تعاني محافظة مطروح من انتشار الغجر المتسولين الذين يستجدون الناس بلهجة شامية وملابس رثة، معتمدين على النساء والأطفال، مستغلين تعاطف الأهالي واعتقاد الناس بأنهم لاجئون سوريون وهم في الواقع من غجر الأردن ولا علاقة لهم بالسوريين الأصليين الذين بدأوا حياة جديدة لهم في مطروح وأقاموا العديد من المشاريع الناجحة وبالرجوع الى مديرية امن مطروح، أشار مصدر أمني كبير إلى أن هؤلاء ليسوا بسوريين بل من غجر الاردن ويحملون جوازات سفر اردنية ودخلوا البلاد بتأشيرات سياحية وليسوا لاجئين كما يظن المواطنين. تقول عطارد محسن - سورية - صاحبة مشروع خاص ومقيمة بالمدينة، إن هؤلاء من «الغجر» وينتشرون في كل الدول ويسكنون الخيام كما يعتمدون على النساء والأطفال في التسول والسرقة، وملابسهم مميزة بالألوان الزاهية والمزركشة ويضعون السن الذهب في الفم بالنسبة للنساء. وأضافت: إنهم يعيشون في شمال سوريا وليسوا مندمجين مع الشعب السوري ويتسولون بالشوارع وينتشرون في اشارات المرور والاسواق كما يحدث الآن بمطروح وباقي المحافظات وعندما وفرت لهم الدولة المساكن وفرص العمل بدلاً من الخيام والتسول رفضوا ذلك، فتم تركهم حتى تحول الأمر من التسول في الشوارع الى المرور على المنازل ونتج عن ذلك الكثير من حوادث السرقة والقتل للنساء السوريات. وأوضح حمودة حسن محيي الدين - سوري مقيم بمطروح ويعمل بأحد المحلات - أن هؤلاء الغجر ليسوا فقراء ولديهم المقدرة علي بناء المساكن والعمل بجد فهم يتجولون بين الدول العربية للتسول ونحن لا نعتبرهم سوريين ولا ينتمون إلينا. وأشار حمودة الى أن السوريين أتوا الي مصر هرباً من ويلات الحرب ولكنهم لم يمتهنوا التسول واعتمدوا على أنفسهم في البحث عن فرص عمل شريفة وبعضهم أقام مشروعات خاصة وناجحة الآن وأشهرها المطاعم ومحلات المأكولات السورية في كل مصر. كما أكد ناجي جبر، موظف بشركة بترول، أنه يمر يومياً على هؤلاء الاشخاص بمنطقة بمطروح لأنهم في طريقه ويرى خيامهم وتعاطف مع مظهر الأطفال والنساء ومساعدتهم وخصوصاً مع قدوم فصل الشتاء والأمطار والبرودة الشديدة بمطروح، مما دفعه أن يدعو لمساعدتهم بين أصدقائه ومعارفه حيث وجد تجاوباً منهم ونظراً لأنهم اجانب تطلب عرض الموضوع على الجهات الأمنية وخاصة بشأن توفير سكن وشقق للاقامة وطلبت الجهات الأمنية إحضار جوازات سفرهم لاتمام الاجراءات. وأضاف جبر: فوجئت بهم يتهربون بطريقة غير مباشرة ويرفضون اطلاعي على أوراقهم الرسمية أو جوازات السفر وعندما تم عرض مساكن وشقق سكنية ليقيموا بها رفضوا مؤكدين أن حياتهم داخل الخيام. كما أشار مهدي حماد، موظف، إلى أن هؤلاء الغجر ينتشرون سريعاً في جميع المحافظة ووصلوا الآن الى مدينة سيدي براني علي بعد 170 كم غرب مطروح وهى مدينة نائية وتعد من المدن الأكثر فقراً بالمحافظة. وبمنطقة الكيلو 21 عند مدخل الاسكندرية - مطروح بالاضافة الى تواجدهم في بوابات الطرق الصحراوية مثل طريق اسكندرية - القاهرة وكذلك مدينة 6 أكتوبر ومدينة نصر وفيصل ويعيشون بنفس الطريقة داخل الخيام على التسول. وقال العمدة أحمد طرام، مستشار رئيس الجمهورية للمجلس الأعلى لشئون القبائل العربية، إن انتشار هؤلاء الغجر بمطروح وبكل المحافظات يسيئ الى الشعب السوري الشقيق لأن أغلب المواطنين يتعاطفون معهم على أنهم سوريون. كما يؤثر على المظهر الحضاري للمحافظة السياحية نظراً لتواجدهم بشكل عشوائى داخل الخيام في حياة مثيرة للريبة لأنها منغلقة عليهم ولا نعرف عنها شىء. وطالب «طرام» الجهات الأمنية بالتأكد من هويتهم وسبب اقامتهم بمطروح مشيراً إلى أنه في حالة احتياجهم للمساعدة، ونحن كقيادات شعبية وأهالي مطروح على استعداد لتوفير السكن وفرص العمل الشريفة لهم. ولكن نرفض انتشارهم بالشوارع واشارات المرور وبالأسواق وتسولهم من المارة بطريقة سيئة ومشينة. وحذر «طرام» من خطر هؤلاء الأشخاص على المدى البعيد موضحاً أن محافظة مطروح ذات النظام القبلي والعادات والتقاليد الخاصة بطبيعة الحياة مهددة بسبب هؤلاء الغجر وممارستهم لأفعال غير اخلاقية داخل الخيام أو بواسطة النساء مما سيترتب عليه انتشار الأمراض والأوبئة مثل الايدز وكذلك تذبذب المعايير الاجتماعية التي يتميز بها جميع أهالي مطروح سواء كانوا قبليين أو غير قبليين لذا لابد أن ندق ناقوس الخطر.