كنا على يقين تام بأن «جمعة الإرهاب»، ستكون مثل سابقاتها من مواعيد حددتها «الجماعة» الإرهابية الفاشية بأنها ستفعل كذا وكذا وفى نهاية المطاف، لن تقدر على فعل شىء أمام إرادة مصرية حديدية، أخذت على نفسها عهداً ووعد بأن تقتلع جذور الإرهاب وتواجهه بكل حسم وحزم.. فى يوم «جمعة الإرهاب» اختفى الإرهابيون الخونة، ومارسوا سياسة «إضرب واجرى»، كنوع من إثارة الفوضى والاضطراب وإثارة الناس، ومحاولة بث الخوف فى النفوس، فى حين أن المصريين طلقوا هذا الخوف الى غير رجعة، وكان الناس على استعداد تام لمواجهة هؤلاء الجبناء الذين اختفوا تماماً إلا من شرذمة غلب عليها الغباء الشديد كعادة الإخوان. الحقيقة أن «الجماعة الإرهابية» نجحت فى شىء وحيد، وهو إثارة ضجة إعلامية أو «بروباجندا» حول توجيه رسالة بأنهم لا يزالون موجودين على الساحة.. والحقيقة أيضاً أننا نحن الصحفيين والإعلاميين دائماً ما ننخدع فى تناول ما يردده هؤلاء الخونة الجبناء، وهذه أكبر أمنية يبتغيها الإرهابيون، وهى تسخير وسائل الإعلام لصالحها بوسائل غير مباشرة. لذلك ناديت فى أكثر من موضع سواء بالكتابة أو من خلال تصريحات تليفزيونية، بضرورة تجاهل أخبار «الجماعة»، وما يريدون ترويجه، لأن أكبر أمنية لهم الآن هى ترديد أحاديثهم الخائبة من باب أنهم مازالوا ظاهرين وموجودين.. وأننا بالفعل تجاهلنا كل أخبار هؤلاء الإرهابيين، واعتبرناها فى محل النسيان لاختلف الوضع كلية.. ولندع الأجهزة الأمنية وحدها تتعامل مع الأحداث بطريقتها، وبالتالى نفوت الفرصة على كل ما يبتغيه الإخوان، أما طريقة تناول وسائل الإعلام لهؤلاء الخونة والتضخيم من تصريحاتهم وتهديداتهم فهى الخطر الحقيقى خاصة من طريق عرض وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية. لابد أن نتخذ من وقائع «جمعة الإرهاب» عبرة، وألا تنجرف مرة أخرى وراء أفكار التكفيريين والخونة، بتضخيم ما يرددونه من أقوال، لأن هذا التضخيم لا يفيد إلا هؤلاء الخونة، وكلنا يعلم أن هؤلاء الخونة لن يهدأوا فى المرحلة القادمة، ومن باب أولى ألا ننساق وراء تصرفاتهم الحمقاء.. لندع كما قلت سابقاً أجهزة الأمن تتعامل مع هؤلاء المجرمين، ويكتفى فقط بنشر النتائج.. لا أقول أن تتم عمليات تعتيم ولكن أقصد تلافى أى تضخيم يبتغيه هؤلاء المجرمون. مر يوم «28 نوفمبر» وستمر أيام أخرى ستحددها الجماعة الإرهابية، لأن أهدافها الرئيسية هى التنغيص على خلق الله، وتعطيل المشروع الوطنى الذى تقوم به مصر حالياً.. فهؤلاء لا هدف لهم سوى تنفيذ المخطط الإرهابى الذى تريده أمريكا والدول الغربية بتقسيم المنطقة العربية، وتنفيذ اتفاقية «سايكس بيكو» الثانية من أجل صالح إسرائيل، ولأن ثورة «30 يونية» أحبطت هذا المخطط الصهيوأمريكى، استشاطت الولاياتالمتحدة، وأدواتها التى تقوم بتنفيذ المخطط، وأكبر أداة كانت جماعة الإخوان وبالتالى فإن ما تفعله الجماعة الإرهابية، عبارة عن توابع لما كانت ستعتزم القيام بها ضد مصر. الأمر لم ينته والجماعة ستواصل أفعالها الإجرامية، والمصريون لن تهدأ لهم سريرة أو تلين لهم قناة حتى ينتصروا لإرادتهم وبناء الدولة الحديثة التى ينشدونها منذ زمن.