افتتح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني في مقر الأمانة العامة في جدة، اليوم الثلاثاء أعمال الدورة السادسة للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان. وتتركز مباحثات الدورة السادسة التي تنتهي أعمالها الخميس على مواضيع مكافحة التطرف والتعصب الديني في الإسلام، والحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في الدول الأعضا، إضافة إلى اعتماد نتائج اجتماعات فرق العمل الأربعة المعنية بفلسطين، وحقوق المرأة والطفل، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والأقليات المسلمة والحق في التنمية. وأبرز الأمين العام في كلمته التحديات التي تواجه عمل الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي مقدمتها تحديد معيار أو نموذج لحقوق الإنسان في الإسلام، وذلك انسجاما مع الخطاب العالمي، على أن تكون الهيئة مستعدة للخوض في نقاشات في حالة الاختلاف. وتطرق "مدني" إلى إمكانية استعراض الهيئة كل المواد والصكوك التي تم تبنيها من قبل المنظمة، مع الأخذ في الاعتبار مراجعة التحفظات التي أثارتها الدول الأعضاء. وفي الوقت الذي شدد فيه الأمين العام على التزام المنظمة وريادتها في مكافحة الإرهاب الدولي، قال إن "أحد أصعب التحديات التي تواجه الهيئة يتمثل في مكافحة التطرف والتعصب في الإسلام، وهو موضوع هذه الدورة الرئيس، حيث يعتبر ديننا الحنيف الإرهاب أحد أبرز الجرائم ضد الإنسانية، وتوفر أصوات المتطرفين الذخيرة لأعداء الإسلام". من جهته، أوضح رئيس الهيئة، إبراهيم كاوا أن الأعضاء ناقشوا خلال هذه الدورة القضايا الفنية والتقنية المهمة لتمكين الهيئة من تحقيق رسالتها، مؤكدا على أن من أولويات عمل الهيئة "النظر في أنفسنا وانتهاك حقوق الإنسان في الدول الأعضاء". وأضاف أنه في ختام أعمال الدورة السادسة سوف ترفع التوصيات إلى مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقبل، مثمنا للأمين العام موافقته على مشاركات الإدارات المختلفة في المنظمة في نقاشات الهيئة في دورتها الحالية. وفي كلمته، قال مدير عام فرع وزارة الخارجية السعودية في منطقة مكةالمكرمة، السفير محمد أحمد طيب، إن هذه الدورة هي الأولى بعد اختيار مدينة جدة مقرا دائما للهيئة، مؤكدا حرص حكومة بلاده على دعم الهيئة للنهوض بأعمالها وتحقيق طموحات الدول الأعضاء. وأشار طيب إلى أن هناك آمالا عريضة في أن تضطلع الهيئة بدور فعال في محاربة التطرف والتعصب الديني وإعادة الفكر الوسطي واحترام الآخر، منبها في الوقت ذاته إلى وجود تحد خارجي يتعلق بأن تتمكن الهيئة من التصدي لظاهر الإسلاموفوبيا. وشهدت الدورة ورقة عمل لمجمع الفقه الإسلامي الدولي عن التطرف والتعصب في الإسلام قدمها مدير إدارة الفتوى والتشريعات المقارنة في المجمع، الدكتور عبد القاهر قمر.