نجت الشركة المتحدة للانتاج الداجنى من حكم الإعدام السابق صدوره بحقها منذ 15 عاما حين صدر قرار بوقف نشاط الشركة نهائيا وتصفيتها ومنذ هذا الوقت والشركة تحت التصفية، وخلال تلك السنوات الماضية كانت الشركة واحدة من 13 شركة خاضعة للتصفية تتبع الشركة القومية للتشييد والتعمير يجرى التخلص من اصولها وعمالها تمهيدا لغلقها. ومنذ أسبوعين فقط أعلن المهندس محمود حجازى رئيس مجلس ادارة الشركة القومية للتشييد والتعمير صدور قرار بوقف تصفية المتحدة للانتاج الداجنى واتخاذ الاجراءات الخاصة بعودتها للعمل مرة أخرى، حجازى قال ان المتحدة للانتاج الداجنى بها عمالة جيدة، كما أنها مازالت تملك عنابر بها معدات مما يسمح بعودتها مرة اخرى للعمل. قصة العودة الى العمل ووقف التصفية لم تكن وليدة اليوم بل هى محاولة مستمرة بدأت فى عام 2009 عندما اقترح تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات عن الشركات الخاضعة للتصفية ضرورة البحث فى أمر عودة ثلاث شركات للعمل هى الاسكندرية للتبريد والعامة للانتاج والخدمات والمتحدة للانتاج الداجنى بعد أن تلاحظ لمراقبى الجهاز تمتع تلك الشركات بوفرة فى الأصول وتحقيقها لعوائد رغم عدم تمكنها من العمل بكامل طاقتها نظرا لخضوعها للتصفية التى توقف النشاط إلا ما كان مرجوا من ورائه الحفاظ على اصول لابد من تشغيلها. بعد صدور هذه التقارير اتخذت وزارة الاستثمار وقتها قرارا بإعادة النظر فى أمر تلك الشركات بشكل مختلف يسمح بالنظر فى امكانية عودتها، وبالفعل بدأت الشركات فى اعداد الدراسات الخاصة بهذا الأمر إلا أن قيام ثورة يناير اوقف الى حين الاجراءات الخاصة بشركات التصفية، إلا أن هدأت الأوضاع نسبيا مؤخرا وعاد الأمر مرة أخرى للظهور على الساحة وبقوة واتخذت الجمعيات العامة للشركات الثلاث قرارات هامة باجراء دراسات جدوى اقتصادية لبحث امكانية العودة وأثبتت الدراسات امكانية عودة المتحدة للانتاج الداجنى والاسكندرية للتبريد حتى الآن، ثم اعلن رئيس الشركة القومية القرار الخاص بالمتحدة للانتاج الداجنى. ومن جانبها اكدت المهندسة نعمات سعيد المصفى لشركة المتحدة للانتاج الداجنى أن الشركة قامت بالفعل باجراء دراسة الجدوى الخاصة بها وإجراء صيانة لعدد من الوحدات المتبقية فى حوزة الشركة ومنها 3 محطات فى أبورجيلة و5 محطات فى 15 مايو بالاضافة إلى محطة الصف ومحطة امبابة ومحطة الجربى وأضافت: إن الدراسة تهدف إلى معرفة الطريقة المثلى لاعادة الشركة إلى العمل وتحقيق عائد جيد من التشغيل، وأضافت: إنه رغم صدور قرار بعودة الشركة الى العمل فانه حتى الآن ما زال الأمر فى انتظار اجتماع مجلس إدارة الشركة القومية واصدار القرار النهائى واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة والموافقات الرسمية لعودة العمل والنشاط، وأشارت سعيد إلى أن أغلب مواقع الشركة تقع الآن فى الكتل السكنية، وهذا للأسف أمر يخالف شروط نشاط الانتاج الداجنى والخاصة بالاحتياطات العامة للصحة، ولكن هناك مواقع يمكن أن تعمل وهى التى جرت بشأنها دراسات الجدوى ومنها موقع محطة الصف ومحطة إمبابة والجربى. وأكدت المهندسة نعمات أن البدء سيكون بموقع الصف والتى تعد أكثر وحدة تنطبق عليها الشروط ولأنها متوقفة منذ نحو 15 عاما فلابد لها من عمليات صيانة لشبكات المياه والكهرباء والأجهزة وتصل مساحة هذه المحطة إلى نحو 103 أفدنة لانتاج بيض المائدة وقالت: إن