المتظاهرون ل"أردوغان": سرقة أموال الدولة حرام

تواصلت المظاهرات فى تركيا احتجاجا على إنشاء القصر الرئاسي الجديد المعروف إعلاميا ب"قصر أردوغان الأبيض"، حيث نظم عدد من أعضاء المنظمات
المدنية وأحزاب المعارضة تظاهرة في حي "قادي كوي" بوسط اسطنبول رفعوا خلالها شعارات مناهضة ضد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية، ورددوا هتافات كان أهمها "أموال الدولة للدولة، وليس للأشخاص"، و "سرقة أموال الدولة حرام".
وذكر الموقع الإليكتروني لصحيفة "يورت" العلمانية التركية اليوم الأحد أن المتظاهرين نددوا ب "إنشاء قصر بتكلفة 650 مليون دولار فى الوقت الذى ارتفعت فيه معدلات البطالة والفقر والمجاعة، على حد قولهم، فيما استمرت التظاهرات في الشوارع الفرعية بموسيقى وكلمات تنتقد وتلعن "الاستبداد".
وكان مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري جورسل تكين قد قال إن ردود فعل الشارع التركي تجاه إنشاء القصر الرئاسي الجديد أكبر بعدة مرات من ردود فعله تجاه قضية الفساد والرشاوي التي تم الكشف عنها في السابع عشر من ديسمبر الماضي.
وأضاف تكين أن 76% من المواطنين، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، اعترضت على إنشاء قصر رئاسي بدون ترخيص رسمي، فضلا عن انتهاكه لقرار المحكمة الصادر العام الماضي بوقف إنشائه، فيما لم يقدم الدعم لإنشاء القصر سوى 12% فقط من المواطنين، و6.5% ترى أنه فخر للدولة.
وأشار جورسل إلى أن "أكبر سرقة في القرن الحالي كانت على يد حكومة العدالة والتنمية بعد سرقتها 78 مليار يورو من أموال الدولة والشعب بطرق مختلفة في قضايا فساد ورشاوي كشف عنها في 17 ديسمبر 2013، وقد وجه أردوغان تعليمات بإنشاء قصره بطرق غير قانونية من أموال الدولة لذا لا يمكن أن يستمر التعامل مع السلطوية"، بحسب قوله.
وتشن أحزاب المعارضة حملة انتقاد شديدة للقصر الجديد الفخم المثير للجدل بالعاصمة التركية أنقرة والذي يتفوق على القصر الملكي البريطاني في لندن، وقصر "الإليزيه" في باريس، وتم افتتاحه الشهر الماضي، وهو مشيد على الطراز المعماري التركي التقليدي، بما في ذلك العمارة العثمانية والسلجوقية.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت مؤخرا 22 طالبا وطالبة تظاهروا خارج القصر الجديد وكانوا يرددون هتافات تندد بإنشاء وإنفاق أموال الدولة والشعب على قصر ذو ألف غرفة وأقيم على مساحة 200 ألف متر مربع في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من زيادة في نسبة البطالة والفقر وانتشار الفساد والرشاوي بالبلاد، "على حد قولهم"، وهي التظاهرة الأولى التي تنظم على مقربة من القصر الذي تكلف تشييده 1.3 مليار ليرة تركية (حوالي 490 مليون يورو ).