لا أدري لماذا عقب أي عملية إرهابية تقع في سيناء، يخرج المتحدث العسكري ليعلن عن قيام قواتنا المسلحة بتدمير عدد من الأنفاق بمنطقة رفح! حتي كدت أعتقد أن عمليات مطاردة الإرهابيين في سيناء لا تجري إلا عقب كل عملية إرهابية هناك. فهل هذا صحيح؟ 1 وآخر هذه العمليات ما وقع منذ ساعات من قيام جماعة من خلية إرهابية بقطع الطريق علي إحدي سيارات الميكروباص، وفرز الركاب.. ثم أمرت مجموعة من الشباب تبين انهم مجندون في قوات الأمن المركزي عائدين من إجازتهم ثم قامت بقتلهم بدم بارد.. ولاذت بالفرار.. وبعد ساعات بثت وكالة أنباء الشرق الأوسط- الرسمية- خبراً يقول إن قواتنا المسلحة تمكنت من تدمير 8 أنفاق برفح، وضبط تكفيري شديد الخطورة هناك.. هنا يتبادر إلي الذهن عدة تساؤلات لابد من طرحها. مثلاً ما هو عدد الأنفاق علي حدودنا مع قطاع غزة.. وهل نعرف عددها بالضبط.. أقصد هل تملك قواتنا مسحاً شاملاً علي طول خط الحدود بين رفح المصرية غرباً.. ورفح الفلسطينية شرقاً.. وهل هناك أنفاق جنوب هذه الحدود، أقصد مع حدودنا مع إسرائيل، جنوب قطاع غزة أم أن إسرائيل تحكم قبضتها علي حدودها، بينما حدودنا مع غزة سداح مداح.. لأنهم هناك- في غزة- يتربحون من وجود هذه الأنفاق حتي صار هناك مئات المليونيرات الغزاوية، سواء من أعضاء حماس أو من السكان، من غيرهم، مادام الكل يدفع الضرائب عن هذا النشاط المخالف لحكومة حماس، حتي بعد المصالحة بينها وبين حكومة الضفة الغربية. هنا نريد إجابة واضحة.. هل نملك حصراً شاملاً لهذه الأنفاق.. وهل نملك خريطة كاملة- أو حتي شبه كاملة- لهذه الأنفاق. السؤال الثاني لماذا لا تقوم قواتنا المسلحة بعملية تطهير واحدة وضخمة لكل منطقة الحدود عند رفح.. عملية عسكرية ضخمة، تستخدم كل الأسلحة للقضاء علي «كل» هذه الأنفاق.. سواء بالضرب الجوي. أو تلغيمها.. أو نسفها أو إغراقها بالمياه.. ثم بمعاقبة كل من نجد في أرضه أو داخل بيته مدخلاً أو مخرجاً لأحد هذه الأنفاق.. بعقوبة رادعة وشديدة يمكن أن تصل إلي الطرد من المنطقة، مادام هؤلاء لا يرعون حق الوطن.. وحمايته. ثالث هذه التساؤلات: لماذا لا نجري عمليات إنشاء منطقة عازلة علي طول هذه الحدود- وطولها حوالي 17 كيلو متراً فقط.. أي نقوم بتفريغ مسافة علي الأرض تمتد من خط الحدود الدولية ثم تتجه غرباً ولمسافة لا تقل عن 10 كيلو مترات تصبح هي العمق الذي نحتاجه للقضاء علي ظاهرة هذه الأنفاق.. بسبب صعوبة حفر أنفاق تمتد إلي هذا العمق، أي 10 كيلو مترات.. ونقوم بانشاء تجمعات سكنية شاملة من مساكن ومدارس وعيادات ومحلات ومساجد وغيرها مادام بعض سكان منطقة الحدود لا يرعي حق الوطن ولا سلامة أمنه القومي. رابعها: هل تملك إسرائيل من وسائل الحماية والرقابة والفاعلية لتأمين حدودها.. أكثر مما نملك.. أو جرأة لا نعرفها.. أقول ذلك رغم أنني لا أري مانعاً من أي سلوك إنساني تجاه «ملاك ومديري» هذه الأنفاق.. ولكن مادام هؤلاء لا يعرفون حق الوطن عليهم.. فهل يجوز أن نعاملهم بهذه الروح الإنسانية، سواء كانوا من سكان شرق خط الحدود، أي من غزة.. أو كانوا من سكان غرب هذا الخط، أي من رفح المصرية.. أو كانوا من المتسللين، من أي جنس ونوع ولون.. وانتماء. إننا ونحن نفقد كل يوم شهداء من رجال الشرطة ومن غيرهم من المواطنين نفقد معهم المعني الأهم، وهو عدم قدرتنا علي حماية حدودنا.. هنا أطالب ببيان شامل، يعني كامل عدد الأنفاق التي تم تدميرها في كل شبر.. ويوم تنفيذها.. علي أن يشمل البيان العدد الفعلي الذي توصلت إليه قواتنا المسلحة.. ثم ما هي خطتنا أو البرنامج الزمني الكافي للخلاص من كل هذه الأنفاق.. فهل هذا أمر صعب المنال. نقول ذلك وقد شهدت بلادنا- في الأيام الأخيرة- عمليات إرهاب عديدة نالت الكثير من المدن، والنجوع.. والمنشآت.. والسنترالات.. وكلها هدفها محاولة إيهام العالم الخارجي بأن الأمن غير مستتب في مصر.. وكذلك سرقة فرح المصريين بقدرتهم علي إسقاط أي نظام لا يحقق أحلام الشعب. وبكل صراحة نقول إن بقاء هذه الأنفاق يسمح باستمرار التسلل إلينا بكل الأضرار.. والخروج بكل خيرات مصر.. إلي شرق رفح. نقول ذلك لأننا كنا نتوقع من السلطة الفلسطينية بعد ما قيل عن المصالحة بين فتح وحماس إن هذا سوف ينعكس علي تأمين حدودنا الشرقية مع غزة. فمتي يتحقق ذلك.. متي نعلن أن منطقة حدودنا أصبحت منطقة آمنة لنوقف نزيف هذه العمليات الإرهابية. متي. متي. نعلنها صريحة أننا دمرنا كل الأنفاق ولو اقتضي الأمر بناء منطقة عازلة لنحمي بلادنا.. متي؟!