المعدات والأجهزة داخل العنابر ولكن أصابتها مشكلات كثيرة منها ان بعض المواتير محترقة وبعضها غير قابل للعمل الا باجراء صيانة كما ان المحطة فى حاجة الى رصف الطرق بها بعد أن تأثرت بعوامل التعرية كما اننا نبحث انشاء سور بديل لسور السلك الشائك الموجود حاليا وكل هذه الأمور تحتاج الى تمويل لا يقل عن 2 مليون جنيه بشكل مبدئى، وأوضحت المهندسة نعمات أنه من الممكن أن تشارك الشركة القومية فى تمويل المتحدة للانتاج الداجنى حتى تبدأ العمل وأضافت: إن المحطة تتمتع بوجود وحدات استقبال وانتاج وتوقعت ان تعاود العمل قريبا لو تم اتخاذ اجراءات الصيانة بسرعة. وكشفت مصفى الشركة عن السبب وراء تدهور أوضاع المحطات مشيرة إلى أن وقوع الشركة تحت التصفية كان يمنع الإنفاق على أعمال الصيانة والتجديد نهائيا فيها لأنه وفقا للقانون لا يمكن القيام بأى اعمال تعديلات كبرى فى الشركة وملحقاتها. وأشارت إلى أنه بنقل الشركة من حالة التصفية الى حالة النشاط والعمل فان الموقف يختلف تماما. وأشارت إلى أن عدد الوحدات المتبقية قليل وطاقتها الانتاجية أيضا مقارنة بما كانت الشركة تملكه فى الماضى، ورغم ذلك أبدت سعيد تفاؤلها من امكانية عودة الشركة الى العمل مرة اخرى مشيرة الى ان نشاط الانتاج الداجنى ينتج سلعة لا يمكن أبداً أن تعانى من الركود كما أن الأسواق دائما فى حاجة الى هذه السلعة. وتوقعت أن تتمكن الشركة من استعادة وجودها. وأوضحت ان رغبة الدولة فى العودة الى نشاط الانتاج الداجنى يتطلب استكمال دائرة الانتاج من معامل لانتاج البيض والتفريخ والكتكوت والمجزر. وقالت: إن موقع 15 مايو به 5 محطات ونحتاج الى نقل معداتها إلى محطة الصف وبناء عنابر جديدة وهو ما يمكن ان يتم فى موقع الصف لرفع كفاءة المشروع من 30 مليون بيضة مائدة إلى 90 مليون بيضة، وأشارت إلى أن دورة الانتاج تتكلف نحو 7 ملايين جنيه لأن الامر يتطلب شراء علف وادوية وتحصينات، مشيرة إلى أن استكمال الدورة لن يتم بين يوم وليلة ولكنه قد يستغرق نحو خمس سنوات ويتكلف نحو نصف مليار جنيه. ومن جانبه أكد المهندس يوسف الشيخ عضو مجلس إدارة الشركة القومية للتشييد والتعمير والمسئول عن ملف شركات التصفية أن مجلس ادارة الشركة القومية للتشييد والتعمير اتخذ قرارا نهائيا بعودة المتحدة للانتاج الداجنى للعمل وعقد جمعية عمومية للشركة لاصدار القرار وتوقع الشيخ أن يتم ذلك خلال الشهر الحالى مع بدء انعقاد الجمعيات العمومية للشركات التابعة وأشار إلى أن وضع الشركة المتحدة للانتاج الداجنى مبشر خاصة مع اضافة نشاط الاستثمار العقارى لها نظرا لأنها تملك مساحات شاسعة من الأراضى، وبالتالى كان الاقتراح الأساسى لوقف تصفيتها وعودتها إلى العمل مع اضافة نشاط الاستثمار العقارى إلى الشركة لاستغلال المساحات الكبيرة من الأراضى التى تملكها الشركة والتى دخلت فى الحيز العمرانى فى أغلب المناطق. وأشار الشيخ إلى أنه بعد عودة الشركة سيتم بحث امكانية اضافة كوادر تعمل فى نشاط الاستثمار العقارى إلى الشركة أو فصل هذا النشاط عنها وضمه إلى الشركات التابعة التى تعمل فى هذا الإطار. وتوقع الشيخ ان تنجح تجربة المتحدة للانتاج الداجنى وقال: إنه من المنتظر قريبا الاعلان عن وقف تصفية شركة الاسكندرية للتبريد وعودتها إلى العمل أيضا مشيرا إلى أن وضع الشركة العامة للانتاج والخدمات لا يسمح بعودتها إلى العمل لأنها لاتملك المقومات اللازمة لذلك.