس. وقد كتبت مقالا منذ شهرين أشرت فيه الي أنني أهنأ الدكتور مرسي من اعماق قلبي واتمني بعد 4 سنوات اجد الاقباط في مصر يهتفون له ويطالبون بتجديد رئاسته 4 سنوات أخري.
وكيف يمكن لمسيحيي مصر وأقباطها ان يطمئنوا للوضع الجديد؟!
عبارة واحدة من كلمتين.. عن طريق سيادة القانون بين فرد وآخر لان ضياع سيادة القانون يبشر بضياع الامم.
وهل أنت مطمئن لاوضاع المسيحيين في مصر الآن؟!
أنا مطمئن جدا.. ذلك لانه قد مر علي مصر وعلي المسيحيين فيها ظروف من اسوأ ما يمكن ولا أريد هنا ان أقلب المواجع.
وأخيرا نسألك عن كلمات رسالة يمكن ان توجهها لرئيس مصر ولرئيس وزرائها؟!
مصر أولا وقبل الجميع.. لاننا كمصريين قد اخترناك وبالتالي لنا الاولوية ولدينا مثل شعبي عظيم تقول كلماته: اللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع وما أريد ان أقوله لهما معا: السعي نحو تحقيق سيادة القانون والعدالة الاجتماعية بلا تفرقة وتدريس تاريخ مصر القديمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.