احتفى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال36 بمئوية ميلاد مخرج الواقعية «هنرى بركات»، صاحب أفلام الحرام، والباب المفتوح، وأيامنا الحلوة، وفى بيتنا رجل، وحسن ونعيمة، ومتقولش لحد، ودعاء الكروان، الذى بدأ تصويره بصوت الدكتور طه حسين، فهو أول من أسس للمرحلة الأولى للأوبريت الغنائى، والأفلام العاطفية الرومانسية، وكان له علاقة وثيقة بمعظم الفنانين مثل فريد الأطرش التى رقصت سامية جمال على أنغامه، وكان لفاتن حمامة نصيب كبير فى بطولة أعماله، قدم نجوماً لمعوا فى سماء السينما، تجاوز بركات الحدود بأفلامه الاجتماعية التى تعاطف معها الشعب المصرى وبات عاشقاً لها، لأنها ترصد حياته اليومية والمعيشية وحقق فيلم «معلش يا زهر» نجاحاً كبيراً لفكرته وحكمته الشعبية، وأعد المهرجان معرضاً خاصاً لأعماله السينمائية، يحتوى على صور فوتوغرافية ولوحات عن جميع أعماله التى نالت شهرة كبيرة داخلياً وخاريجاً، وافتتحه المخرج هاشم النحاس فى غياب تام للنجوم والمخرجين الذين تتلمذوا على يديه باستثناء مدير التصوير سعيد الشيمى والناقد أحمد الحضرى، ورئيس المهرجان سمير فريد والدكتورة درية شرف الدين وعدد ضئيل من الجمهور. ولبركات مقولة شهيرة يثبت فيها ارتباطه بتراب الوطن فيقول: أنا مصرى من أب مصرى وعمل والدى طبيباً فى النجوع والقرى، التى كانت سبباً فى حبى للواقعية وأعلم أن طين الأرض هى نواة لعشق الوطن، وجعلتنى أحقق نجاحاً مشهوداً فى السينما، وقال بركات: إنه لم يرض هو وفاتن حمامة عن فيلم «شىء فى حياتى»، لأنه مأخوذ عن فيلم «ديفيدلين» وسبب ضيقنا أن النسخة العربية طبق الأصل من النسخة الأجنبية، بالإضافة إلى عدم توفيقى فى اختيار الممثلين. وقال عنه هاشم النحاس: إن بركات من أهم المخرجين الذين أثروا المكتبة السينمائية العربية بأفلام استعراضية واجتماعية، وخاصة تلك التى قدمها فى فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، والتى قام ببطولة نجوم الفن، ويعتبر المعرض بداية إطلاق معارض أخرى لتوثيق إبداع الرموز الفنية التى أثرت فى عالم الفن وخرجت أجيالاً من مدرستها. المعرض قامت بإعداده الناقدة والباحثة صفاء الليثى التى أعدت فيلماً وثائقاً مدته 30 دقيقة عن حياته، من خلال دعم من المركز القومى للسينما برئاسة د. وليد سيف، ويضم الفيلم مختارات من أعمال المخرج، ومن المنتظر أن يشهد المعرض أيضاً إطلاق الكتاب الذى يصدره المهرجان عن بركات من إعداد الناقد السينمائى مجدى الطيب. وقدم أول أفلامه بعنوان «الشريد» فى عام 1942 ثم توالت أفلامه على مدى أكثر من نصف قرن، التى يصل عددها إلى 92 فيلماً، إضافة إلى تأليف 49 سيناريو سينمائياً، كما قام بدور المنتج فى 12 فيلماً، وقد شارك بركات بأفلامه فى العديد من المهرجانات السينمائية.