«سلاح التصفية» يهدر 3 مليارات جنيه في «المتحدة للدواجن»

ما يطلق عليه، الشركات تحت التصفية، هي الدجاجة التي تبيض ذهبا للشركات القابضة دون وجه حق، ويعد التصرف في أموال هذه الشركات مخالفة قانونية وإهدارا للمال العام، والباب الخلفى للحصول على أرباح وهمية، وجرى حل هذه الشركات، وفقا لقرارات جمعية عمومية، وليس بقرارات وزارية أو حكومية، ما ترتب عليه خللا في منظومة عمل هذه الشركات، وتوقف تشغيلها.. هكذا تحدثت مصادر رسمية، بوزارة الزراعة، مشيرة إلى أنه بسبب هذه المخالفات تعثرت قوة الدولة في نقل ملكية شركات ناجحة في مجال الإنتاج الداجنى، أو الحيوانى، التي تضم شركات، المتحدة للإنتاج الداجنى، أو المصرية لإنتاج اللحوم، والألبان والعامة للإنتاج والخدمات الزراعية ومريوط الزراعية، والمصرية الزراعية العامة، إلى الملكية العامة دون مبرر وكأن لسان حالها، هو خصخصة الشركات الناجحة والإبقاء على الخاسرة.
وكشفت المصادر على تقارير رسمية ومستندات، بالإضافة لإجراء لقاءات مع العاملين بالشركة، لكشف الإهمال الذي تعرضت له إحدى الشركات، التي كانت تستحوذ على أكبر إنتاج من الدواجن في السوق، بإجمالى 12 مليون دجاجة، بالإضافة إلى إنتاج 58 مليون بيضة سنويا، والتى أسسها الرئيس جمال عبدالناصر، وافتتحها الدكتور محمود فوزى رئيس الوزراء في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1970، بعد وفاة عبدالناصر ب 68 يوما.
وأجمع العاملون بمجزر مصر الجديدة، على أن الدولة لا تبحث عن الشركات والاستثمارات، التي تحقق أرباحا، بل تتخلص منها، وكأنها تتاجر في الخسارة، دون أن تحاسب الشركات الخاسرة.
وكشفت المستندات التي حصلت عليها «المصرى اليوم» عن موافقة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، على ضم الشركتين إلى وزارة الزراعة، لايزال حبرا على ورق، وأن البيروقراطية تعطل، الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة، عن إعداد مشروع قرار لنقل تبعية الشركات إلى وزارة الزراعة، بموجب قرار من رئيس الوزراء.
وحصلت «المصرى اليوم» على مستندات مذيلة بتوقيع اللواء أركان حرب عمرو عبدالمنعم، الأمين العام لمجلس الوزراء، تكشف موافقة، رئيس الوزراء، على نقل تبعية الشركة المتحدة للإنتاج الداجنى، من قطاع الأعمال العام، إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، لإعادة تشغيلها والإشراف عليها من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة، وبحث سبل الاستفادة من هذه الشركات بالشكل الأمثل لمصلحة الدولة، وهو ما تم تقديمه إلى وزارة الزراعة، ولم يتم البت فيه بعد خروج الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة، السابقة، وتولى الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة الحالى، شؤون وزارة الزراعة.
وطالبت مصادر رسمية ب«الزراعة»، بضرروة تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى لحل المشكلة فورا، ومحاكمة المتورطين في إهدار المال العام، الذي يصل لأكثر من 3 مليارات جنيه، توفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل وتساهم في تقليل الفجوة الاستهلاكية من اللحوم البيضاء وتحد من الاستيراد من الخارج.
وتفتح «المصرى اليوم» ملف الشركة المتحدة للإنتاج الداجنى، التي أنشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالقرار الجمهورى رقم 56 لسنة 1964، وكانت أكبر شركة لإنتاج الدواجن، وبيض المائدة في الشرق الأوسط، دخلت إلى طريق التخريب عام 2000، وتمتلك أصول تقدر ب 3 مليارات جنيه، بخلاف الودائع البنكية، ولديها محطات وعنابر للإنتاج الداجنى والبيض ومجازر الدواجن، في 5 محافظات، بعد أن كانت تغطى 17 محافظة، وتبحث الشركة القابضة للتشييد والبناء محاولات للسيطرة على أموال الشركة، بالمخالفة للقانون 159، الذي ينظم عمل الشركات تحت التصفية، وتشغيل الأصول، من خلال الاستفادة من الميزة النسبية لها في الإنتاج الزراعى والداجنى واللحوم.
وسبق للجنة وزارية شكلتها الحكومة، أواخر يناير 2013 لإجراء معاينات على الطبيعة، للتأكد من صلاحية الشركة للعودة للعمل مرة أخرى، بينما وافق «محلب»، على تبعية الشركة إلى وزارة الزراعة، بدلا من الشركة القومية للتشييد والبناء، وتنتظر مشروع قرار لعرضه على رئيس الوزراء، لبدء إجراءات نقل الشركة لولاية وزارة الزراعة.
ورصدت «المصرى اليوم» في جولة لها في أحد مواقع المشروع، امتلاك الشركة عددا من المشروعات المعطلة دون مبرر، رغم دورها في الإنتاج القومى من اللحوم والدواجن وإنتاج البيض، وتضم مجزر مصر الجديدة، ويقع بجوار جراج هيئة النقل العام بجسر السويس بمحافظة القاهرة، ويمتلك خطين للذبيح أحدهما آلى والآخر يدوى، بطاقة تصل إلى 96 ألف طائر يوميا، وطاقة سنوية تصل إلى 28 مليون طائر قابلة للزيادة، ويمكنها أن تمثل إيرادا كبيرا للدولة، بالإضافة إلى مجزر بمدينة الخانكة بطاقة تصل إلى 6 آلاف طائر في الساعة.
