أُعلن منذ أيام وفاة الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل، وهو في ال 102 من عمره، ويعد سعيد عقل شاهداً على التاريخ اللبناني المعاصر ابتداء من سقوط الدولة العثمانية وخضوع لبنان للانتداب الفرنسي واستقلاله، بالإضافة إلى المراحل العصيبة التي عصفت بلبنان، لاسيما الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، الذي كان له موقف خاص إزاءه. أبدع الشاعر الراحل أعمالاً أدبية بين الشعر والمسرح، منها المأساة الشعرية «بنت يفتاح» التي يصفها النقاد بأنها أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية، ونالت جائزة «الجامعة الأدبية» في ثلاثينيات القرن الماضي. وكتب «عقل» قصيدة «فخر الدين» الطويلة التي رفعته الى مستوى أعلى في الشعر، بالإضافة إلى إبداعاته الأدبية. وكتب سعيد عقل قصيدة الأغنية، تغنى فيها بالحب وبالجمال، وغنت له السيدة فيروز العديد من قصائده التي عبر بها عن حبه لدمشق واعتزازه بها، يذكر من هذه القصائد «سائليني» و«يا شام عاد الصيف» و«شام يا ذا السيف» و«غنيت مكة». ولد سعيد عقل في زحلة في 4 يوليو 1912، وتلقى تعليمه الأول في مدرسة «المريميين»، وكان يرغب في التخصص بالهندسة، لكن شاء القدر أن يتعرض والده لخسارة مالية فادحة أجبرته على ترك المدرسة والعمل لمساعدة أسرته، انتقل سعيد عقل إلى بيروت للإقامة الدائمة فيها، خاصة بعدما بات يكتب في الصحافة المحلية، كما تابع تحصيله العلمي في مدرسة الآداب العليا ومدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي الجامعة اللبنانية، ومن ثم انتقل إلى مرحلة التدريس فألقى محاضرات في تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس، كما ألقى دروساً لاهوتية في معهد اللاهوت في مار أنطونيوس الاشرفية.