عجبت ممن يعترض على نسفنا لمئات الانفاق علي حدودنا مع غزة.. وتعجبت أكثر لمن يعترض علي اخلاء منطقة الحدود عند رفح من السكان رغم انه إخلاء مؤقت مرهون بتنظيف بؤر الإرهاب هناك وعجبت مرة ثالثة ممن يطالب بحفر ترعة من البحر عند رفح إلي آخر حدودنا مع جنوب شرق غزة.. ولماذا كل هذا التعجب؟ بدعوى «الانسانية» يرفض هؤلاء هذه الأفكار لحماية حدودنا وجنودنا،هنا أتساءل: وهل تصلح «الانسانية» مع من سمح بحفر مئات الانفاق تحت بيوتهم، وقدموا أرض هذه البيوت لتنطلق منها كل هذه الانفاق.. فهو يعلم بل ويحصل علي عائد مالى كبير، وسنويًا بسبب سماحه بهذا العمل من أرض بيته، حتى ولو كان مجرد حوش.. أو فى صالة البيت. وأصحاب هذه البيوت مجرمون،تمامًا مثل حماس، لأنهم كلهم يحصلون علي العائد المجزى لهذه الجريمة تجاه شعب مصر.. فهل يجوز أن نعامل هؤلاء بإنسانية!! أم هم يطالبوننا بأن ندير لهم خدنا الأيسر.. ليلطموا الخد الأيمن.. وأن يمضى كل ذلك دون أى عقاب!! نقول ذلك ونحن نعرف أن أرض رفح الفلسطينية تحولت إلى شبكة من الانفاق اشبه ما تكون بالغربال، وكل ذلك بموافقة السكان وتأييد من حماس فهل هؤلاء يصلح أن نتعامل معهم.. بأسلوب إنسانى؟! ثم عملية الإخلاء المؤقت لسكان منطقة الحدود.. هنا نطبق مبدأ «الضرورات تبيح المحظورات». وقد سبق أن طبقت دول عديدة فكرة هذا الاخلاء، خلال الحروب والأزمات..طبقتها روسيا، خلال حربها مع نابليون.. ثم طبقتها خلال حربها مع هتلر كما طبقتها كل دول أوروبا.. وآسيا.. بل اننا سبق أن طبقناها فى العصر الحديث خلال حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.. ثم طبقناها بشكل أكبر وأعم، بعد حرب 1967 وبالذات بين عامى 1969 «حرب الاستنزاف» وإلى ما بعد حرب 1973 إذ تم تهجير سكان كل مدن وقرى منطقة قناة السويس علي امتداد 170 كيلو مترًا وعلي عمق يزيد علي 50 كيلو مترًا حتى نقلل المخاطر البشرية التى يتعرض لها السكان. الآن.. مصر فى حرب حقيقية حتى وإن كان هدفها «الآن» هو قواتنا المسلحة وقوات الشرطة.. إلا أن الهدف الأكبر هو تدمير الدولة المصرية ككل.. بل وإيقاف تنمية وتعمير سيناء نفسها.. أليس هذا واضحًا لكل ذى عينين.. وهنا نقول إنه «إخلاء مؤقت» علي أن نبنى لهؤلاء مساكن عصرية ومدارس وعيادات ودور عبادة وأسواقا وخدمات.. ولكن بعد المساحة العازلة التي يجب ألا يقل عرضها عن خمسة كيلو مترات بل ويمكن أن تصل إلى 10 كيلو مترات، وبالذات غرب منطقة صلاح الدين حيث أكثر الانفاق المعروفة حتى الآن واتذكر هنا سور برلين الشهير الذى كان يتكون من عدة أسوار بعضها شائك وبعضها خرسانى.. وبعضها مائى.. وبين كل سور وخط مساحة خالية مراقبة تمامًا من ابراج حراسة وعيون جنودها وأصابعهم.. على الزناد!! ويتبقى موضوع المنطقة العازلة، هناك من اقترح حفر ترعة أو قناة تبدأ من ساحل رفح علي البحر المتوسط حتى معبر كرم أبوسالم أى بطول حوالى 14 كيلو مترا ويكون عمقها 30 مترًا وعرضها 10 أمتار.. وأتساءل هل هذه الترعة تمنع تسلل من يريد التسلل.. أم هو خط بارليف آخر نقيمه هذه المرة بأيدينا وأموالنا.. وهل نقوم بخلع خطوط السكة الحديد من القنطرة شرقا إلى بئر العبد، التي لم يتحرك عليها قطار لكى نستخدمها هى والفلنكات لنصنع هذا الحاجز الترابى كما فعلت إسرائيل بعد حرب 67 بخط سكة حديد فلسطين! أم نبنى كما فعلت إسرائيل فى الضفة الغربية سورًا رهيبًا بين مستعمراتها هناك وبين القرى العربية فى فلسطينالمحتلة أم يكون سورًا مكهربًا وشائكًا كما تفعل بعض الدول.. وهنا نتذكر أطول سور فى التاريخ أقامه البشر، وهو سور الصين العظيم لتحمى بلادها من هجمات القبائل المغولية والتترية غرب بلادها؟! الحل هو الاخلاء المؤقت لنوفر لقواتنا المسلحة الميدان الصالح للعمليات العسكرية لتطهير كل هذا الشريط الحدودى من الإرهابيين.. حتى لا يحتمى الإرهاب بسكانه من المواطنين الشرفاء. هى الحرب إذن.. وعلينا استخدام كل الوسائل لخوضها.. دون أن تغفل عيوننا عن أى عمليات إرهابية نتوقع حدوثها داخل الأرض المصرية، فى المدن الداخلية وحول المنشآت الحيوية من محطات مياه وكهرباء وطرق ومدارس وجامعات. أما تعازى «غير الأخ» أبو مازن.. وتعازى «غير الأخ» فوزى برهوم المتحدث باسم حماس، فهى مرفوضة.. إذ هم كمن يقتل القتيل.. ثم يمشى فى دفنته.. وبأى وجه نتقابل مع أعضاء وفد حماس الذى كان مقررًا أن يجتمعوا بالقاهرة ضمن الوساطة المصرية مع.. إسرائيل.. بلاها وساطة بل يجب ايقافها نهائيًا وليس مجرد تأجيلها.. وبطلوا إنسانية.. يا بتوع الإنسانية.. وماذا عن إنسانية الإنسان المصرى؟!