وتمتلك الشركة مصنعين للأعلاف، بمنطقتى الزاوية الحمراء والسواح بمحافظة القاهرة، وهو جاهز للتشغيل، بالإضافة إلى امتلاكها معملين بعين شمس تنتجان نحو 6 ملايين طائر سنويا، ومحطة لإنتاج دواجن البياض، بمدينة 15 مايو، بإجمالى 13 عنبرا تنتج 270 ألف طائر في دورة الإنتاج الواحدة، كما تمتلك الشركة مشروع الجربى، بمحافظة دمياط، ويقع على مساحة 104 أفدنة، وبها 33 عنبرا لإنتاج الدواجن بطاقة تصل إلى 350 ألف طائر.
ورصدت «المصرى اليوم»، طبقا لبيانات رسمية، تمتلكها الشركة، وجود 21 عنبرا للدواجن بمحطات أبورجيلة 1، 2، 3 بمحافظة القاهرة، تنتج مليونا، و260 ألف طائر سنويا، وامتلاكها محطة دواجن الإسماعيلية، بمحافظة الإسماعيلية، وبها 14 عنبرا في 7 عمارات، تتكون الواحدة من 3 طوابق، وبطاقة تصل إلى 300 ألف دجاجة سنويا، بالإضافة إلى محطة إمبابة 2 بمحافظة الجيزة، وهى عبارة عن 10 عنابر دواجن بطاقة 130 ألفا، دجاجة كل 45 يوما، وبطاقة سنوية تصل إلى 780 ألف دجاجة تسمين سنويا، بالإضافة إلى مشروع الصف بمحافظة الجيزة، لإنتاج 30 مليون بيضة سنويا، وهو عبارة عن محطة استقبال مكونة من عنبرين دواجن بطاقة إنتاجية تصل 56 ألف دجاجة للتربية، و3 محطات تنتج 50 ألف دجاجة بياض، ليصل إجمالى المحطات الثلاث إلى 150 ألف دجاجة بياض، خلال دورة الإنتاج، ولايزال المشروع معطلا ويحتاج للتشغيل الفورى لرفع كفاءة الإنتاج الكلى للمشروع إلى 30 مليون بيضة سنويا.
وتمتلك الشركة 3 محطات لإنتاج الأمهات ودواجن التسمين في مدينة 15 مايو، بطاقة تصل إلى 690 ألف دجاجة سنويا، ما يستوجب إعادة تشغيل الشركة، دون إضافة أعباء على الدولة، لتقليل استيراد الدواجن المذبوحة من الخارج، وتوفير العملات الصعبة، والمساهمة في زيادة الاقتصاد الزراعى.
وحصلت «المصرى اليوم» على مذكرة رسمية عرضت على الرئيس السيسى، عندما كان وزيرا للدفاع، تطالبه بالتدخل لإعادة تشغيل الشركة، ونقل ملكيتها لوزارة الزراعة، للحد من إهدار المال العام، ومنها صرف أموال بيع أصول الشركة في رواتب العمالة غير المنتجة في الشركات الخاسرة، والحفاظ على ما تبقى من مواقع إنتاجية، تشمل محطات دواجن ومعامل تفريخ ومجازر آلية، ومصانع أعلاف وأغلبها جاهزة وبحالة جيدة، وتحويل العمالة في الشركة إلى عمالة منتجة، وتشغيل عمالة من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين والعمالة الفنية في تربية الدواجن.
محطات مهجورة
مشروع «الجربى» محافظة دمياط :
■ يقع على مساحة 104 أفدنة تقريبا، ويتكون من 33 عنبرا الوميتال سابق التجهيز
الاحتياجات المطلوبة للتشغيل:
■ صيانة شاملة للعنابر والمبانى والمعدات
■ استكمال المعدات وشراء الناقص منها
■ توفير وسائل نقل للبيض والاعلاف
■ شراء اثاث للمبانى الادارية والاستراحة
التوصية: يصلح للتشغيل الفورى
مشروع الصف محافظة الجيزة
■ مساحة المشروع 106 أفدنة
■ عبارة عن محطة استقبال مكونة من عنبرين بسعة 65 ألف كتكوت
■ 3 محطات إنتاج بيض وكل محطة مكونة من عنبرين بياض بسعة 50 ألف دجاجة بياضة ( بداية التشغيل 1988 وأغلقت 1999)
الاحتياجات المطلوبة للتشغيل:
■ انشاء مخازن للاعلاف
■ ثلاجات امصال وثلاجات حفظ البيض
■ جرار مجهز لنقل الأعلاف والبيض
■ صيانة شاملة للمحطات مع إعادة ضخ المياه الحكومية والتأكد من التيار الكهربائى مع صيانة الطرق والمعدات ومع تغيير المراوح والشفاطات ووحدات التدفئة ووحدات التخلص من الزرق
■ صيانة وتجديد وتطوير وحدة الجرش والخلط الموجودة بالمحطة
■ صيانة وترميم السور الخارجى والبوابات
■ صيانة وترميم الادارة والاستراحات الخاصة بالمشروع
■ التوصية: المشروع متكامل لإنتاج بيض المائدة بقوة 30 مليون بيضة وقابل لزيادة القدرة إلى الضعف أي 60 مليون بيضة ويجب تشغيله فورا.