الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أن الانتخابات البرلمانية ستجرى فى موعدها لاستكمال خريطة المستقبل.. ولكن بعض القوى السياسية تحاول أن تثير الغبار وتشكك فى إجراء الانتخابات فى موعدها.. وبغض النظر حول ما يثار.. فإن الانتخابات الجديدة لتشكيل مجلس النواب.. ستجرى فى أجواء مختلفة عن أى انتخابات سابقة.. لأن الرئيس السيسى أعلن أنه لا ينتمى لطرف سياسى معين.. ولا ينحاز لأى حزب.. لأنه مع كل المصريين.. وهذا يعنى إجراء الانتخابات فى شفافية وحياد ومناخ ديمقراطى. كما أن الانتخابات هذه المرة ووفقاً للدستور والقانون ستجرى بنظامى الفردى والقائمة.. رغم أن حوالى 74٪ من المقاعد البالغ عددها 567 مقعداً ستذهب للفردى و120 مقعداً ستكون من نصيب القوائم العجيبة والغريبة التى تحتاج لخبراء محترفين فى فنون المحاصصة والتوزيع.. على المرأة والشباب والعمال والفلاحين والمسيحيين وذوى الاحتياجات الخاصة لضمان تمثيلهم تحت قبة البرلمان.. هذا بالإضافة إلى 27 نائباً يعينهم رئيس الجمهورية. والانتخابات هذه المرة ستجرى خالية من نسبة ال 50٪ التى كانت تخصص للعمال والفلاحين، التى كانت تتعارض مع مبدأ المواطنة تماماً.. لأن المواطنة لا تقبل التفرقة أو التمييز بين الناس بسبب الجنس أو الدين أو اللغة وغيرها، ولكن للأسف فرضت هذه النسبة على الشعب ما يقرب من 60 عاماً ودفعت فئات لا تنتمى للعمال والفلاحين للاستيلاء على عدد غير قليل من تلك المقاعد بالتحايل أو التزوير.. وأيضاً تسببت هذه النسبة فى استبعاد كوادر سياسية محترمة لتحل محلها عناصر أمية فرضت على الناس بحكم دستور أعرج وقانون معيب ينتهك حق المواطنة الذى يساوى بين الناس فى الحقوق والواجبات. ورغم أننى من المتحمسين لحق المرأة وتمثيلها تحت قبة البرلمان وأيضاً المسيحيين والعمال والفلاحين والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة ليعبروا عن قواهم وفصائلهم فى مجلس النواب، إلا أن تخصيص نسبة من المقاعد لهم يتعارض أيضاً مع مبدأ المواطنة الذى يقره الدستور.. ويتعارض مع حق المواطن وحريته فى اختيار الشخص الذى يريده تحت القبة ليعبر عنه فى مختلف القضايا والمشاكل. رغم اقتناعى بضرورة تمثيل المرأة، إلا أنه يجب أن تدخل البرلمان بجهدها وتواصلها وحصولها على أصوات الجماهير.. وهذا يجب أن يسرى على كل الفئات بلا تفرقة.. فكيف ننادى بالمساواة والعدالة والحرية، بينما تصادر حقى الكامل فى الاختيار.. وتفرض على جزءاً من هذ الحق؟ المفترض فى الشباب أنه أكثر قدرة على الحركة والتواصل مع الجماهير.. إذا كان لديه رغبة حقيقية للخدمة العامة وتمثيل أبناء دائرته فى البرلمان.. فكيف يأتى لمجلس النواب عن طريق حصة أو كوتة؟ حرية الاختيار المشروطة.. منقوصة! أعتقد.. وببساطة شديدة.. إذا تركنا الحرية الكاملة للناخبين فى الاختيار ولم تسفر عن فئات من المسيحيين أو ذوى الاحتياجات الخاصة.. فإنه يمكن أن يتم اختيارهم ضمن حصة رئيس الجمهورية.