يُنشر هذا المقال اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2014م، وهو الموعد المحدد المعلن عنه منذ بداية شهر نوفمبر الجارى وإلى الآن، بأن ثورة إسلامية ستقوم فى مصر، وهى عبارة عن ثورة «الشباب المسلم» لإسقاط نظام الحكم والدولة، وذلك باستخدام العنف والوسائل والأساليب كافة.. وقد أطلقت هذه الدعوة للتدقيق ما يسمى ب«الجبهة السلفية»، وأعلنت جماعة الإخوان تأييدها وانضمامها إلى هذه الثورة وأحداثها، فإن كانت هى الصانعة لها، فإنها قد صدَّرت الجبهة السلفية للإعلان والتدشين فى إطار توزيع الأدوار، كما أرجّح ذلك باعتبار أن جماعة الإخوان هى مصدر الإرهاب والمخططة له، ثم أعلنت بوضوح انضمامها ومشاركتها وإن لم تكن هى الصانعة، وتحرَّكت الجبهة السلفية من ذاتها باستقلالية عن الإخوان، ولإثبات ولائها للجماعة بعد الضربات الشعبية والأمنية التى وجهت إلى هذه الجماعة الإرهابية وأنهت أسطورتها الوهمية، فإنها تسعى إلى ركوب هذه الدعوة كعادتها، إثباتًا لوجودها واستمرارها فى خضم الأحداث وانتهاز الفرصة للإعلان عن استمرار الوجود الشعبى لها، وتأكيدًا أن جماهيرها لن تهدأ قبل عودة مرسى والجماعة إلى صدارة المشهد، رافعين شعار «تحيا الجماعة.. ويموت الشعب»، وقد تلقَّفت أجهزة الإعلام بوسائلها المختلفة هذا الخبر وسعت إلى تناوله بشكل لافت للنظر وإلى حد التضخيم، وإلى حد تصوير أن ما سيحدث فى ذلك اليوم سيكون حصاده بحورًا من الدماء، وهو أمر مستبعد فى تقديرى طبقًا للسوابق السابقة، حيث كان أكبر حشد لهذه الجماعة الإرهابية هو ما حدث يوم الجمعة (16) أغسطس 2013م، التالى لفض الدولة لبؤرتَى الإرهاب فى «رابعة» و«النهضة» بالقوة بعد الإنذارات للإخلاء دون استجابة يوم 14 أغسطس 2013م، وللتذكير كانت أحداث جامع الفتح فى رمسيس هى ذروة المواجهة بين الدولة وهذه الجماعة ورموزها الإرهابيين! وعلى مدار أكثر من عام وثلاثة أشهر (15 شهرًا) منذ ذلك التاريخ لم تقع أحداث بهذا الحجم، فكيف يمكن أن نتوقع وبعد هذه الفترة من المجابهات المحدودة التى تخسر جمعة بعد أخرى، أحداثًا ضخمة فى 28 نوفمبر؟! فمن أين لهم بهذه القوة، وبمصادر القوة من مال وسلاح وأدوات عنف؟! ألم يتم تجفيف منابع هذا العنف؟! ألم ينحسر الوجود الشعبى لهذه الجماعة الإرهابية؟! ألم يختف الظهير الشعبى لها والذى كان موجودًا بعد سقوط مبارك فى 11 فبراير 2011م؟! ألم يستطع الشعب مع الشرطة والجيش طوال (15) شهرًا كسر ظهر هذه الجماعة وإنهاء الأسطورة الشعبية لها؟! أنا على يقين جازم، أن هذه الجماعة الإرهابية وأنصارها ورموزها الذين كانوا مطلقى السراح وتم إلقاء القبض عليهم وآخرهم د.محمد علِى بشر (الوديع ظاهريًّا، والإرهابى تكوينًا وداخليًّا)، ومن قبل إلقاء القبض على جماعة «دعم الشرعية» وما زال البعض منهم هاربًا، وغيرهم من الأنصار والداعمين الذين تم إلقاء القبض عليهم فى إطار استراتيجية المواجهة الشاملة واستئصال الجماعة الإرهابية من المنبع، ترجمة لإرادة الشعب فى ثورته فى 30 يونيو استكمالًا لثورته فى 25 يناير قد انتهت تمامًا، ولم يعد لها وجود يُذكر، وأرى أيضًا أن جزءًا من أنصار هذه الجماعة فى حالة «كمون» للظهور فى وقت مناسب، وأن التراجع فى العنف فى الجامعات هو حصاد الضربات الأمنية والشعبية طوال 15 شهرًا، وليس لمجرد إجراءات أمنية فى هذه الجامعات دون التقليل من أهميتها، والدليل هو انعدام أحداث العنف فى جامعة بورسعيد -كنموذج- دون وجود أمن كثيف وشركات أمنية، كما هو حادث فى جامعات أخرى، وهو لم يمنع العنف نهائيًّا فيها رغم ذلك، وسوف يخرج «الكامنون» فى أحداث 28 نوفمبر، لكن لن يكون لهم أثر عين.. وإن توقعى يشير إلى أن أحداثًا محدودة ربما تقع عن بُعد، كإطلاق قنبلة من راكبى موتوسيكل، وهى تصرفات إرهابية صبيانية، لكن لن تتجمع هذه الأحداث الفردية لتصل إلى حالة جماعية فى الشارع وقد تصل إلى حد التحركات الجماهيرية لخلق حالة ثورية، فإن هذا مستحيل فى تقديرى، الأمر الذى قد لا يتفق مع «التضخيم الإعلامى» الحادث، ولكن فى نفس الوقت فإن تقديرى لا يصل إلى حد «التهوين» أيضًا، بل الاستعداد الأمنى والحذر الشعبى الذى يجب أن يصل إلى حد الاستعداد للمجابهة مع الخارجين على إرادة الشعب وحصارهم فى الشارع إن أرادوا التحرك، وهو أمر مستبعد تمامًا. وقد سألت عن مناسبة معينة أو سبب لتحديد موعد 28 نوفمبر، إلى حد أن سألت قيادة أمنية كبيرة عن ذلك، فأعلن بوضوح أنه موعد للوجود والاستمرار فى المشهد لا أكثر، وهذا يؤكّد الانحسار النهائى لهذه الجماعة وأنصارها، الأمر الذى يدعو إلى استمرار المجابهة الشاملة مع هؤلاء الخوارج، ولهم مَن لا يزال يشغل بعض المناصب فى الدولة فى رئاسة جامعات «ثلاث»!! وكذلك نواب رؤساء جامعات وعمداء كليات ووكلاء، دون حسم من الوزير والحكومة، وهو أمر خطير، وكذلك الشاغلين لمناصب إدارية كبرى، والأحزاب المتأسلمة والمتاجرة بالدين كل هذا آن الأوان لإنهائه، واستئصاله حتى نغلق الصفحة ونتحرَّك للصفحة التالية. الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، ولا يزال الحوار متصلًا.